يدور هده الأيام جدلا واسعا في الشارع الجنوبي حول أهمية وحدة الصف الجنوبي باعتباره ضرورة موضوعية لنجاح المسيرة التحررية لشعب الجنوب ودرءا لأي خلاف جنوبي قد ينشئ نتيجة لتعدد فصائل الثورة الجنوبية لقطع الطريق أمام اللاعبين على اختلافاتنا وأصحاب المشاريع الصغيرة المتاجرة بالقضية الجنوبية
ورغم إيماني بأهمية وحدة الصف الجنوبي لما في دلك من مزايا تعزز من قدراتنا وتوحد جهودنا في مسار الثورة الجنوبية إلا إني أرى إن ما يروج له دعاة وحدة الصف الجنوبي من مبررات تحولت إلى فزاعة مخيفة مرعبة تؤكد إن هناك من لا يزال أسير الماضي بكل ما فيه من ماسي وآلام فرضها علينا فكرا شمولي استأثر بالقرار نيابة عنا ومارس وصايته على قناعاتنا وقيمنا واختياراتنا فأنتج لنا ماض مشوه وحاضر مؤلم ومستقل مغبر معتم
أن فكرة وحدة الصف بقدر ما فيها من أهداف نبيلة لا يجب أن تتحول إلى معضلة معيقة للقضية الجنوبية فدلك ما يريده نظام صنعاء وحلفائه في الجنوب إلا نستطيع إن نمارس فعلنا الثوري في ظل تعددنا وتنوعنا
إن المعضلة القائمة في الجنوب ليست في اختلافاتنا بل هي في عدم معرفتنا بطرائق الاختلاف التي لا تلغي الأخر هي في قدرتنا على الاختلاف بدون تخوين أو تهميش
المشكلة الحقيقية هي إن هناك من يعطي نفسه حق الوصاية على شعب الجنوب ويرى في نفسه القادر على التعبير عن إرادته وخياراته وهده المعضلة لا تجدها إلا عند النخب السياسية التي ترى في نفسها القدرة على تحديد ما هو ضروري لإنجاح الثورة في الجنوب وهي في الحقيقة لا تبحث إلا عن موطئ قدما في المشهد العام في الجنوب.
والسؤال الذي يجب أن يطرح هل الأهم وحدة الخيار والهدف أم وحدة القيادة وما هو العيب في تنوعنا إلا يثري دلك فعلنا الثوري ويجهد الاحتلال ويشتت من جهوده لمادا علينا إن نقبل إن نكون أسرى لفكرة واحدة وقيادة واحدة وسياسة واحدة ونرفض الاختلاف الذي هو سنة للحياة أن العيب يكمن في عدم قدرتنا على التعايش مع الآخر الذي هو أنت بالنسبة لي وانأ بالنسبة لك العيب في الرغبة بتحديد خيارات الآخر والوصاية علية
وللعلم هدا السلوك الشاذ لا تجده إلا عند النخب السياسية التي تعيش انفصام حقيقي فهي تدعي ممارستها لفعل تحرري وترفض منحنا الحرية في التنوع والاختلاف وهدا السلوك غائب في ساحات وميادين الجنوب بل انك تجد الجميع في خندق واحد لا يساءل احدهم الآخر من أي فصيلا أنت ولمن تدين بالولاء لان جميعهم يدينون للجنوب الجنوب فقط
واعتقد بل اجزم أن الكثير ممن ينادون بوحدة الصف هم من الغائبون عن ساحات وميادين الشرف بل يمارسون تنظيرهم من المنتديات وصفحات الجرائد أن ما نريده اليوم هو أن نتعلم الاختلاف لا الخلاف أن نقبل بالآخر وان نتنافس في تقديم النموذج الأمثل لأحرار الجنوب يقول الفيلسوف العربي ابن رشد\ رأيي صواب يحتمل الخطاء ورأي غيري خطاء يحتمل الصواب
إذا أيقن الجميع بأننا شركا في هدا الوطن وان من حق الجميع في اختيار قناعاته سنستطيع أن نتعايش مع الآخر حتى وان كانت تلك القناعات نرفضها فما بالك ونحن أصحاب قضية واحدة وهدفا واحد لا يفرقنا إلا أصحاب الرغبة في الوصاية علينا إن نحذر ممن يخوفنا من الماضي وهو كان جزاء من الماضي والحاضر ويريد أن يكون كل المستقبل ونقول لهم ياسادة لقد تصالحنا وتسامحنا ونقبل بتنوعنا ولن يكون للماضي مكان في نفوسنا وسنقبل بالآخر كل الآخر لأننا جنوبيون تعرضنا للظلم والقهر والإقصاء والتهميش ولن نقبل بمن يمارسه ضد ابنا الجنوب كل الجنوب