ومن متى اجتمعت أصلا؟ ,فهم أول من قالوا (ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم ومزقناهم كل ممزق وجعلناهم أحاديث) ولازالوا عند هذا التمزيق والتشطير من باب في الجنوب إقليمين والشمال ثلاثة وجهة نظر 8 × 8. أتى الحوار لهم وقلنا فرصة ليتحضروا وليعيدوا عجلة الحياة بين الطرفين للتصافي وقالوا: اما ان تلقوا وأما ان نكون أول من ألقى .. فالقينا وحدة فيدرالية لعدم تكرار التجربة الفاشلة مرة أخرى ولتكون حل وسط من باب لاضرر ولا ضرار, جنوب وشمال وتحت سقف عفي !!. ولكن لامناص ياحوار كأنك لاتدار فالقرار قرارهم وليس قرارنا في الحوار بما إننا ذهبنا إليه عبر القناة الخطاء فالحوار فعلا لا لنا فيه لا ناقة ولا حوار على قولة الرئيس الجنوبي السابق ولكن تجربة أبناء الجنوب الحضارية فيه كان إضافة عالميه للنضال السلمي وفتح باب للقضية آخر بتشبثهم بقضيتهم وصدقهم مع شعبهم . ولم يكن الحوار وبال على الجنوب بقدر ماكان عليهم فقد فتح لهم الفريق الجنوبي مجال أمام العالم في ماهية الحوار الحضاري ونديته وأسلوب التعامل فيه كوحدة فيدرالية تجمع النقيضين بمفهوم اوسع واشمل وأنصف وامسكوا بالعصاء من المنتصف كجنوبيين ولكن من زرع حيلة جنى فقر وعلى الباقي تدور الدوائر . وبعد هذا على الجنوب ان يهدي من روعه ويستمر في ثورته السلمية ولايستعجل في القرارات وسيأتيه كل شي وربما كل تأخير فيه خير وفي كل محنة منحة. لكي أكون متفائلا باصطفاف الشعب والقادة وتكوين كيان ولسان موحد ومشترك باسم الجنوب فمن تعود على بناء كيانه على السلب والنهب والبطش والتنكيل تحت اسم الديمقراطية تارة وتارة تحت اسم الدين أيا كان له ان يتعلم ويفهم حوار؟! . فالحوار تهاوت أركانه أمام قضية شعب وارض ليست بالهينة وان كانوا يعدونها كذالك فمن خلال تلاعبهم بالقضية ضاعوا بين المكابرة والانصياع في الحوار الذي وضعوه وهم ليس أكفاء له..!!. إذن لماذا حوار ان كانت نهايته مرسومه؟! فبالأمس أتى ابن عمر يستدرج الجنوبيون تحت علمهم للعودة إلى هوة الجب واستطاع استدراجهم واستطاعوا التمسك بحبال قضيتهم والصعود والعودة إلى السطح بانسحاب أخر ولم يستغربوا ذلك من بن عمر فالمبعوثين العرب سبق وجربّوا لايكونوا حكام منصفين مع قضايا الشعوب فهم يشترون ويباعون في ارضية الملعب بعكس اللاعبين فاللاعبون يباعون من خلف المدرجات ان حصلت ثمة صفقه سياسية على حساب القضية مثلا !! بن عمر كان معذورا فهو موظف في هيئة أمم ويتحتم عليه النجاح بالقضية حسب مارسمت له من الهيئة وتحت خط الوحدة ولو يأتي بالنجاح من الطريق الأخر..!! للترقي في هيئته.. ولكن الرئيس ماعذره ليأتي ويداهن في قضية شبه خاسرة في حوار كهذا ماعذره ليسهم بالترقيع تارة وبالحل الجزئي تارة وبحمل الحقائب الوزارية فوق رأسه تارة أخرى. وليس بعذر هنا لأي جنوبي ان ينصاع لمثل هذه المداهنات السياسة ويشارك وينقطع عن القافلة الجنوبية فالحذر الحذر من الانجرار للوعود والإغراءات التي لاتكل ولا تمل اسطوانتها عندهم فهم مستعدين حاليا لخسارة الكثير لشق الصف الجنوبي ولحسم القضية في إطار الحوار وسيتخذون إجراءات جديدة وقرارات تصب مصلحتها في مصلحة الجنوب وأبنائه لإرباك المشهد وماهي إلا مؤقتة فقط لحسم القضية من ضمن الحوار. بمعنى اصح يريدوا يقولوا هانحن مع قضية الجنوب نعمل ونساهم ونبني ونعيد ونرتب ونرد بشرط عدم المتاجرة بالقضية فيما يسمونهم بعد ان كانوا رسميا ممثلين للقضية ولكن يبدوا أنه لم يروق لهم وقوفهم مع قضايا شعبهم. ويبقى السؤال هل يصلح الحوار والقرار ما أفسدته الوحدة؟ فمؤتمر الحوار وجهابذته اضروا بمصداقيتهم قبل ان يضروا بأنفسهم أمام الآخرين من المبعوث إلى الشيخ إلى الرئيس لم يعودوا مؤتمنين على عهد أو ذمه ولايلدغ مؤمن من جحر مرتين..