قيادي إصلاحي يترحم على "علي عبدالله صالح" ويذكر موقف بينه و عبدالمجيد الزنداني وقصة المزحة التي أضحكت الجميع    لا يجوز الذهاب إلى الحج في هذه الحالة.. بيان لهيئة كبار العلماء بالسعودية    عاجل: الحوثيون يعلنون قصف سفينة نفط بريطانية في البحر الأحمر وإسقاط طائرة أمريكية    دوري ابطال افريقيا: الاهلي المصري يجدد الفوز على مازيمبي ويتاهل للنهائي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر    أجواء ما قبل اتفاق الرياض تخيم على علاقة الشرعية اليمنية بالانتقالي الجنوبي    عمره 111.. اكبر رجل في العالم على قيد الحياة "أنه مجرد حظ "..    رصاص المليشيا يغتال فرحة أسرة في إب    آسيا تجدد الثقة بالبدر رئيساً للاتحاد الآسيوي للألعاب المائية    وزارة الحج والعمرة السعودية تكشف عن اشتراطات الحج لهذا العام.. وتحذيرات مهمة (تعرف عليها)    سلام الغرفة يتغلب على التعاون بالعقاد في كاس حضرموت الثامنة    حسن الخاتمة.. وفاة شاب يمني بملابس الإحرام إثر حادث مروري في طريق مكة المكرمة (صور)    ميليشيا الحوثي الإرهابية تستهدف مواقع الجيش الوطني شرق مدينة تعز    فيضانات مفاجئة الأيام المقبلة في عدة محافظات يمنية.. تحذير من الأمم المتحدة    أول ظهور للبرلماني ''أحمد سيف حاشد'' عقب نجاته من جلطة قاتلة    الجريمة المركبة.. الإنجاز الوطني في لحظة فارقة    فرع العاب يجتمع برئاسة الاهدل    الإطاحة بشاب وفتاة يمارسان النصب والاحتيال بعملات مزيفة من فئة ''الدولار'' في عدن    أكاديمي سعودي يتذمّر من هيمنة الاخوان المسلمين على التعليم والجامعات في بلاده    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    مأرب: تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    البحسني يكشف لأول مرة عن قائد عملية تحرير ساحل حضرموت من الإرهاب    - عاجل شركة عجلان تنفي مايشاع حولها حول جرائم تهريب وبيع المبيدات الخطرة وتكشف انه تم ايقاف عملها منذ6 سنوات وتعاني من جور وظلم لصالح تجار جدد من العيار الثقيل وتسعد لرفع قضايا نشر    ناشط يفجّر فضيحة فساد في ضرائب القات للحوثيين!    المليشيات الحوثية تختطف قيادات نقابية بمحافظة الحديدة غربي اليمن (الأسماء)    خال يطعن ابنة أخته في جريمة مروعة تهزّ اليمن!    الدوري الانجليزي ... السيتي يكتسح برايتون برباعية    فشل عملية تحرير رجل أعمال في شبوة    الزنداني.. مسيرة عطاء عاطرة    مأرب.. تتويج ورشة عمل اساسيات التخطيط الاستراتيجي بتشكيل "لجنة السلم المجتمعي"    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 34305    انخفاض الذهب إلى 2313.44 دولار للأوقية    المكلا.. قيادة الإصلاح تستقبل جموع المعزين في رحيل الشيخ الزنداني    ذهبوا لتجهيز قاعة أعراس فعادوا بأكفان بيضاء.. وما كتبه أحدهم قبل وفاته يُدمي القلب.. حادثة مؤلمة تهز دولة عربية    مفاوضات في مسقط لحصول الحوثي على الخمس تطبيقا لفتوى الزنداني    تحذير أممي من تأثيرات قاسية للمناخ على أطفال اليمن    الجهاز المركزي للإحصاء يختتم الدورة التدريبية "طرق قياس المؤشرات الاجتماعي والسكانية والحماية الاجتماعية لاهداف التنمية المستدامة"    مقدمة لفهم القبيلة في شبوة (1)    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    نبذه عن شركة الزنداني للأسماك وكبار أعضائها (أسماء)    الإصلاحيين يسرقون جنازة الشيخ "حسن كيليش" التي حضرها أردوغان وينسبوها