تبدو الصورة في مشهد الحوار الوطني الدائر في صنعاء وتحديدا فيما يخص القضية الجنوبية قاتمة , الفارس المحوري هنا يبدو وكأنه السيد محمد على أحمد إني أراه ممتطيا ظهر جواده بشراسة منقطعة النظير , ويواجه فرسان لا ينقصهم الدهاء والمكر يقاتلون بشراسة , ولديهم من الحوافز ما يكفي للاستماتة , والظفر بالمعركة, التي تدور رحاها حاميه الوطيس. أنها معركة وجوديه لا تحتمل بالنسبة لهم إلا النصر أو ألنصر. قوى متنفذة عتية , لا ينقصها ألمال ولا ألسلطة ولا ألسلاح لديها مكتسبات كبيره وإطماع اكبر , تريد حمايتها وتطمع في الحصول عليها . لكن فارسنا يقاوم ويخوض صولاته وجولاته باقتدار يحمل في كفه الايمن سيف ووطن وفي كفه الايسر سمعته وتاريخه السياسي , وامامه قضية كبيرة لا تسدها عين الشمس ومن خلفه جماهير عريضة كنسق ثاني جاهز لخوض معركة اخرى كبيره لاستعادة ما نهب كله غير منقوص ولا ذرة رمل واحدة . حاول الكثير من الجنوبي وانأ ربما منهم , ان يشكك في قدرات الرجل لكني أراه يسير بخطى اكثر من ثابتة, رغم محاولات تلك القوى مرارا ترويضه تارة بالترغيب , وبالترهيب تارة أخرى.
يثبت محمد علي مرارا انه على حق معتمدا على مبدأ ان لم ينفع ما يقوم به فهو لن يضر فان نجح الحوار وحمل معه أي شي للجنوبيين كان بها , وان فشل فالشارع موجود يسير بشكل متوازي ومستقل ولن يفرض عليه شي لا يريده, ولا يرتقي الى طموحاته التواق اليها والمعبر عنها مرارا في نضالا ته التحررية طيلة السنوات الماضية.
دعونا نثبت الصورة في مشهد الحوار الوطني والتي تتحرك بشكل بطيء كي نحاول قراءتها قراءه دقيقة وربما نجد الاتي : اولا "التوصل الى تثبيت مبدأ التفاوض شمال وجنوب في لجنه 8 8 هو اختراق خطير وغير سهل البته فقد اخترق المبادرة الخليجية وطوعها لصالحه ليؤسس لشيء اخر اكبر فيما بعد ستظهر نتائجه لاحقا.
ثانيا": 8 8 لجنه ديكورية وأريد لها ان تكون كذلك لكن محمد على استطاع ان يعطلها لتكون مخرجاتها مهمة والتمسك بهاء كمبدأ قادم يبنى عليه ثالثا"كل مأتم التوصل اليه من نقاط تفاوضيه كإقليمين أو عدة اقاليم هي نقاط مهمة في حاله فشل الاتفاق عليها قد تصبح تقادميا في الغد مرفوضة رفضا باتا من قبل الجنوبيين ولا يمكن العودة إليها على اعتبار ان الشماليين قد فوتوا الفرصة رابعا وجود الإشراف الدولي هي انجاز مهم ليطلعوا على ما يدور هناك من حوار مهم.
فالدول العشر المشرفة على المبادرة الخليجية هي دول مهمة وكذلك الأممالمتحدة ممثله ببن عمر بصفته وشخصه وهذا انجاز محسوب لبن علي وفريقه! خامسا التسريبات التي خرجت من بين دهاليز اللجنة 8 8 والتي أظهرت بما لايدع مجال لشك كيف ان الأطراف الشمالية متمسكة باستماتة ان الوحدة خط أحمر وقد ظهر ذلك جليا في المواقف السياسية المعلنة للأحزاب السياسية , المؤتمر والإصلاح وحزب الرشاد أو حتى أفراد ومنظمات .
وهذا كله مهم ليعطي شرعية اكبر لمطالب الجنوبيين الشرعية سوى على المستوى الدولي أو المحلي, تعتبر الفيدرالية ألمزمنة واكرر المزمنة ومن إقليمين شمالي وجنوبي والمشفوعة بمرحلة انتقالية , ومقرونة توازيا بإعلان دستوري متفق عليه, هي اقل ألممكن مع وضع خطه زمنيه دقيقه ومحدده بتواريخ صارمة, وتحت إشراف دولي يراقب ما تحقق على الأرض ومقرون بالالتزام الدقيق للقوى الشمال وبالتنفيذ منتهية بحق تقرير المصير كضمانه دوليه واضحة لما يتفق عليه.
لكن في رأيي هذا ليكفي!إذ انه يجب إعادة تموضع الجنوبيين في كل مفاصل الدولة المدنية والعسكرية, وبنسب لا تقل عن 50بالمئه في كل المجالات السيادية وتعويض الجنوبيين بنسب اكبر في الكليات العسكرية والأمنية, وإعادة تأهيل الكادر الجنوبي داخليا وخارجيا وخصوصا من حرموا من ألتأهيل كما لا ينتقص هذا كله من حق الجنوبيين القانوني في جبر الضرر وتعويضهم التعويض العادل لما لحق بهم من ضرر مادي ومعنوي طيلة لفترة الماضية.
لكن !! هل يقبل الجنوبيون بكل ما يفاوض عليه بن على؟ هذا سؤال مهم!! في رأيي ان ما يتوصل إليه بن على إذا ما استطاع انتزاع فيدراليه مزمنة , ليس دستورا ولا آية منزله , لن يخسر الجنوبيين شيئا إذا ما انتظروا النتائج ودرسوا ضماناتها, وسيضل الحراك الجنوبي هو الضامن كممثل لشارع الجنوبي بكل شرائحه في حاله الفشل , وعلى بن على الترجل مشكورا