كيف لنا ونحن نعيش هذه الظروف الصعبة معيشيا وسياسيا واقتصاديا وامنيا في وطن تتقاذفه الامواج والاهواء الحزبية والطائفية والقبلية ولفيف من القوى التقليدية التي تحكم قبضتها على زمام الامور وكيف لنا ان نتعامل مع ما يعاني منه الشعبين في الشطرين وكيف لنا ان نعفي انفسنا او نغض النظر وابنائنا يقتلون يوميا على كل الارض اليمنية في الشمال وفي الجنوب ولماذا لا نكلف انفسنا الى وضع المخارج على الاقل من حقن الدماء اليمنية والعمل على تجاوز الازمات المتلاحقة ضميريا واجتماعيا وانسانيا وهل لنا ان نواكب ام اننا نضل نضع العربة في مقدمة الحصان ونستمر في دفع الامور الى الانفجار العام . للأسف لقد كتبنا كثيرا واخترنا اصعب الكلمات قوة ولهجة واجودها وافضلها واحسنها جمالا وروعة ورصينا الحروف والسطور واخترنا السلمية في كتاباتنا وحتى جفت الاقلام وعجزت الانامل عن الكتابة وشقينا طرق المعاناة على كافة الجبهات لعلنا نصل الى طريق الامل المنشود الذي هو الموصل الى بر الامان والسلام والاطمئنان حتى نصل سالمين الى مبتغانا باقل الخسائر فداحة وتكبد لكن لم يتحقق لنا شيء من هذا ثم حاولنا توضيح كثير من المخاطر والصعوبات التي سوف يتعرض لها الشطرين في حالة لو سمح الله تفجرت الاوضاع وما سوف يصيبها من تصدعات وانشقاقات في الجسم اليمني جنوبا وشمالا وطالبنا كل القوى في الساحة الشمالية الدينية والقبلية والطائفية والاحزاب بكافة اطيافها والوانها التي لديها القوة والمال والعصابات ومن هم من يمولون فصائل الارهاب الكف والابتعاد عن رصف وتعبيد طرق الشر التي سوف تعصف بالجميع الى هاوية الدمار والهلاك وحذرنا الكل بان ايام السيطرة والهيمنة والمماحكات السياسية والتأمرات التي نجمها افل و لن تظل ولن يكون لها دور او وجود بحسب التطلعات والحسابات الخاطئة و منها السابقة والحاضرة لان هناك من المتغيرات ما قد اكسب الشعبين في الجنوب والشمال مناعة وقوة ليقولوا للحاكم كلمتهم الاخيرة فيه وفي حكمه رافضين لأساليبه واعماله وافعاله .
ومهما طغت او تطورت هذه التصرفات والاساليب قد نالت الخزي والعار وسقطت في وحل السياسة والعمالة والخيانة ولن تواصل استمراريتها لان العالم اصبح على مقربة جدا من المسافات و المساحات التي كانت تغطيها تلك القوى الظلامية الجاهلة وهي تخادع العالم بأنها صاحبة مشاريع الديمقراطية والعدالة الانسانية لكن اليوم لم يعد هناك قبول لهذه الاساليب المكشوفة والعارية من الصحة وما كشفته الاحداث السياسية والامنية والتسلح العسكري والعمليات الارهابية داخل مصر وسوريا ولبنان وليبيا وتونس ودول مجلس التعاون الخليجي واستغلالها لانتفاضة الربيع العربي واكتشاف مخططاتها الجهنمية على مستوى الدول العربية والعالم تم التحرك السريع والمفاجئ من قبل الدول صاحبة الشأن من اتخاذ القرارات الصائبة والتي وضعت هذه الجماعات تحت بند الارهاب المنظم الامر الذي شل حركتهم وحطم طموحاتهم وتطلعاتهم الخبيثة وقضى على مشاريعهم الجهنمية التي طبخوها خلال عقود من الزمن منتظرين لحظة الانطلاق .
اننا في اليمن بشطريه نعاني الامرين من هؤلاء الارهابيون الذين يقتلون يوميا ابنائنا من رجال الجيش والامن والمواطنين الجنوبيين العزل ويلصقون ارهابهم وعملياتهم الى الشرفاء من ابناء الجنوب الحر الابي تلك القوى المتوغلة في الاجرام والمتعمقة في التهريب ونهب المال العام وقتل النفس التي حرم الله الا بالحق وكما اجازوا شيوخهم قتل ابناء الجنوب في العام 94م فهاهم اليوم يقتلوا الشباب الجنوبي في بيوتهم دون خوف او خجل لان ايديهم ملطخه بالدماء الزكية من دماء ابناء الشمال وابناء الجنوب معا.. الا يدركوا بأنهم سيقابلون ويلقون رب العزة والجلال في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم ولن تنفعهم جمعيات الكذب والدجل والزيف على الناس وسرقة اموال المساكين والمحتاجين .. الم تختشوا من الناس ومن انفسكم . واذا كانوا الجنوبيون يناضلون ويقاومون الاحتلال الغاشم من اجل يقودون ثورة وحراك سلمي يطالبون من خلالها تلك القوى التقليدية رفع جيشهم وقواتهم سلميا الى ما قبل عام 90م من اجل استعادة دولتهم وارضهم وثروتهم وهويتهم وفتح ابواب المشاركة الفعلية في جميع جوانب الحياة مع اشقائهم في الشطر الشمالي من اليمن السياسة والاقتصادية والامنية والثقافية والاجتماعية وعودة الثقة وبناء اواصر الحب والاحترام والتقدير التي كانت سائدة قبل الوحدة المشؤمة نعم لقد كان هناك توترات وشد وجذب على الحدود لكن ما كان يؤدي الى القتل الجماعي الذي نشاهده اليوم في الارض الجنوبية والارض الشمالية بهذه الاعداد المذهلة والتخريب المتعمد للمشاريع الحيوية منها ابراج الكهرباء وانابيب النفط والمؤسسات القائمة التي ترفد الاقتصاد الوطني للشعبين هل لهذه القوى المتنفذة من صحوة ضمير هل من يقضه عقل والى متى سيظل الدم اليمني يسفك على الارض الجنوبية والشمالية ومتى يحقن هذا الدم الغالي ......