للزنداني    طلاق فنان شهير من زوجته بعد 12 عامًا على الزواج    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    سيئون تشهد تأبين فقيد العمل الانساني والاجتماعي والخيري / محمد سالم باسعيدة    دعاء الحر الشديد .. ردد 5 كلمات للوقاية من جهنم وتفتح أبواب الفرج    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    برشلونة يلجأ للقضاء بسبب "الهدف الشبح" في مرمى ريال مدريد    دعاء قضاء الحاجة في نفس اليوم.. ردده بيقين يقضي حوائجك ويفتح الأبواب المغلقة    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    كان يدرسهم قبل 40 سنة.. وفاء نادر من معلم مصري لطلابه اليمنيين حينما عرف أنهم يتواجدون في مصر (صور)    السعودية تضع اشتراطات صارمة للسماح بدخول الحجاج إلى أراضيها هذا العام    مؤسسة دغسان تحمل أربع جهات حكومية بينها الأمن والمخابرات مسؤلية إدخال المبيدات السامة (وثائق)    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل اربعة اعوام .. الجنوب من خدعة الوحدة إلى شرعية الاستقلال ( بقلم – محمد علي احمد )
نشر في يافع نيوز يوم 23 - 04 - 2013

يحتفظ " يافع نيوز " بارشيف كبير من المقالات والاراء والتوجهات والافكار التي وضعها وكتبها شخصيات جنوبية ومناضلون افذاذ منذ انطلاق ثورة الجنوب السلمية عام 2007م .
وفي اللحظة التأريخية التي يمر بها الجنوب اليوم ، وللتذكير يعيد " يافع نيوز " نشر حلقتين من مقالات كتبها المناضل (محمد علي احمد – بداية العام 2009 م ) .. وابرز ما جاء فيها :
- على نظام صنعاء ان يعرف أن يعرف أن الجنوب لا يمكن يقبل بالاحتلال وسيظل يقاوم حتى النصر وتحقيق استقلاله .
- نحن الجنوبيين تحت الاحتلال ولا تعنينا أي انتخابات لا ماضي ولا حاضر .. ونخاطب هنا رئيس نظام صنعاء وبقوة نقول له أن انتخاباتك في الجنوب مرفوضة من الان وسيقاطعها شعبنا بإرادته .
- كما ضحينا من أجل التحرير ضد الغزاة الأجانب منذ احتلال عدن بعد دخولهم عام 1839م ، فأن المبدأ اليوم هو ذاته في تحرير الجنوب من المحتل الجديد حتى يحقق شعبنا تقرير مصيره لوحده بعون الله .
- ننصح أخوتنا الذين يوهمون أنفسهم بالوحدة ويعملون اليوم من أجل الفتنة وإضعاف المقاومة والحراك السلمي في الجنوب بأنهم لن يكونوا موضع احترام من قبل من يستخدمهم اليوم ، بل عليهم أن يستوعبوا حقيقة أن النظام في الشمال يتعامل معهم كمرتزقة .

نص المقالين بقلم – محمد علي احمد


الجنوب من خدعة الوحدة إلى شرعية الاستقلال ( 1 – 2 )
( بقلم : محمد علي أحمد – 10 – 2 – 2009 )
لا يمكن لأي مواطن جنوبي أن يمر عليه هذا اليوم ، يوم الحادي عشر من فبراير الا وأن يقف إجلالا وتقديرا لأرواح شهداء الثورة والاستقلال الذين سقطوا من أجل الحرية والانعتاق من نير الاحتلال الأجنبي لشعبنا الأبي والصامد ، أولئك الرجال الذين أناروا بدمائهم الزكية طريق الخلاص من الاستعمار لنيل الاستقلال الناجز ، وفي هذا اليوم التاريخي نتذكر شهداء ثورتنا المباركة ونتذكر التضحيات الجسام للمناضلين بعد أن جرى تكريمهم في جنوب اليمن بذكرى هذا اليوم 11 فبراير1968 تقديرا للملاحم البطولية التي دفعوا فيها حياتهم ثمنا من أجل الوطن ، فتحية للأمهات والآباء الذين أنجبوا صناديد الرجال من شهداء الثورة والاستقلال الجنوبي ، وتحية لأولادهم الذين نعاهدهم بأننا سنظل على الطريق الذي قدم آباؤهم أرواحهم من أجله فألف تحية لهم بهذا اليوم العظيم .
