دروس وعبر كثيرة مررنا بها وعشناها بل ذقنا منها شتىّ صنوف المرارات ولكن البعض من أبناء الجنوب الحبيب لم يتعظ منها بعد رغم معرفته المسبقة بالنتائج الكارثية المترتبة عن إستمرار تغاضيه لهذه الدروس والعبر على ما بها من وضوح كاف لأسباب إنكساراتنا المتلاحقة أمام هذا المحتل الغاصب لأرضنا الذي عمد الآن في ظل الصحوة الشعبية الجنوبية إلى إتباع سياسة البعثرة لصفوفنا متكئاً وبراحة بال على هؤلاء البعض الذين مازالت لديهم قابلية للبقاء إلى حين في حضن المحتل ،وأقول إلى حين لأن سابقيهم ممن كانوا في هذا( الحظن الملعون ) تم نبذهم إلى قارعة الطريق والتخلص من بعضهم نهائياً ، ومن هؤلاء من هو عائش إلى الآن يتلمَّظ أوجاع الندم . صحيح أن هناك شخصيات جنوبية لم تزل في واجهة سلطة الإحتلال ولكن وجودها يمضي بوفق إستراتيجية المتنفذين من بيت الأحمر وأعوانهم الذين يحكمون قبضتهم على مفاصل الدولة تماماً ويرون في الوجود المؤقت لهؤلاء الجنوبيين كشماعة يقنعون بها الرأي العام الخارجي على أن الجنوبيون مازالوا شركاء في السلطة وماهم بشركاء وإنما وجودهم لا يتعدى الزينة وكلنا نعلم من هم أصحاب السلطة الفعلية الذين يصولون ويجولون في هذه البلاد ويتحكمون بكل مقدرات البلاد .
ومما هو أكثر مدعاة للعجب أن هؤلاء المحتلين الذين بلغوا إلى أعلى مستوى من العداوة بينهم وخاضوا حرب شرسة ضد بعضهم على مصالح معروفة ، لم تنسيهم عدواتهم مصلحتهم المشتركة في التوحد الدائم على إبقاء الجنوب وثرواته تحت سيطرتهم , وكما نراهم اليوم فأنهم يصدِّرون كل سوءاتهم السوداء إلى الجنوب لتخريبه وتفكيك وحدة أبنائه وإستئصال هويته .
وهنا يستوجب طرح السؤال الملح على أخواننا الجنوبين المنهكين بالخلافات الغير مبررة وهو: أما يكفي إنكم رأيتم بالعين المجردّة كيف تقاتل هؤلاء المُحتلين فيما بينهم وما بلغوا من حدّة في العداوة إلا إنهم أمام إصرار الشعب الجنوبي على إسترداد أرضه المغتصبة والتي لهم عليها مصالح مشتركة توحدوا في الموقف َضد إرادة شعبنا ؟! .
أليس هذا مؤلماً لنا جميعا كجنوبيين أن نرى أناس متخاصمين على أشد درجة يتحدون علينا فيما نحن غير متحدين في صد هؤلاء الطامعين بإختطاف وطننا وطمس هويتنا من على الوجود؟؟!!