في المرة الأولى كتبت عن بعض سلوكيات الناس السيئة في التعامل مع النظافة في الطريق وفي أكل الطعام المكشوف في الشوارع وأين ؟ حتى ابين إن حملات النظافة سرعان ما تذهب أدراج الرياح وكأنها لم تكن لأنها ظاهرية ولم تحدث تغييرا في سلوكيات الناس في البيوت في الشوارع في الأماكن العامة بين الناس المتعلمين المثقفين الذين يمارس البعض منهم سلوكيات سيئة جداً في التعامل مع النظافة ناهيك عن الناس العاديين الذين يوجد منهم من هو حريص جدا على نظافة مسكنه وجوار بيته ومأكله .. وهذه المرة سأكتب. عن نظرتي لحملات النظافة آخر موضة التي امتد أثرها ليوم ليومين بالكثير ثلاثة أيام وعادت حليمة لعادتها القديمة كما يقول المثل الشعبي( وياابو زيد كأنك ماغزيت). نعلم جميعا ان النظافة من الإيمان وهى سلوك يكتسبه الطفل منذ نشأته الأولى حسب ماتربى عليه في بيوت أبوايه فإن هو تربى على النظافة في كل شيء في جسده ومأكله والمكان الذي ينام فيه ويلعب فيه وحتى المكان الذي يفرغ فيه حاجته فإنه مع الأيام يكبر عليها ويصبح سلوكاً طبيعياً معتاداً على ممارسته حتى قيمه وتعامله مع الآخرين من حوله ..ولكن إن تربى في بيت لايهتم كثيرا بالنظافة ولا يقيم لها وزنا فكيف يمكن لهذا الطفل وذاك اكتساب سلوكيات حسنة تساعده في حياته اليومية وتجنبه مخاطر صحية واجتماعية إلى آخر ذلك..؟وهنا تكمن المشكلة التي يكون نتاجها مانراه اليوم في مجتمعنا من سلوكيات سيئة أضرت بالناس والبيئة التي يعيشون فيها.. واضرب مثالاً على ذلك على مستوى السكن الذي أعيش فيه ..في طفولتي عشت في بيت شعبي في حارة لم تكن حارة متطورة بأزقتها الضيقة وغير مرصوفة ولا يوجد عمال نظافة ينتشرون في كل حارة لتنظيفها ماعدا برميل قمامة تأتي سيارة البلدية حينها لأخذه ومع ذلك كان الناس كبيرهم وصغيرهم نساء ورجالاً يحرصون على تنظيف الحارة يقومون بحملات نظافة بين فترة وأخرى حتى لاتتراكم الأوساخ ولايجدون في ذلك حرجا ولم يكن في كل البيوت يوجد متعلمين كما هو اليوم ولا توجد أكياس بلاستيكية منتشرة هنا وهناك بل كان الناس يعتمدون على الزنابيل اليدوية المصنوعة من عزف النخيل في تسوقهم . ولكن تغير الحال منذ سنوات منذ إن بدأت الأحياء تتطور والعمارات السكنية تبنى وأصبح العديد من الناس يقطنون هذه العمارات ويقفلون أبوابهم عن مادونهم حتى انه يوجد أناس يقطنون عمارة واحدة ولا يعرف البعض منهم الآخر ,وأصبح عدد الناس المتعلمين في هذه العمارات والأحياء أكثر من ذي قبل وفي الأسرة الواحدة يوجد أكثر من موظف وطالب ,ومع ذلك يشكو الجميع من تدني مظاهر النظافة في الشوارع والأحياء بل في سلالم العمارات التي بات الناس يستنكفون من تنظيفها وكل واحد ينظر إلى جاره ماذا يفعل ويمضي في سبيل حاله دون أي شعور بالقلق والحياء من منظر سلالم العمارة ومدخلها الملئ بالأوساخ .. فإذا كان هذا حال الناس اليوم فلمن أذن حملات النظافة ؟ومن المسؤل عن غرس السلوكيات الحسنة والقيم التي حثنا عليها ديننا الإسلامي باعتباره دين معاملة وطالب الناس بنظافة مسكنهم وملبسهم ومأكلهم حتى يليق ذلك بآدميتهم التي كرمهم بها الله دون سائر مخلوقاته؟؟؟بالتأكيد المسؤل الأول البيت ثم المدرسة ثم الجيران ثم الجهات الحكومية المسؤلة ومنظمات المجتمع المدني وخطيب المسجد الجميع يتحملون مسؤولية النظافة ونظافة البيئة ليس من خلال حملات وقتية تنتهي بانتهاء مفعولها المؤقت بل بتحميل الناس جزءاً من المسؤولية ومحاسبتهم عليها، لأنه اثبت مع الأيام أن الناس لاتترك لهم مطلق الحرية ليتصرفوا بالحياة كما يريدون بل يجب إن يتم وضع ضوابط في الحياة العامة حتى يحترم كل إنسان حق أخيه الإنسان في الحياة ..حياة خالية من الملوثات والقاذورات التي هي في الأصل مخلفات الإنسان نفسه ومن العيب ان تكون بعض الحيوانات الأليفة الأكثر نظافة من الإنسان مثل القطط التي تحفر من اجل مخلفاتها ثم تعود وتردم حفرها ..فهل انتم معي في تساؤلي (لمن حملات النظافة؟).. رابط المقال على الفيس بوك