لقد كافح الشعب الجنوب من أجل الحياة والحرية والسعادة والنمو والديمقراطية والكرامة ، لقد كافح أيضا هذا الشعب الجنوبي الصامد من أجل حياة كريمة ، وصمد أيضا في سنوات التحولات السياسية في مواجهة ومحاربة الفقر والجهل والمرض من أجل أن تستقيم التنمية ويتحقق لاستقرار الأمني ولينعم بالرخاء الاجتماعي وخيارات قيادته للسير نحوا التطور والتنمية كسائر شعوب الأرض .
فعند ما يكون الحاكم أو قائد قوم حكيم ينال احترام قومه ويشركهم في المشورة من أجل قوة القرار و لكسب ود شعبه بكل حب واحترام وتقدير .. عند ذلك تجد الشعب يحترم القوانين ويحميها باعتبارها المرجعية لحماية المجتمع ، واحتراما أيضا لبساطة الحاكم ومشورته لهم حتى ولو كان أميا .. أما الحاكم الذي يسلك سلوك العصابة فهو لا يكون خبير وعبقري في التآمر أو بارع في الكذب ، بل يصب كل مواهبه في حبك الفتن وشراء الذمم ومسخ القيم وتهديد وترويع للبشر واستغلال المال العام للفساد.
أي قائد أو أي رئيس يستطيع أن يحقق التنمية ويوفر الأمن والأمان لشعبه وهو مجرد من أبسط القيم ، فلا أخلاق تردعه عن شهوته في ابتزاز الآخرين ، ولا قيم توقف جنونه في تهديد ووعيد وشتم بألفاظ سوقية عبر مكالمات هاتفية كل من يختلف معه في رأي ..هذا الأسلوب لا يستخدمه إلا زعماء العصابات كوسيلة للتعبير عن نفوذهم وقوتهم .
لدى فأن ما يمارسه رئيس نظام صنعاء سواء ضد شعبه في الشمال او شعبنا في الجنوب لا يمكن وصفها بأي حالة من الأحوال بأنها ممارسات تدل على سلوك لحاكم سوي ، حاكم مسئول عن تنفيذ تشريعات القوانين لتحقيق التنمية وتوفير الاستقرار ألامني ، فمن أين سيأتي هذا التحول الاجتماعي والاقتصادي الذي ينشده الشعب في ظل رئيس أستمر يحكم ثلاثين عاما من الفشل .. وهذا الفشل تؤكده تقارير المنظمات الدولية وواقع الحال الذي يعيشه المواطن اليوم ، كما أن الشعب اليمني صغيره وكبيره قد وصل به الأمر حد الغثيان من سياسات الكذب والوعود الفارغة من هذا الحاكم وزبانيته .
أية حكمة يدعيها هذا الطاغية علي عبد الله صالح المحاط بمجموعة من اللصوص والمفسدين والقتلة والمجرمين الذين يتاجرون بحياة الشعب كما حصل في صعده وحرف سفيان وبني حشيش وكثير من المناطق ، واذا غضب فأنه يمد القبائل بالذخيرة والسلاح والمال من أجل قتال بعضهم البعض وكأنه لا يعنيه الأمر ، وخير دليل على ذلك قبائل سفيان والعصيمات التي بلغ خسائر تناحرهم بفعل فتنة السلطة الخسائر أكثر من خمسين قتيلا وما يزيد عن مائة وعشرين جريحا ، ثم يدعي هذا الطاغية الذي صار يعزز بقاؤه في الحكم على جثث الأبرياء أن البلاد في أمن واستقرار ، فهذا هو فهمه للاستقرار، أن يستمر القتال بين القبائل ليقول هذا ثار بينهم .
