اليمن على حافة الهاوية أم في الهاوية ؟ ما هوية الصراع القائم الأن ؟ هل في اليمن دولة ؟ وهل في اليمن مؤسسات ؟ ومن يحكم اليمن اليوم ؟ هل في اليمن حرب أم حوار ؟وهل اليمن موحد أم منفصل ؟ ومن يقتل أبناء اليمن ؟ مقدمة استفهامية و في محتواها تعقيدات متناقضة ، واسئلة في حروفها لغات مبهمة ، هكذا أردت أن أبدا مقالي بهذا التناقض العجيب المستوحى من تشابك الأوضاع في اليمن . الوضع الذي اذا سألت عنه محايد لحصلت أيضا على إجابات فيها أسئلة ..!! تأمل عزيزي القارئ بعين مجردة وبعيدا عن الأحكام المسبقة ، ماذا يجري في اليمن ومن هي الأطراف المتصارعة ؟ ، لن تجد جوابا شافيا بل سوف تسأل أسئلة ، إحتار العالم في قراءة ما يجري هناك ، أقرا في صحف ومنتديات العالم المختلفة وشاهد بعشوائية بعض القنوات الفضائية ، ستجد أن كل التحليلات والأخبار متناقضة . حرب في صعدة ومركزها دماج ، حرب مجهولة المصدر ، أحرقت الكثير من البشر تحت مسميات مذهبية ، تجد فيها خليط من المتصارعين من الداخل والخارج من السنة والشيعة ، حرب غريبة الأطوار تتوزع فيها الخسائر إلى كافة الجهات في تناقض صارخ وعجيب يؤكد أن الوضع الحالي في اليمن وضعا استثنائيا ، لا يحتمل التفسير ولا التحليل لأنه صراع بلا أسس !! فجاءة ينتقل هذا الصراع المذهبي إلى صراع قبلي ، وفيه تنوعت الخسائر وتوزعت بشكل أفقي لتشمل الجهات الأربع السنة الشيعة القبائل الجيش !! وحروب حسب الطلب تجري في أماكن مختلفة تحت مسميات رهيبة " الحرب على القاعدة " و " الحرب على أنصار الشريعة "، وكل يوم نسمع عنها الأخبار المحزنة ، من دون نعلم من هو العدو ولماذا يحارب ومن أجل ماذا ؟! وحرب مبادرات تجري رحاها على ساحات الحوار ، وجنودها اللجان الهلامية المشكلة وفقا لسياسات اليمن المتناقضة ،حوار بلا معنى أو هدف لا يلامس الآلام ولا يمنح العلاج . مبادرات توهم العالم أن في اليمن "حكمة " ولكن في الحقيقة هو حوارا بلا حكمة ولا أيمان . وفي الجهة المقابلة مؤسسات هشة تحارب بعضها البعض من أجل البقاء في دائرة " الفساد الأمن "، وقيادات كلها حربية حتى وأن بدت للناظرين بالزي السياسي المعتاد ، ترى في اليوم مستقبلها وأنه لابد من اغتنام الفرصة السانحة ، وأن غدا ما هو الا " مستقبل جديد " لمفسدين جدد !! السياسة في اليمن معناها فن الحرب الممكن ، حرب تتكيف حسب الظروف والضرورة في أن واحد من تصفيات – خداع – كذب – تزوير – تشكيلات وهمية والخ ، هذا السلوك الغريب العجيب هو من حير فقهاء السياسة والأعلام المحلي والعربي والدولي ، حتى المبعوث الأممي لم يسلم من هذه المسحة السحرية اليمنية رغم زياراته المتعددة لليمن. الإشارات السابقة تجعل الحديث عن حال اليمن فيه الكثير من الشجون والأحزان ، بل أستطيع القول أن الثقافة السائدة في محتواها خلل كبير، نظرية حل المشاكل التي ينتهجها المفسدين هي : ( بصنع مشاكل وتعقيدات اخرى ) . لا أدري لماذا سمح هذا الشعب الطيب أنتشار هذه الحكمة الجديدة والأسلوب التأمري في حل المشاكل من خلال تشكيل جملة من الضغوطات التي تؤدي في النهاية إلى خلق قناعات جديدة ، الهدف منها التسليم بالواقع وأن كان غير سوي .!! الجميع لم يدرك حتى الان أن التراكمات التي تبنى على أساس هذا الأسلوب المؤلم. هو بمثابة القنبلة المؤقتة التي تصل باليمن إلى مأزق صعب وخطير ، بل أكاد أجزم بأن القنبلة قد بدأت بالانفجار وأن اليمن في محك الحقيقة المؤلمة . فبهذا الأسلوب الخطير أجهضت بما يسمى " ثورة الشباب " ، وبسببه ركب فرسان الوجوه المتلونة ثورتهم ونصبوا لا نفسهم حق التمثيل عند توقيع المبادرة الخليجية . وبه ايضا يجري بما يسمى " الحوار الوطني الشامل " . و" القضية الجنوبية " هي القضية المستهدفة من هذه اللعبة النارية ، وهي السبب الرئيسي في فشل الإصلاح والتغيير الذي كان ينشده الجميع ، باعتبارها وجهة المفسدين الرابحة ، فبسبب القضية الجنوبية أشعل المفسدين جميع الحروب وصنعوا الأزمات وأدخلوا الجميع في دوامة المشاكل التي لأول لها ولا تالي ، وسيبقى الحال كما هو عليه اذا ظلت هذه القضية بلا حل عادل .