ان ثقافة النظافة تعد من أهم الثقافات التي تجسد هوية أمة من الأمم ، كما تُعتبر من أهم عناوين الحضارة ، فضلاً على أنها تدلل على وعي الأفراد ومدى شعورهم بالمسئولية نحو أمتهم وأوطانهم وكما هو معروف النظافة حاجة ضرورية للإنسان والبيئة ، فأنت ، وأنا ، والجميع ، لا نحتاج إلى إمكانيات أو قدرات خارقة للامتناع عن رمي أكياس القمامة في الشارع ، أو الرصيف ، أو بجانب المكان المخصص لها ، و لا نحتاج إلى جهد كبير لوضع قارورة المياه المعدنية بعد استخدامها في مكانها المناسب والمعد لذلك .. وان لا نرمي بقايا الأطعمة والأكياس البلاستيكية وغيرها من المخلفات على الطريق العام .والذي دفعني لكتابة المقال هوذلك المنظر الذي أعجبني كثيراً ويشكر عليه حماس شباب وكبار سن و طلاب مدارس بحي السالمية شرق الخط السريع بجدة الاسبوع الماضي للمشاركة في تنظيف الحي وشوارعه وبما فيها الحدائق العامة الموجودة بالحي وكانت انطلاقة الحملة من جامع السالمية بقيادة امام الجامع وبعض المتطوعين . نعم هي هذه الرسالة او الحملة التثقيفية التي نريدها في المجتمع وان تقتديها بقية الأحياء ومع تقديري وإعجابي بحماس شباب الحملة واندفاعهم لتنظيف مدينتهم, اتمنى بل وأحلم بأن يكون هذا الحماس والاندفاع للنظافة سلوكا دائما لدينا وثقافة متأصلة بيننا كأفراد ومؤسسات في المجتمع المتحضر , وليس سلوكاً مؤقتاً بل نريده مستمراً تحركه دوافع الغيرة على الحي وكم فرحت بالمشاركين في هذه الحملة بعكس صورة ذهنية ايجابية عنهم لدى افراد المجتمع وتواضعهم من خلال حرصهم على الإمساك بمكنسة التنظيف وفرشة البوية لطمس الكتابة على الجدران. وبهذه المناسبة اقول البلدية هي المسئولة عن المحافظة ونظافة الأماكن العامة فدورها لا يقتصر على عملية التنظيف من بعد الأوساخ كما هو حاصل الآن بل ينبغي عليها عمل حملة توعية كبيرة في جميع وسائل الإعلام وألا تكتفي بتلك اللوحات الخجولة في بعض الشوارع, ويا حبذا لو تقدم البلدية جوائز من خلال المجالس البلدية على أنظف حي وحديقة مما يحفز الناس أكثر بالمحافظة على الممتلكات العامة وتبقى أحياؤنا نظيفة وجميلة. وأخيرا الإنسان السوي هو الذي يربي ابناءه على النظافة ويحثهم على السلوك الجيد والمسؤولية فالبيئة المحيطة بنا خلقها الله طاهرة ونظيفة وخالية من السلوكيات العشوائية أو العدوانية ، ومن واجبنا أن نحافظ عليها كوننا مؤتمنين عليها ، ويفترض أن نستمتع بها بالمحافظة عليها. عبدالرحمن عبدالحفيظ منشي - رابغ