الرجل الحكيم هو المدرك لمسؤوليته ويختار الشرفاء بطانة له وأصحاب الضمائر الذين يراقبون بمسؤولية كل الظواهر ويحلها قبل أن تتحول الى كوارث يقتل الأبرياء من الشعب بسببها ، هذا هو وجه نظام المتخلف الذي يتبجح ويزايد على جيرانه بتجربة الانتخابات الكاذبة والمزورة ، ماذا تعني هذه الانتخابات ؟ هل تعني الحرية كما يقولون ويحكون عنها وبالذات في وسائل الأعلام الرسمي ، فقبل إجراء الانتخابات يجب أن تتوفر الشروط الضرورية لضمان نجاحها ، وهي الحرية الشخصية للحياة والأمان والاستقرار الأمني والاستقرار المعيشي ، يجب أن تتوفر والحرية الشخصية والكرامة الآدمية للمواطن ، يجب أن تسبق الانتخابات التي يدعي طاغية صنعاء ديمقراطيتها حرية الرأي والتعبير وقيام أسس العدالة بالقانون والتنمية ، وعدالة التنمية وبالقانون والمساواة بين أبناء الأمة قبل أي حديث عن انتخابات أومن يترشح لها ، أو لمن تعطي صوتك للشخص المعني بالكفاءة والنزاهة والأخلاق والتأثير الاجتماعي ، عند تأمين هذه الشروط والأسس التي تحمي الناس من القتل والانتقام بسبب الانتماء السياسي أو القبلي عندها يمكن التفكير بانتخابات ، وعلى إخواننا في الشمال التفكير جيدا في الأمر حتى لا يصبحوا نادمين على موافقتهم في التشريع للقتلة واللصوص والمجرمين والفاسدين أن يصلوا إلى برلمان يكون مظلة لتمرير كل الجرائم على الموطنين .
أما شعبنا في الجنوب فأن هذه الانتخابات إلا تعنينا ولا نعترف بها سوى فرضت بالقوة أو تأجلت ، ومن هنا ننادي كافة أبناء الجنوب في السلطة او في المعارضة ، كما ندعو أهلنا في كل مدن ومديريات وقرى الجنوب إلى مقاطعتها والوقوف صفا واحدا في المطالبة بإعادة سيادته على كافة تراب أرضه المحتل ، وعلى كل جنوبي أن يعرف و يفرق بين المصلحة والعواطف وبين المصير ومستقبل الأجيال القادمة ، وعلينا أن نحد من الاندفاع المزيف مقابل وقت محدود ومصالح مؤقتة ونتجاهل المستقبل للأجيال القادمة ، نتجاهل الجنوب وتاريخه ومصير شعبه المقاوم للاستبداد والظلم والهيمنة والفساد ، الشعب الجنوبي المقاوم لثقافة الخوف والخنوع والذل يرفض هذه الانتخابات رفضا قاطعا .
فلم تعد تنطلي علينا وعلى شعبنا شعارات الوحدة كمشروع وطني بعد فشلت على الواقع بسبب نهج التخلف وعقلية السيطرة والنهب وسلوك فرق تسد ، ناهيك عن السياسة المتعمدة في طمس الهوية وتحريف التاريخ وتزوير الحقائق ، لقد كان الشعب اليمني يحلم بوجود هذا المشروع الوطني للدولة الموحدة والديمقراطية ومؤسساتها القانونية المتفق عليها التي كانت هدف ومصير كدولة حديثة بديل للدولتين في الشطرين ، ومن خلال الاتفاق بين الدولتين السابقتين رسمت مرحله انتقالية ، هذه المرحلة التي كانت من اجل الوصول إلى تحقيق الهدف بالاندماج المنشود ولكن مع الأسف ثقافة التخلف والجهل والغطرسة حالت دون تحقيق المرحلة الانتقالية ، وظل أسلوب سياسة فرق تحكم سائدة في عقلية حكام صنعاء وبدلا من أن يكون التخلف ورفض القانون محصورة في مناطقها المحدود حاولت هذه السلطة على نقل الفوضى والجهل وإثارة النعرات والاقتتال إلى الجنوب ، بل أسهمت هذه العقلية على تخريب ما كان صالح في الجنوب وتعطيله ، عكس لثقافة الشمال الباقية منذ عهد الإمامة القديمة وبعدها الإمامة الجديدة بطربوش عسكري باسم جمهوري ، أما شعب الجنوب الذي تربى على ثقافة مدنية يجب الحفاظ عليها ، وليس تدميرها بسبب الكراهية من الماضي رغم معرفتي بنوايا صنعاء قبل الوحدة ، وما كانت في النوايا هي سياسة تهدف الى تحويل عدن من مركز حضاري إلى قرية وهذا ما تم ، وكان من الواجب الوطني بعيد عن الحقد والكراهية أن يحافظ على قواعد القانون والمدنية والحفاظ أيضا على ثقافة شعب الجنوب التي من أجلها ضحى الجنوبيين وتحققت دولة المواطنة التي يخضع الجميع فيها للدستور والقانون .
