ليس غريب عليك أخي القارئ الكريم ، إنه جنوباليمن ، حيث يلعب الأطفال على أزيز الرصاص ،إنه جنوباليمن الذي تشرق عليه شمس كل صباح على ركيد المدرعات ونخيط المصفحات، إنه جنوباليمن الذي ينادي فيه المؤذن حي على الصلاة على عربدة الدبابات ،إنها ساعات وأيام رعب وإرهاب وليالي حالكة يعيشها شعب الجنوب ،بسبب هذا الاحتلال اليمني الهمجي المتخلف الذي غزاء جنوباليمن بالقوة العسكرية يوم 7 / 7 /1994 م. هناك دماء ، هناك قتل ، هناك هيمنة ، هناك استحواذ ، هناك بطش ، هناك استيلاء على ممتلكات المواطن البسيط ، هناك تسريح واقصى وسلب ونهب وسفك الدماء ، هناك ترويع الآمنين ، هناك اعتقالات وزج في السجون، كل هذا يحدث في جنوباليمن ، في ظل صمت عربياً وإقليمياً ودولياً ..
قتلوهم ولم يقتلوا ثورتهم ، ماذا بعد ؟ قتلتم الأبرياء ، وذبحتم الأطفال وشردتم الأمهات ، أيها السفاحين والقتلة والمجرمين ، ماذا بقي من سفككم وقتلكم وإجرامكم ؟ حتى أقلام الصحف لم تسلم من التكبيل ؟ أي طغاة أنتم لكي يصل بكم الحقد الدفين إلى تقييد أفواه الألسن الحرة والنزيهة ؟ وآخرها ما حل بصحيفة (عدن الغد)، ورئيس تحريرها الزميل (فتحي بن لزرق) ، وكذلك صحيفة (الجنوبية)، ألا يكفيكم أيها الناهبون والمتغطرسون ما حل وما فعلتموه _سابقاً _بالمنبر الجنوبي الحر وشعلة الثورة الجنوبية البريق الذي أضاء دجى الليل (صحيفة الأيام) ، هل وصلتم إلى حاجتكم بعد كل ما فعلتم ؟
إنها الثورة ، الشعلة التي أضاءت للشهداء طريقهم ، إنها الثورة المبللة باللون الأحمر ، اقتلوا ، اذبحوا ، اقصفوا ،..ولكن ليس باستطاعتكم أن تقتلوا الثورة التي خضبت أناملها بحبر الشهداء ، الثورة حية لم تمت أيها الخانعون ، قتلتم الأبرياء لكنكم لم تقتلوا ثورة الأبرياء ، ذبحتم الأطفال ولكنكم لم تذبحوا ثورتهم ، شردتم النساء والشيوخ ولكنكم لم تشردوا لمعان ثورتهم ، اعتقلتم كل من مر بجواركم ، ولكنكم لم تستطيعوا اعتقال الثورة المفعمة بريح الحرية الحمراء ..
إنها الثورة التي لن تنطفي شعلتها وستظل تحفر جدار الاحتلال (اليمني) حتى تفتح تغرة نور الحرية لأبنائها في الجنوب.