نقف اليوم بذهول وترغب امام حالة ليست جديدة من استخدام السلاح والعنف والقوة المفرطة ضد شعب الجنوب الاعزل لفرض حقبة تاريخية جديدة تتعارض شكلآ ومضمونآ مع رغباتة وتطلعاتة ... نقف بذهول نشاهد تعامل ثورة تغيير صنعاء مع شعب الجنوب ؟ لقد اظهرت صنعاء كل ما لديها من حماقات متوقعة وكشرت عن انيابها في وقت كنا نأمل ان نسمع اصوات واعية تتفهم رغبات وقناعات شعب الجنوب وتحاكي واقعة وتتعاطى مع رؤآة اصوات تتماشى مع الوضع الجديد ولكن تلك الاصوات الواعية لم تخلق بعد ..! ولاتزال صنعاء غارقة في وحل الفكر الجاهلي البليد ...
كنا نأمل ان نسمع حلول علمية مدنية تعيد الثقة و تبني جسور المحبة ....
لقد بعثت صنعاء رسالة كبرياء وغطرسة عكست حضارتها وفكرها رسمت على صفحاتها السودا الدامية ملامح ومستقبل الجنوب القاتم حسب ماتشاء هي وترغب لاحسب مايشاء شعب الجنوب ...! في وقت كنا نأمل ان تبعث رسائل احترام ومودة وتضمد الجراح النازفة منذ العام 1994 م .
للاسف الشديد ان الرسالة الصنعانية الحاملة ماهية العهد الجنوبي الجديد المدعومة من الجوار العربي ارسلت الى الجنوب على ظهر دبابة فحصدت ارواح بشرية بالعشرات ..رسالة اظهرت ان صنعاء عاجزة عن التخلي عن فكرها الجاهلي ..! عاجزة عن التعاطي الحضاري ولاتقبل إلا رآيها ؟
رسالة عكست لغة صنعاء الحصرية المتوفرة حتى كتابة الرسالة .... ولكن ماذا حصدت ؟ ماذا حققت ؟ وماذا استفادت وهي تشاهد ابناء الجنوب يعودون الى ديارهم من مليونية الكرامة بساحة العروض وهم حاملين نعوش احبابهم على الاكتاف ماذا استفادت وهي ترى الدماء تسيل في كل مكان وهل يسرهم ويسعدهم ويحقق اهدافهم ذاك المشهد ؟ هل هذا هو الحل المتاح ؟؟ هل يلزم عليها ضميرها الغير حي تمرير ماتراة يرضي هاجسها لو علي جماجم اصحاب الحق ..؟ يا خسارة صنعاء تغيرت الاجساد والهياكل ولايزال الفكر واحد ... واعتقد انة فكر عقيم غير قابل للشفاء حتى لو ادخل اكبر مشافي العقم الاوروبية ..؟ ختاما قد تنجح صنعاء في تجزئة ارض الجنوب ولكنها لاتستطيع تجزئة الفكر لاتستطيع تجزئة القضية بل ان ذلك يزيد مشاعر الحب والحنين والتواصل لدى الجنوبيين بعضهم البعض وتظل ارواح شهدا الجنوب شمس تضيئ سماء الجنوب من المهرة حتى باب المندب فلا خوف على جنوبنا الحبيب وانها لثورة حتى النصر .