أن الوحدة التي قمنا بها كانت غير مدروسة وغير متكافئة ، وأن العواطف والاندفاع بحماسنا القومي أفقدنا المضمون ، وعلى هذا الأساس من حق الجنوب اليوم المراجعة والحفاظ على مكاسبه واستعادة سيادته ، ومن يريد الاستمرار في التخلف في نطاق سيادته هذا شانه ، فالوحدة التي نشدناها هي وحدة التغيير حسب الاتفاقات الموقعة بين الدولتين والشعبين الجنوبي وشمالي ، الوحدة التي أقيمت على قاعدة نظام عصري ومؤسسات قانونية مدنية .
أن نظام صنعاء وقائده .. نظام الغدر والخيانة والإرهاب ، هو نظام احتلال لأراضي الجنوب بعد أن ألغى الوحدة با الحرب ، بل أن ومن هوس طاغية صنعاء وغروره هو من أعلن وعلى لسانه في حديثة للصحفيين بعد الانتصار المزعوم في 7/7/1994م قال : " لقد استولينا على أرض الجنوب شعباً وأرضاً وسلاحاً " متبجحا بجرائم أفعاله ، وقال كذلك عند ما كان يتفقد بعد تلك الحرب وفي زيارته إلى أبين قال " كنا نظامين ودولتين مختلفين حتى يوم 7/7/94 ومن بعد ذلك تعتبر الوحدة معمدة بالدم ، وهذا دليل على الاحتلال بالقوة ، وعلى هذا الأساس نقول له أن هذه الوحدة كانت بالتراضي وطواعية ولم تعمد بالدم بل بشروط الحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والتداول السلمي للسلطة وحقوق لإنسان هذه الشروط التي كانت مفقودة في نظام الشطر الشمالي قبل الوحدة فانقلب على الوحدة الحقيقة وحل محلها نظام الجمهورية العربية اليمنية ، وهذا يعني بطلان الوحدة ، وما يجري اليوم منذ نهاية حرب 94 لا علاقة له بالوحدة ، بل هو انقلاب حقيقي عليها ، لدى فأنه من حق الجنوبيين اليوم المطالبة بعودة سيادتهم على ربوع وطنهم الجنوبي ، أما هذه الوضع القائم اليوم فإنما هو تجسيد لوحدتكم وليست وحدتنا، وإن هذا القانون هو قانونكم وليس قانوننا الذي نريده لظمآن شعبينا،…بهذا الوضع القائم اليوم نقول لنظام صنعاء لكم دينكم ولنا دين ، وشعبنا سيناضل من أجل استعادة سيادته على أرض الجنوب ولا يمكن أن يقبل بالاحتلال والهيمنة التي يفرضها قادة متخلفين ولصوص للثروة والمال العام ونهج الفساد ولا استبداد.
