"تعلّم فليس المرء يولد عالماً وليس أخو علم كمن هو جاهل" (الإمام الشافعي). عندما نقول إن الشباب هم عماد الوطن وحماته, فإنما نعني بذلك الفتيات والفتيان، ولعمري إن الفتيات الشابات هن الأكثر حضوراً في الحياة, وبنظرة بسيطة للمعلمات والممرضات والدكاترة والمدرسين في الكليات الجامعية, ومرافق العمل والانتاج, نجد أن الفتيات وبضمنهن النساء يشكلن ثلاثة أرباع المجتمع.. وتكفينا أيضا نظرة لطوابير البريد عندما نتسلم رواتبنا الشهرية (سبحان الله وما شاء الله تبارك الله), المسألة باينة ولا تحتاج إلى برهان. وأنا أردت من هذه المقدمة أن أبين نجاح المرأة, سواء أكانت فتاة, شابة, امرأة، عاملة.. إلخ.. وذلك لكياستها ولياقتها وحسن تصرفها, وقد رمزت بالعنوان إلى الفتيات لأنهن في مقتبل العمر, ونظرتهن تكون ثاقبة, وفعلهن مقبول وبحب أبوي يدل على تبادله بين الصغار والكبار.. وهنا يبرز الأمل منتصباً في التغيير وتحديد السلوك النافع, لو تم استحسان الفعل من قبل الجميع. ولتكن النظافة بداية الفعل. القصة أنني خرجت عصر الجمعة ذاهباً إلى المنتدى التربوي بكريتر (الرابعة إلا ربعاً).. واضطررت لحمل أكياس القمامة لأضعها, كالعادة, أمام بوابة العمارة, لعلمي أن سيارة النظافة تبدأ عملها في الثانية والنصف وتستمر حتى الخامسة والنصف كحد أقصى لمن تخلف عن إنزالها في الموعد الأول.. وذلك حرصاً على نظافة الشارع والمدينة والناس عموماً. وضعت الأكياس الثلاثة الصغيرة, اثنان لي وثالث أخذته من سلم العمارة, لا أدري من صاحبه فالنظافة من الإيمان.. وفي لحظة فاجأتني فتاة / شابة قائلة لي: يا عم لقد تأخرت.. ضع القمامة هناك في الاتجاه الآخر، ليس هنا مكانها. ورغم علمي بمرور السيارة لاحقاً لأنني اشاهدها يوميا من نافذتي المطلة على الشارع الرئيسي (مدرم).. إلا أنني شكرتها, وأنا متحرج, وقلت لها: أحسنت.. فلقد علمتني درساً في الأخلاق, أنا الذي أنصح الناس دائماً. شكراً لهذه الفتاة (المعلاوية) التي نأمل أن تكون كل الفتيات والشابات والفتيان والشباب مثلها حريصين على نظافة الشارع والحي والمدينة على الدوام.. والنظافة من الإيمان.. وهكذا المدنية وإلا فلا!.