قال الشيخ عبدالله احمد الحوتري القيادي في الحراك الجنوبي أن الشعب الجنوبي تولد لديه شعورا أن العالم والإقليم لا يحترم النضال السلمي. وأضاف الحوتري في بيان صدر عنه عقب الأحداث الدامية التي شهدتها محافظة شبوة أن شعب الجوب يناضل سلمياً لنيل استقلاله ويطالب المجتمع الإقليمي والدولي باحترام إرادته التي تكفلها كل الشرائع والمواثيق الدولية كما أتى في البيان الذي جاء في نصه:
"تتصاعد وتيرة النضال السلمي الجنوبي في هذه الأيام تحت مسمى الهبة الشعبية التي أعلنتها قبائل حضرموت الأبية على أثر استهداف مقدم قبائل الحموم ورئيس حلف قبائل حضرموت الشهيد الشيخ سعد بن حبريش على يد قوات نظام الاحتلال اليمني ، وتداعت قبائل الجنوب من أقصاه إلى أقصاه مع إعلان قبائل حضرموت للهبّه الشعبية مجسّدة بذلك ترابط الهدف والمصير المشترك لأبناء الجنوب ، ويبدو أن نظام الاحتلال قد شعر بخطورة دخول قبائل الجنوب على خط الرفض الشعبي للوضع القائم حيث سارع النظام إلى التلويح بأسلوبه المعروف ( الترغيب والترهيب ) فبمجرد إعلان قبائل شبوه عن إشهار مجلس تحالفها جرت محاولة قتل رئيس المجلس الشيخ عبدالعزيز عبدالرحمن الجفري في أول فعالية سلمية في عتق عاصمة المحافظة بعد أن جرى تطويق المحتجّين وإطلاق النار عليهم وقتل الشهيد محمد فيصل حسن وإصابة آخر ،.
ثم جرى ملاحقة رئيس المجلس وتطويق منزله واعتلاء القناصة للمباني المجاورة وإطلاق النار عليه وزملاءه وأستشهد المناضل الشيخ صالح علي الطالبي الذي كان بجانب رئيس المجلس داخل منزله ، وسارعت وسائل أعلام النظام بتزييف حقائق ما جرى وهي المهمة الموكولة لهذا الجهاز لتبرير سفك الدم الجنوبي بجعل المعتدى عليه معتدياً ، والمعتدي معتدى عليه !!! الأمر الذي صار قاعدة للتعامل مع قوى الثورة السلمية في الجنوب وبالأمس القريب جرى التخطيط بإحكام لقتل رئيس حلف قبائل حضرموت ومرافقيه وأعلنوا رسمياً ( تمكّن الجيش من قتل عناصر منتمية للقاعدة !!! )
من جانب آخر جاء تكامل العمل المستهدف دفن قضية شعب الجنوب بمسارعة القوى السياسية اليمنية في مؤتمر حوار صنعاء بإعلانها ما سموه ( الحل العادل للقضية الجنوبية !! ) من طرف واحد يمثّل شركاء الحرب على الجنوب واحتلاله في 94م وغياب ممثلي الثورة الشعبية السلمية الجنوبية وهكذا غابت في هذا الإعلان قضية الجنوب كقضية هوية ووطن تحت الاحتلال وشعب يناضل سلمياً لنيل استقلاله ويطالب المجتمع الإقليمي والدولي باحترام إرادته التي تكفلها كل الشرائع والمواثيق الدولية ،.
أن عدم الإصغاء لمطالب شعبنا المعلنة في مليونياته السلمية المتتالية قد ولّد شعوراً في الشارع الجنوبي بشبابه وقبائله بأن الإقليم والعالم لا يحترم النضال السلمي ، وإنه لن يوصله إلى إزاحة باطل وإقرار حق مشروع ، وزاد من هذا الشعور أن القوى النافذة اليمنية بمختلف توجّهاتها وتبايناتها قد وحّدت جهودها وإمكاناتها العسكرية والإعلامية والسياسية ضد الجنوبيين و كان آخره استهداف رؤساء تحالف القبائل الجنوبية تمسّكاً بمقولة ( الغاية تبرر الوسيلة )، وهدف هذه القوى الظالمة طمس هوية الجنوبيين واستمرار احتلال وطنهم ونهب خيراتهم بمباركة إقليمية ودولية أيضاً ، والقهر يدفع إلى إشعال النيران التي تحرق الجميع ظالماً ومظلوماً فهل يتدارك العقلاء في اليمن والإقليم والعالم خطورة هذا التوجّه ؟؟؟
وأمام هذا فإن قوى الثورة الجنوبية في الداخل والخارج مدعوّه لتنسيق جهودها وتوحيد إمكاناتها على كل المستويات لدعم استمرارية الهبّه الشعبية والوصول إلى تحرير الوطن وترك التنافس على من يقود ومن يتبع فذلك خذلان للثورة ، نسأل الله أن يجنّب شعبنا وبلادنا ويلات الظلم والظالمين ."