لقد تعود شعبنا في الجنوب على ثقافة الوحدة الوطنية التي كانوا ينشدون بها في كل صباح ، لقد ربينا طلابنا وشعبنا على احترام القانون والنظام والمواطنة المتساوية والشعور بوحدة الانتماء لوطن كريم شريف ، ولكن خاب الأمل وتبدد حلم الوحدة الذي تحول الى كابوس جاثم على صدر شعبنا ، وهنا بات علينا المجاهرة بأنه لابد منا التفكير والمراجعة للوضع القائم ، فشعب الجنوب ومنظماته الاجتماعية وتكويناته السياسية لن ولن يقبلون بالوصاية عليهم ، وهم تعودوا على قواعد احترام القانون في أطار مؤسساتهم الوطنية والدستورية وفي مجتمع يسوده العدل والمحبة والسلام والتسامح والوفاق رغم جولات العنف التي وقعت في الجنوب ، إلا أنهم يبذلون الجهود بهدف وحدة اللحمة من خلال التسامح والتصالح والوفاق الوطني ، فقد قطعوا عهدا ووعدا بالتسامح من أجل الوحدة الوطنية الجنوبية ورفض القهر والاستبداد من أي كائن كان .
وعلى هذا الأساس أذكر القارئ اليمني والعربي وكل الأحرار في العالم ليرو ما تم الاتفاق عليه للمرحلة الانتقالية كنموذج للمهام السبع التي تتعلق بإزالة الفوارق الاقتصادية و الاجتماعية والثقافية بين الدولتين وكذلك الشعبين ، وصولا نحنو تحقيق التجانس الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي بينهما كأساس لتحقيق الوحدة على الواقع من الناحية العملية ، و يمكن إنجاز هذه المهام أثناء المرحلة الانتقالية لإزالة الفوارق بين الشعبين والدولتين ، ولكن أنقلب عليها نظام الغدر والخيانة والإرهاب :
ينبغي على إخواننا في الشطر الشمالي عندما يصنفون أبناء الجنوب بالانفصال أن يعرفوا جيدا ما معنى ذلك التصنيف ، فالجنوب ليس محافظة من محافظات الشمال حتى يصنفونا بأننا انفصلنا أو سننفصل منهم ، وكأنهم يحكمون بأننا فرع من أصل كما يردد ذلك من قبل قياداتهم الهمجية ، ينسون او يتناسون بأن الجنوب كان دولة معترف بها دوليا ، يتنكرون للتاريخ ويحاولون عبثا مسخ تاريخ الجنوب ، بل ويتناسون من أننا كيان سياسي وتاريخي وجغرافي ودولة ذات سيادة دخلت في اتحاد مع شقيقتها في الشمال وباتفاقيات مبني على قواعد القانون الدولي ومن يخل بما يتفق عليه يعتبر فك ارتباط بين اتحادين ، الطرف الشمالي هو من أنقلب على الشطر الجنوبي من أجل السيطرة على ثرواته ، هو من تنكر لحلفائه كطرف موحد لدولة الجنوب وأخل بعهوده ووعوده ونسف المواثيق المتفق عليها بشنه الحرب على الجنوب في 27 ابريل 94م .
إن تلك الحرب المعدة سلفا ضمن سيناريو التآمر على الجنوب قد ألغت الوحدة وألغت اتفاقياتها ، وسنذكركم بالمهام السبع التي كانت أساس الخلاف ولم تنفذ ، وهذه النقاط كتب عنها الدكتور المناضل محمد حيدره مسدوس الذي ظل متمسكا بأهداف القضية الجنوبية من يوم الانقلاب عليها وحتى اليوم ، وسنكررها للقارئ كونها تعبر عن وجهة نظرنا كجنوبيين ، وهذا توضيح من القليل من الوثائق المتفق عليها الذي غمرها الاحتلال وفرض نهج الجمهورية العربية اليمنية .
1- موضوع الاتفاق لأولى : إلغاء قوانين التأميم في الجنوب و إعادة جميع الملكيات المصادرة لمالكيها السابقين و تعويض المنتفعين مقابل ما حصلوا عليه من قبل الدولة الجنوب ، وباعتبار إن مثل هذه القوانين لم توجد في الشمال ، ومن غير الممكن والمعقول بان يظل الجنوب مؤمما و ملكيته للدولة ، وفي المقابل إن يظل الشمال خاليا من التأميم و ملكيته لأهله ، و هما في دوله واحده .
