تسأل الكاتب اليمني الكبير محمود ياسين في احدى مقالاته عن من اعطى المظلوم الحق بالقتل. في اشارة للرد على جيش ضبعان الذي اطلق احد جنوده قذائف دبابته على مجلس للعزاء في سناح بالضالع ،وتفوه بكثير من الكلمات الغير المنطقية في مقاله حيث قال ان هذا الجندي لديه اسرة وحياة وعائلة فمن الخطاء قتله بل يجب (البحث) عن مسئول وتقديمه للمحاكمة.وتناسى ان هؤلاء الناس لديهم اسر وحياة وعائلات بل ان بعضهم مات وهو محتضن ابنه ذو الخمس سنوات ولم يكونوا يحملون سلاح بل مجلس عزاء كما يفعل كل مسلم اقتداء بسنة رسولنا الكريم . اما ان يكون الرد من المظلوم فغير مقبول ولن نتعاطف معكم كما كنا من قبل .بل عليكم ان تكونوا سلميين مهما حصل لكم . حسناً يامحمود ستجد الجواب في هذه الاية الكريمة( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )؟ ولكن من سينفذ حكم الله ؟ بالطبع هذا الجندي لن يطلق النار من سلاحه الشخصي بل من دبابة كلف بالعمل عليها ولا يمكن ان يتصرف فيها الا بإمر من الضابط المسئول عنه ، كما ان عملية حشو مدفع الدبابة بالقديفة ليس عمل فردي بل هناك طاقم يعمل على هذه الدبابة ولن تتم عملية تجهيز المدفع الا حسب اوامر تصدر من الضابط المباشر. اذن العملية مدبرة ، وينظر لها من جانبنا في اطار فرض الاحتلال العسكري لبلادنا بالقوة وتنفيذ عمليات قتل فردية وجماعية بدون حسيب او رقيب ولن يجد من يعاقب هذا الجندي او طاقم الدبابة او الضابط المسئول بسبب عدم وجود دولة بل قوات احتلال تفعل ماتريد. عندما تقول ان هذا جيش اليمن فهل يعقل ان جيش اليمن يقتل المواطنين بقذائف دبابات وهم في مجلس عزاء ؟؟ هل هذا هو الجيش الذي يشرفك ان تقول عليه جيش اليمن ؟؟ هناك الامثلة كثيرة،ان اردت ان اسوق لك يامحمود ياسين عمليات مشابهة لتفكيرك البيزنطي حتى تجيز لنا ان نرد على من يقتلنا كل يوم . عملية مستشفى العرضي عندما اقتحمه مجموعة من الارهابيين وقتلوا كثير من الابرياء والجنود ، هل قاموا بالرد عليهم وقتلهم ام سمحوا لهم بالهروب لانه لايحق للمظلوم ان يدافع عن نفسه؟؟ دعك من هذا المثل فستقول هؤلاء ارهابيين ولايمكن ان تشبههم بجنودنا الابطال علماً اني قد وصفتهم بالارهابيين قبل ان تقول ذلك . وهم من وجهة نظري (الجيش) يمارس الارهاب الرسمي كقوة احتلال ....! في الشيخ عثمان قام احد جنود الجيش اليمني بالتحرش بفتاه في الشارع وقد كانت مع اسرتها فما كان من اخوانها الا ان دافعوا عن اختهم بعد هذا الفعل المشين من جنود جيشك اليمني وبالتالي فقد اصبح هذا الجندي مظلوم بما وقع له من ضرب ،فماذا فعل؟ احضر افراد الطقم العسكري الذي يعمل عليه ودخلوا بيت الفتاة عنوة وانهالوا بالضرب على اخوانها واخذوهم الى السجن ؟؟ في الحقيقة هو ليس بمظلوم بالمعنى الصحيح بل ليس حتى بإنسان سوي ولكنه من الجيش اليمني الذي يجب علينا كجنوبيين ان لا نرد على مايفعلونه. كثير من اخواننا في العربية اليمنية يلوموننا كشعب جنوبي ويقولون ان الكراهية وصلت الى حد مخيف عندكم لكل ماهو يمني وهم على حق في ذلك بالطبع والسبب انهم لم يتركوا مجالاً لنا للابقاء حتى على مشاعر الجيرة ناهيك عن مشاعر كنا نكنها لهم دفعت بنا الى الذهاب الى باب شعوب ونحن مغمضين اعيننا واعطيناهم كامل الثقة في دولة بكامل مؤسساتها واداراتها وممتلكاتها ونحن على ثقة في انهم شعب الله المختار اصحاب الحكمة ولكن كل ذلك صار مثل سراب بقيعة . بعد كل اجحاد وتنصل من الحقائق سيزداد الكره بيننا وسنعمل بيننا وبينكم ردماً { قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْر فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَل بَيْنكُمْ وَبَيْنهمْ رَدْمًا } نتمنى من الله ان يكون بييناً سداً مثل سد ياجوج وماجوج .(قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) سورة الكهف . صدق الله العظيم .