قال المعارض اليمني البارز "حميد الأحمر" أن "هذه الثورة" أعادت الاعتبار "لليمن واليمنيين وللثورة والوحدة ولكثير من القيم". وقال حميد في لقاء بثته قناة "بي بي سي" أن "صالح مع مرور الوقت وبعد أن وقف الشعب اليمني مع الوحدة بشكل كبير في حرب 94 بدأ يفكر في أن يكون مالك اليمن, هو لم يمتلك استراتيجية".
وقال الأحمر الذي كان حزبه شريكاً في مراحل كثيرة لحزب المؤتمر الحاكم "كانت تحالفاتنا وطنية وليست مصلحية, هو (صالح) حاول استعمال حلفاءه ككروت ليسير حكمه".
وأضاف "هناك أطراف بعد ثورتي سبتمبر وأكتوبر كرست مفاهيم خاصة في الوجدان اليمنية ضمنها الدور السلبي للقبيلة ومفهوم الابتعاد عن منطقة تعز, كثيرين كانوا ينظرون إلى أبناء تعز بمنظور سلبي".
ونفى أن يكون "شباب الثورة" قد قاطعوا الانتخابات الرئاسية في الحادي والعشرين من الشهر الجاري, مشيراً أن الحركات التي قاطعت هي مثل "شباب الصمود" المحسوبين على الحوثي, "والحوثي قاطع" حسب وصفه, معتبراً أن الحوثيين لايريدون "النظام القديم وليس النظام الأقدم, نحن نقول لا نظام قديم ولا نظام أقدم, نظام قديم ولا عهد أقدم" في إشارة إلى نظام الإمامة التابع لآل حميد الدين "الزيديين".
وقال الأحمر الذي يرأس تحضيرية لجنة الحوار الوطني التابعة لتكتل اللقاء المشترك وشركائه "سنحاول أن نساعدهم (الحوثيين) أن يفهموا (معنى) الدولة المدنية وأن يكونوا جزءاً منها, ولا خيار لأي يمني إلا أن يكون جزء من الدولة المدنية".
وأضاف الأحمر وهو قيادي بارز في حزب الإصلاح الذي شارك حزب المؤتمر في حرب العام 1994 ضد الجنوب "ماحصل في الجنوب فهو ليس برغبة الجنوبيين, هذا دسيسة من علي عبد الله صالح وأبناءه, استغلوا بعض الأخوة الغير واعيين من أبناء الجنوب, وسنقول بأن القضية الجنوبية ستظل هي القضية الأساسية وأن ماحدث من تولية لعبدربه منصور هادي ولمحمد سالم باسندوة, ووزير الدفاع نحن سنعيد هيكلة الجيش والأمن, سيختفي أحمد علي, وسيختفي عمار, وسيختفي يحيى محمد".
ورداً على سؤال حول وجود ضمانات عن اختفاء هذه الأسماء في حين أن الولاياتالمتحدة هي المعنية بهيكلة الجيش اليمني قال الأحمر "لسنا موظفين عند أحد. لا يمكن أن نقبل أن اليمن تحت وصاية أحد, هناك البعض الذي يحاول أن يذهب باليمن تحت الوصاية ليحقق مصالح".
وأكد أن "إعادة هيكلة الجيش ستتحقق, ولا يمكن أن يبقى مجرم سفك دم اليمنيين, ولايمكن أن نقبل أن نظل في العهد القديم كما يقول الأخوة الحوثيين ونطمنهم أنه لا عهد قديم ولا عهد أقدم, ونطمن الأخوة في الحراك الجنوبي في بعض الفصائل التي لازالت تتشكل ان وصول عبدربه منصور هادي لايكفي من وجهة نظرنا لحل القضية الجنوبية". وقال الأحمر رداً على سؤال ما إذا كانت الفدرالية يمكن أن تطرح كحل للقضية الجنوبية "كل المواضيع ستطرح, لكن أنا شخصياً لا أعتقد أن اليمن بحاجة إلى فدرالية, الشعب اليمني موحد".
وقال "وقفت أمام علي عبدالله صالح لأكسر الصنمية لأمكن غيري أن يتجرأ لأخذ حقه وهذا ما تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى".
ونفى الأحمر تورطه في محاولة اغتيال الرئيس السابق "علي عبد الله صالح" مشيراً أن في دار الرئاسة يوجد عملاء للقاعدة والحوثيين ومن كل الأصناف, مضيفاً "لو كان لدى أي جهة من الجهات ادعاء لآخر عليهم أن يظهروا تلك الأدلة وسنكون مسرورين أن نسقط الحصانة ونتكلم عن كل الجرائم, والمجرم في هذا البلد معروف والذي يبحث عن الحصانة معروف".
وعن الاتهامات بالفساد المالي والسطو على أراضي في جنوب اليمن قال "هناك دولة ستؤسس الآن لنظام جديد وقضاء جديد, ونحن مستعدين من يطلب منا شيء أن يتوجه (إلى القضاء), وخصم الشعب ليس حميد الأحمر, خصم الشعب نظام علي عبدالله صالح".
وعما إذا كان سيترشح للرئاسة قال أنه "ليس مهماً المكان الذي نكون فيه المهم المشروع الأساسي أن نظل نناضل لأجل اليمن وحقوق اليمنيين من أي مكان نكون فيه".
وأضاف "أعتقد أنه فعلاً لازالت القضية الجنوبية مقدمة على غيرها, وعلينا أن نسلم السلطة لإخواننا في الجنوب حتى نصل جميعاً ان كل المشاكل التي خلقها علي عبدالله صالح أصبحت من الماضي, وهنا يمكن أن يمارس الجميع حقوقهم وفقاً للمبادئ الديمقراطية السليمة في حينه, قبل أن يتحقق لنا جميعاً هذا الأمر, أنا أنصح اليمنيين أن يولوا كل اهتمامهم في أن يرمموا الجراحات التي تركها علي عبدالله صالح ابتدءاً من المهرة وحتى صعدة".