2-الموضوع الثاني : إعادة شكل الاقتصاد الوطني في الجنوب من الشكل العام إلى الشكل الخاص ، أي من القطاع العام إلى القطاع الخاص لصالح أبناء الجنوب و حدهم دون غيرهم باعتبارها ثروتهم لهم الذي حولها النظام السابق في الجنوب إلى ملكية دوله ، و باعتبار انه من غير المعقول تمليكها لغيرهم . ثم انه بدون ذلك يستحيل التجانس الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي بين الشمال و الجنوب ، و بالتالي مستحيل الوحدة من الناحية الواقعية .
3- الموضوع الثالث : إزالة الفوارق والاختلاف في التركيبه الاجتماعية بين الشمال و الجنوب عبر إيجاد قطاع خاص و مالكين في الجنوب حتى يتم التجانس الاجتماعي كما إخوانهم في الشمال ، لأنه من غير المعقول بان تظل ألتركيبه الاجتماعية في الشمال من الأغنياء و الفقراء و المتوسطين ، و إن تظل ألتركيبه الاجتماعية في الجنوب من الفقراء فقط ، وهما في دوله واحده ينبغي أن نأخذ تجربة ألمانيا كدليل لتصحيح الفوارق .
4- الموضوع الرابع : استبدال عملة الريال التي تجسد هوية دولة الشمال ، وعملة الدينار التي تجسد هوية دولة الجنوب ، بعملة دولة الوحدة المتفق عليها في اتفاقيات الوحدة و التي هي الدرهم ، لأن إلغاء إي منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الأخر و يلغي مفهوم الوحدة .
5- الموضوع الخامس : إزالة الاختلاف بين أجهزة و مؤسسات الدولتين و توحيدها على قاعدة الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة ، لأنه من غير الممكن والمعقول بان تبقى مشطرة و بنظامين إداريين مختلفين وهي في دوله واحده ، ولأن حل أجهزة ومؤسسات أي منهما لصالح الأخرى يجسد هوية طرف على حساب الطرف الأخر و يلغي مفهوم الوحدة .
6- الموضوع السادس : إزالة الفوارق والاختلاف بين الثقافة المدنية في الجنوب و الثقافة القبلية في الشمال لصالح الثقافة المدنية في الجنوب ، لأنه من غير المعقول بان يكون العكس في ظل مرحلة القرن الواحد والعشرون !!!
7- الموضوع السابع : إيجاد نظام سياسي جديد ، لا هو نظام الشمال و لا هو نظام الجنوب ، و إنما هو نظام يضم الهويتين و يقوم على مبدأ الأخذ بالأفضل المتفق عليه في اتفاقية إعلان الوحدة ، لان الأخذ بأي من النظامين و إلغاء الأخر يجسد هوية طرف على حساب الطرف الأخر و يلغي الوحدة .
أن هذه المهام السبع قد كانت مهام موضوعيه للمرحلة الانتقالية بصرف النظر عن إدراكها من عدمه كما أسلفنا . حيث إن هذه المهام هي الوظائف المتفق عليها للمرحلة الانتقالية ويتوقف على تحقيقها قيام الوحدة في الواقع و في النفوس من الناحية العملية ، و حيث انه بدون تحقيقها يستحيل تحقيق الوحدة في الواقع من الناحية العملية ، وهو ما حصل بالفعل .
