كتب /عدنان مصعبين في نهاية عام 1978م أقام اتحاد اليمن الديمقراطي لكرة القدم بطولة الشباب بنظام خروج المغلوب مرتين وتم توزيع فرق الأندية على مجموعتين الأولى بقيادة نادي التلال والمجموعة الثانية بقيادة نادي الوحدة. واستطاع التلال تصفية جميع الفرق التي بمجموعته بدون هزيمة ما عدا فريق شمسان المهزوم مباراة وبقيت له مباراة.. واستطاع فريق الوحدة تصفية جميع الفرق التي بمجموعته بدون هزيمة. وفي بداية شهر فبراير 1979م التقى الفريقان الكبيران الوحدة والتلال بحضور الجماهير الغفيرة التي اكتظت بها مدرجات ملعب الشهيد الحبيشي لأهمية وحساسية لقاءاتهما.. واستطاع فريق الوحدة الخروج من هذه المباراة وبصعوبة بالغة منتصراً بهدفين نظيفين سجلهما الأخوان نبيل والمدافع أحمد سعيد أحمد لاعب المنتخب الوطني والذي لقبته الصحافة القطرية من خلال لقاء أجرته معه مجلة (الصقر) المهتمة بشؤون الرياضة العربية والقارية والعالمية.. ونشرت بالمانشيت العريض (أحمد سعيد أحمد.. مدفعجي منتخب (ج . ي . د . ش) يسجل هدفين ومن مسافات بعيدة ضد المنتخب البحريني.. على كل حال أصبح فريق التلال مهزوماً وبقيت له مباراة للبقاء في البطولة.. وذهب ليلتقي بفريق شمسان الذي بقيت له مباراة أيضاً.. واستطاع التلال اكتساح شمسان بأربعة أهداف نظيفة ثم يعود ليأخذ بثأره من فريق الوحدة وينتصر عليه بهدف سجله اللاعب الفنان لاعب خط هجوم المنتخب الوطني عدنان سبوع.. وبذلك لم يعد هناك سوى أن يلتقي الفريقان في المباراة النهائية والتي حددت يوم 27 فبراير 1979م لتحديد البطل.
المباراة النهائية: عاشت جماهير الفريقين الوفية لحظات مشحونة بالقلق والتوتر العصبي واكتظت بمدرجات ملعب الشهيد الحبيشي منذ الساعة الثانية ظهراً تاركه حرارة الشمس تفعل ما تشاء.. ولم يعد هناك ألوان أخرى سوى الأحمر والأخضر.. وكأس البطولة يقف منتصبا في مقدمة المنصة الخاصة بضيوف الشرف. ودخل الفريقان أرضية الملعب مصحوبين بأصوات الجماهير المشتعلة.. وتزينت السماء بالرولات القرطاسية الخاصة بمحصل الباصات وبدأت المباراة وتحول الملعب إلى حالة ترقب مشحون بالخوف والصمت الذي يسبق العاصفة من دخول هدف في مرمى الوحدة أو التلال.
وفي الدقيقة التاسعة من زمن الشوط الأول خطف اللاعب ماهر علي قاسم جناح الوحدة الكرة من بين أقدام ظهير التلال وانطلق بها إلى منطقة الجزاء وسدد الكرة على يمين إبراهيم عبدالرحمن معلنا هدف النصر ثم انطلق يجري باتجاه المدرب القدير عباس غلام طيب الله ثراه وهو يصيح بأعلى صوته وحدااااه فاختلط صوت ماهر بأصوات الجماهير الوحداوية وارتفعت الأعلام الخضراء وتزينت السماء بورق الرولات واللاعبون فوق بعضهم البعض وسط دموع وبكاء الفرح. ثم استمرت المباراة بهجوم تلالي عنيف ودفاع وحداوي مستميت واطلق الحكم صافرة نهاية البطولة معلناً أحقية أبناء الهاشمي بنيل كأس البطولة ثم اعتلى عفارة قائد الفريق منصة الملعب واستلم الكأس ورفعه عالياً وفجأة خطفت الجماهير الوفية الكأس وذهبت به إلى خارج الملعب ووضعته في مقدمة سيارة مكشوفة وحملت جميع اللاعبين على أكتافها من أرضية الملعب إلى موقع الباص الخاص بنقل اللاعبين وهي تهتف بأعلى أصواتها: (قولوا معانا.. بتحبوا مين.. بنحب الوحدة تسكن في العين..) هذه هي لحظات الوفاء ثم بدأت لحظات زفاف الكأس وسارت خلفه عشرات السيارات وطافوا به شوارع كيرتر مروراً بنادي التلال الشامخ الذي خسر البطولة بشرف مرفوع الرأس لأن شعاره الرياضة فن وأخلاق والتلال فارس عملاق!. وعايزنا نرجع زي زمان قل للزمان أرجع يا زمان.. وهات لي لاعب تلالي زي أبوبكر الماس ولاعب وحداوي زي ناصر هادي.. هذه الرياضة أيام الزمن الكروي الجميل.. وحتماً ستعود بإرادة وكفاح هذا الشعب الذي لا يعرف المستحيل!!.