بُحت الأصوات ؛ ونشف المداد ؛ وما زلنا في الحبيبة الغالية عدن ننتظر أن تستجيب المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي لاستغاثات المواطنين ، وتفيء علينا ، ولو بشيء يسير من ماء عنايتها بمجاري الصرف الصحي التي نغصت علينا حياتنا ، وعكرت ، وطغت على كثير من المساعي المخلصة لقيادة المحافظة ، وصندوق النظافة وتحسين المدينة الهادفة لإظهار المحافظة بالوجه اللائق . ولعل المؤسسة تغض طرفها ؛ لأن المواطن يوجه خطابه أصلاً ، وكما تعوّد من زمان ؛ إلى البلدية ، أو جهة النظافة ، وتحديداً إلى صندوق النظافة وتحسين المدينة لاعتقاد الكثيرين خطأً ، ومنهم المتعلمون أن الصندوق هو المختص بتنظيف المجاري ، وإصلاحها ، ولكن حتى متى سيظل هذا التغافل ، والتعامي ؟!
لقد كلفت المؤسسة بهذه المهمة من قبل الدولة ، وقبلت الأمر مقابل ما تجمع من رسوم مجاري الصرف للمياه التي تبيعها أصلاً للمواطن ، وهي تستلم الآن ، وفي الواقع رسوماً أكثر من جائرة ، وقد قبلنا بذلك كمواطنين رغماً عنا ، فلماذا لم تقبل المؤسسة حتى الآن ، ومنذ سنوات كثيرة بتحمل ما يترتب عليها قانوناً ، وعرفاً ؟!
ثم لماذا تترك جهود الآخرين تذهب أدراج الرياح ، وتتركهم وجهاً لوجه أمام عواصف النقد ، واللوم في هذا التجاهل الأصم ؟!
إن إهمال العمل ، أو قل التقصير في مجال الصرف الصحي لا يؤدي فقط إلى إعاقة عمال النظافة عن أداء أعمالهم ؛ بل يؤدي كذلك إلى تشويه أي جهد مهما كان كبيراً ومكلفاً ، وتحويله إلى مجرد زوبعة في فنجان .
والأشد من كل ذلك أن نرى المؤسسة ، وهي التي أشرفت كما أذكر على مشروع مجاري عدن الكبرى قبل سنوات قليلة ؛ أن تراها تعالج المشاكل بالعمى !! فتستبدل المتهالك بمثله ؛ وكأنها لا ترى التوسع السكاني ، وسهولة سد هذه الأنابيب من قبل بعض العاملين لديها الذين لا يهمهم سوى الحصول على قات ، وتنباك اليوم !! ولا يبالون بتضرر المواطنين ، والإساءة إلى نظافة المحافظة وبيئتها ؛ التي ينبغي أن تكون محل حرص الجميع ؛ بمن فيهم عمال الصرف الصحي باعتبارهم مواطنين ، ومستفيدين من ثمرة كل جهد مخلص .
فإذا كانت المؤسسة مثلاً ترى أنها غير قادرة على الإيفاء بواجبها ؛ فلماذا لا ترفع ذلك إلى جهات الاختصاص بكل صراحة ، ووضوح ؟
نحن لا نريد منها مستحيلا ، لكننا نريد أن تضع النقاط على الحروف ، وبشفافية تامة ، فالأموال المقررة لها تكفي .. ليس لأداء المهمة ؛ بل لإحداث نقلات كبيرة ، ومتواصلة في هذا المجال .
وباختصار لقد عانت عدن وسكانها الطيبون كثيراً من هذه الحال ، وآن الأوان ليصحو المختصون ، فقد طال العبث ، وكثر الخبث .