مع أسف الشعور الجنوبي الشديد بالمظلومية التاريخية نلحظ دائما وأبدا لا أسف شمالي يمني ولو بسيط على ارتكاب هذه المظلومية! أنا هُنا لا أقصد أسف الاعتذار المقروء على مسامع الجنوبيين من مذياع حكومي بل أقصد أسف الشعور الشمالي العملي الذي لا يُقْدم على ضرب الضالع اليوم ولا يُذْعن لأوامر قصف الحوطة . بل أني أقصد على وجه التحديد والدقة أسف الرفض الشعبي الشمالي العملي الآن لما يحدث في الجنوب من قتل وتنكيل الآن وليس غدا,غدا عندما يكتشفون ظلم نظام اليوم لجنوب اليوم مثلما اكتشفوا اليوم الاكتشاف الكولومبسي الفلتة الذي يُسلم ويُقر بظلم نظام الأمس لجنوب الأمس!
هل يعلم إخوتُنا في الله الأحرار في الشمال اليمني أن قوات الأمن والجيش المنتشرة على طول وعرض أرض الجنوب - الدرع الواقي الوقائي للوحدة - قد قتلت كل الفئات العمرية الجنوبية:- قتلت ابن السنة وابن السنتين وابن الثلاث وابن الأربع وابن الخمس وو..والشيخ السبعيني إلى أخر العمر الافتراضي للإنسان الجنوبي بل أنها قتلت الجنين وهو في بطن أمه الذي لم يخلق بعد والذي لا نعلم على أي فئة عمرية من الممكن إدراجه ؟!
كل هذا القتل الذي لا يزال يحدث في الجنوب اليوم على مراء ومسمع الشعب في الشمال ولا نسمع إلا رعود نجم سهيل اليماني الثورية ووعود لثوار شماليين قيل لي ذات يوم أنهم أحرار وهم في الحقيقة عبارة عن ظواهر صوتية موضوعة كأحمر شفاه على شفاه الساسة الشماليين بائعين الهوى السياسي على ناصية الثورة الشبابية التي مازالت تقطن في شارع الستين الغربي كعلامة من علامات الغروب الثوري الذي لا يعرف ولم يعرف ولن يعرف نصفه الآخر الشرقي.
لا أدري كيف لمثل هؤلاء الساسة بائعين الهوى السياسي بدماء الأبرياء في صنعاء وتعز أن يشتروا وطن بتصفيف جمل رنانة على سطور الحرية والأحرار؟! كيف لنخالة القوم أن يمروا من غربال ثورة؟! إلا إذا كان غربال الثورة هذا مثقوب ثقب اوزوني يسمح لمثل هؤلاء التسلل والسقوط في صحن الثورة الواسع ,ومن صحن الثورة الواسع إلى مائدة الحوار اليمني الشامل!
في الأخير يمكنني القول : أن الحديث عن عدالة القضية الجنوبية أمر مفروق ومفروغ منه بدلالة وتأكيد الإجماع السياسي اليمني عليه شمالا وجنوبا وبالتالي من مبدائية هذا الإجماع السياسي اليمني الغير مسبوق على عدالة القضية الجنوبية نستنتج بديهية عدم عدالة الوحدة اليمنية.
ومن بديهية عدم عدالة الوحدة اليمنية نستنتج بديهية عدم الوحدة ومن بديهية عدم الوحدة أخيرا نستنتج بديهية ومشروعية قيام الثورة الجنوبية لمقاومة مشروع اللاوحدة المشروع المنتهية صلاحيته الاستهلاكية في الجنوب لأسباب صحية عدة أهمها :- بروز حالة الطفح والغثيان والغليان الشعبي على ظاهر الجسد الجنوبي الممتد من المهرة إلى باب المندب.