لايلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين ",ومعنى الحديث إجمالاً: التحذير من التغفل وتكرار الخطأ، والحث على التيقظ واستعمال الفطنة. وأن لاينخدع المؤمن بقول كاذب أوعهد منافق بعدما جرب عليه الكذب والخيانة كما أراد أبو عزة أن يفعل بالنبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: والله لا تمسح عارضيك بمكة وتقول: خدعت محمدا مرتين,
وقيل المراد بالمؤمن هنا: المؤمن الكامل الذي أوقفته معرفته وتجربته على غوامض الأمور حتى صار يحذر مما سيقع، وأما المؤمن المغفل فقد يلدغ من الجحر الواحد مرارا.
واذا ماسقطنا الحديث بمعناه على واقعنا السياسي في الجنوب سنجد غياب تلك القيادات عن هذه المواعظ والعبر واضح ,والقصد من استحضار هذ الحديث هو الهرولة وتكرار الاستغفال والخديعة عليهم وغياب الفطنة عنهم ظاهر و في الغالب لايدفعون ثمن تكرار تلك الاخطاء هم , والا ماذا نسمي الذهاب الى مؤتمرات وحوارات عبثية لاتستند الى اسس او ضمانات تؤثر وتضعف الموقف الجنوبي وتماسكة, ويتكرر هذا المشهد, مراراً ,وتكراراً, تارتاً تحت غطاء ضغوط دولية واخرى اقليمية وتارتاً باسم التكتيك السياسي للوصول الى الهدف وهناك الكثير من الذرائع والحجج الواهية ,التي تواري سواّتهم ,والحقيقة غير ذلك ,اي ان الارتباط بمصالح ذاتية ,اخضع البعض لخدمة اجندة واهداف لاتعني شعب الجنوب على الاطلاق ,بقدرما تعبث وتؤخر من انتصار قضيتة ,وكلما تقدم شعبنا في مسارة الثوري تعرض لبعض العثرات من قيادات للاسف كان يعول عليها ان تنتصر لقضيته قبل ظهورها,وما يحز في النفس اليوم عندما نسمع ونشاهد التحذيرات والتباكي خوفاً من تقسيم الجنوب ,او فرض علية حلول منتقصة ,في الوقت الذي هم من اسهم في ذلك بقصد او بغير قصد من خلال اعطاء هامش غطاء قانوني وسياسي لارباك المشهد بتلك الخزعبلات التي لاتعني شعب الجنوب بقدرما تنتقص من اسهم تلك القيادات المتجاوزة لتطلعات شعبها ,حتى اصبحوا بحاجة الى ترميم كبير في اوساط شعبهم بسبب تجاوزاتهم واخطائهم الفادحة التي اصبحت تشكل عبئ على الحركة الجنوبية التحررية ,وهنا يجب وضع الامور في نصابها اي بمعنى ان عنصر القوة في الثورة الجنوبية يتمثل في موقف موحد منسجم مع تناغم وتطلعات وتضحيات الشارع الجنوبي وان لايستخف بالشعب الجنوبي وقدراته وارادتة من خلال محاولة فرض الوصاية دوماً مع العلم ان شعبنا اثبت ويثبت كل يوم بأنه عظيم وعلى قدر كبير من الوعي والادراك وليس بحاجة الى وصي علية بقدرما هو بحاجة الى ترجمة واستثمار نشاطة الثوري وتضحياتة "سياسياً".
كفاية استخفاف بشعبنا,من لم يستطيع اللحاق بالركب الثوري الشعبي التحرري فقط ماعلية الا التنحي جانباً,وليعلموا بان المواطن العادي في الشارع الجنوبي بات يشمئز من هكذا تصرف وسلوك لاترتقي الى حجم التضحية الجنوبية .