سبق وأن تحملتموها في ظروف كانت فيها الدولة كلها عائلة وشيخ وقبيلة وها هي الأمانة تأبى إلاَ أن تعود إليكم في ظروف جديدة تتجه نحو التغيير نحو الدولة الفيدرالية المدنية والحُكم الرشيد وسيادة القانون. أن تعود الأمانة لحاملها ليست شرفاً ولا ترفاً وإنما هو العهد والميعاد وقدركم من الله أن يُزال الفساد على أياديكم. مسؤولياتكم أن تستبسلوا في قتال الفساد في كل مصادره ومنابعه ورموزه وطغمته وجبابرته والأشاوس اللذين لا يُتخمون. قاتلوا الفساد بكل أشكاله وأنواعه وألوانه ومسمياته.. قاتلوه في كل مداخله ومخارجه ومزقوا حتى شرايينه. واجباتكم أن تمنعوا نهب وسرقة ثروات البلد سرهاً وعلانيها وما يتخافتون به وما يهمسون. أوقفوا النُسب المخصصة للعائلة والنُسب المُختلسة في التجارة المشبوهة والوساطة المدعومة والاحتكار الفاحش والصفقات الملفوفة والرشاوى المدسوسة وحق العمولة وحق الحماية وكل ما نعرفه وكل مالا نعرفه وكل ما يمكرون. لا تساوموا في الحقوق التي ضاعت ولو طالت السنين وعيدوها لأصحابها ممن نهبوها. أنصفوا العمال بحقوقهم ومستحقاتهم من ابتزاز المقاولين من الباطن.
لا تترددوا في إنصاف أهل المنطقة وسكانها بخدمات في الصحة والتعليم والكهرباء والمياه والطرقات وإعانات العاجزين وتوظيف القادرين فهاذا حقهم الضائع والثروة التي جعلها الله كلها تحت أقدامهم.
معالي الوزير.. الحمل ثقيل والعشم كبير وربنا المُعين الأُمة كلها بانتظار، تريد أن ترى لا أن تسمع.. والأُمة بين معاتب ومحاسب. وفقكم الله. والسلام ختام.