لا يمكن لأي انسان عامل ذو ضمير وقلب ينبض بالحب أن يصف ما جرى يوم الجمعة الموافق 27 ديسمبر 2013م في محافظة الضالع " منطقة سناح " من قصف همجي وبشع بقذائف الدبابات على مجلس عزاء سلمي وبشكل مباشر ومتعمد وبتوجيهات من قيادة اللواء "33" مدرع المرابط هناك الا بالجريمة الفاشية البشعة بكل ما تحمله الكلمة من معنى والتي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من الرجال والنساء والشيوخ والاطفال وبدم بارد وبتجرد من قيم ومبادئ الدين الاسلامي الحنيف الذي حرم قتل النفس الا بالحق .. اننا نتساءل هنا ما هو الذنب والجرم الذي أرتكبه ضحايا القصف الوحشي والبربري هذا حتى ينالوا ما نالوه من العقاب ؟ وكيف استطاع بعد ذلك من أعطى الأوامر ومن قام بالتنفيذ وبعد سماع النتيجة ومشاهدة جثث وأشلاء الضحايا عبر وسائل الاعلام المختلفة أن يأكل ويشرب وينام ويمارس حياته الطبيعية أكان ذلك على مستوى أسرته أو عمله أو المجتمع من حوله ؟! معذرة عزيزي القارئ وعزيزتي القارئة لقد تناسيت من هول الجريمة والفاجعة التي حلت بنا بأن من أقدموا على ذلك هم وحوش لا قلوب لهم ولا ضمير ولا دين , وبالتالي لا يحق لنا أن نتساءل عن سلوكياتهم الاعتيادي بعد الجريمة , كما واننا لن نتفاجأ إذا ما أقدموا مستقبلا على ارتكاب مذبحة أخرى فسجلهم قبل يوم 27 ديسمبر الماضي والأسود خير دليل وشاهد على تعطشهم الدائم سفك الدماء وتمزيق وإحراق الجثث...
وهنا وبعد ما تقدم اسمحوا لي ان اوجه السؤال التالي المفتوح : هل سمع أحد منا أن القوات البريطانية واثناء فترة تواجدها في جنوباليمن والتي دامت "138" عاماً أقدمت على ارتكاب مثل هذه الجريمة الشنعاء بحق أناس أبرياء وعزل من السلاح ؟ إننا نجزم بالقول لا وألف لا لم تقدم على ذلك , بل وانها وفي كثير من الاحيان وبحسب الرواة كانت تتفادى اطلاق النار على مهاجميها من الثوار أنداك اذا ما صادف هروبهم بين أوساط مواطنين , وكانت تكتفي بالملاحقة للقبض عليهم تفادياً منها يسفك دماء الابرياء . فهل الرحمة نزعت من قلوب أدعياء الاسلام وترسخت في قلوب أعداءه ؟ سؤال برسم من يعنيهم هذا ... إنني لعلى ثقة مطلقة بأن كل من عايش الوجود البريطاني في عدن يوافقني تماماً فيما أسلفت ذكره من القول ..
أنني ومعي أهالي الشهداء والجرحى والملايين من ابناء شعبنا العظيم في انتظار النتائج " العادلة والشفافة " التي يجب ويتحتم على اللجنة المكلفة بالتحقيق والخروج بها من مسرح الجريمة وبأسرع وقت ممكن ومبينة للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي ظروفها وملابساتها ومن وقف وراءها وأعطى التوجيهات بتنفيذها حتى ينالوا بعد ذلك جزاءهم العادل على ما ارتكبوه من حرم في حق القيم والمبادئ والاخلاق الإنسانية والشرائع السماوية ..
مع علمنا المسبق وللأسف الشديد بأن لا نتائج قريبة ولا مرتقبة , فهناك العديد من اللجان شكلت قبل ذلك وفي أحداث مختلفة وآخرها فيما يخص الهجوم الإرهابي على مجمع الدفاع بالعرضي بصنعاء ولا نتائج شافية وشفافة تذكر حتى يومنا هذا ..
أنني هنا وبعد كل ما تقدم لا يساورني أدنى شك – ظهرت نتائج اللجنة المكلفة بالتحقيق أم لم تظهر , حصل القصاص من القتلة على الأرض أم لم يحصل – بأن " سناح " ستسمو فوق الجراح , بأن الله عزّ وجل سيقتص للمظلومين من الظالمين إن عاجلاً أو آجلاً ... فهو الجبار المنتقم , الحكم العادل الذي لا تضيع عنده وبين يديه المظالم والحقوق وإن كانت مثقال ذرة وهو على كل شيء قدير ..