فبحكم إن المرحلة الانتقالية لم تنجز مهامها ، فان السلطة قد ظلت سلطتين ، و كل وزارة وزارتين ، و الجيش جيشين ، و الأمن امنين ، و القضاء قضائين ، و المنهج الدراسي منهجين ، و العملة النقدية عملتين ، و الاقتصاد اقتصادين ، والتركيبة الاجتماعية تركيبتين ، و الثقافة ثقافتين … الخ ، وبما أن النوايا دفينة من قبل نظام صنعاء ظل يماطل حتى اشتدت الأزمة كتحصيل حاصل لذلك . وعلى هذا الأساس لقد اعترف الجميع بالأزمة و بطريقة حلها من خلال وثيقة العهد و الاتفاق . و لكن الطرف الأخر قد اختار الحل العسكري و اسقط اتفاقيات الوحدة قبل تنفيذها و استبدل دستورها و ألغى شرعية ما تم الاتفاق عليه و اعتبر الوحدة من 7 يوليو 1994م و ليس من 22 مايو 1990م ، و هو ما اعترف به الرئيس علي عبدالله صالح شخصيا في لقائه مع الوحدات العسكرية في محافظة أبين بعد الحرب ، عندما قال : لقد كنا دولتين إلى يوم 7 يوليو 1994م . و هكذا يمكن القول بان الحرب قد كانت انقلابا عسكريا على الوحدة و حولتها إلى ضم و إلحاق ، لان هذا هو ما حصل بالفعل أيضا .

و بالتالي فان هذا الوضع الناتج عن الحرب هو فاقد للشرعية بكل تأكيد مهما جرت من انتخابات او فرضت على شعب الجنوب بالتزوير فهي لا تعنينا كجنوبيين ، فنحن الجنوبيين تحت الاحتلال ولا تعنينا أي انتخابات لا ماضي ولا حاضر .. ونخاطب هنا رئيس نظام صنعاء وبقوة نقول له أن انتخاباتك في الجنوب مرفوضة من الان وسيقاطعها شعبنا بإرادته ، الجنوبيون لا يعترفون بسلطة انقلاب ولا يعترفون بسلطة الاحتلال ، والحزب الاشتراكي اليمني بعد ما انقلب الطرف الثاني في يوم 27 ابريل 1994 برئ نفسه وسلم للشعب حق تقرير مصيره .
فأثناء إعلان الحرب كان الحزب الاشتراكي اليمني قد بادر بالاعلان عن موقفه من الشراكة وطرح القضية على المجتمع ، وقاوم قرابة ثلاثة أشهور لتحقيق مصيره باعتبارها قضيه وطنيه تخص جميع أبناء الجنوب من السلاطين إلى أبسط إنسان في المجتمع الجنوبي وبأصنافهم السياسية ولاجتماعية وهم أصحاب القرار في تقرير مصيرهم من بعد هذا الموقف الذي فيه الحزب أعلن ، وفي يوم 21 مايو 1994م . أعلن فك الارتباط من الحليف المتآمر والمحتل ، وعند ذلك قاوم شعبنا قوات الاحتلال الغازية لكل ربوع الوطن الجنوبي ، وتدخل المجتمع الدولي من خلال قراراته924 و931 ، ومن خلال التزام رئيس الوزراء لدولة الشمال المرحوم الدكتور محمد سعيد العطار للمجتمع الدولي بالجلوس على مائدة الحوار لكون الوحدة كانت بالتراضي وليس بالحرب والإكراه .
ورغم كل ذلك تحايل نظام صنعاء المحتل على قرارات المجتمع الدولي ، وعليه أن يعرف أن الجنوب لا يمكن يقبل بالاحتلال وسيظل يقاوم حتى النصر وتحقيق استقلاله ، وعلى نظام صنعاء أن يختار بين السلام أو الحرب الأهلية التي يقود ويدفع الجنوبيين إليها ، ومن هذه اللحظة نحن نحذره من الاستخفاف بإرادة شعبنا الجنوبي ، ونحمله المسؤولية في حال صار تدخل دولي لكونه رافض ومتعصب من الاعتراف بالجنوب ، ونحمله كل العواقب التي قد تحدث ، فهو يتحمل مسؤولية غطرسته وغروره ، فالمجتمع الدولي والعربي لا يمكن أن يبقى طويلا متفرجا على ما يمارسه نظام الاحتلال ضد شعب الجنوب ، المجتمع الدولي لا يمكنه أن يتجاهل ملفات نهب ثروات شعب ينكل بمواطنيه ويشردهم خارج أراضيه ، لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتغاضى عن العبث بأراضي الجنوب وتوزيعها والمتاجرة بها بين المتنفذين ، لا يمكن للمجتمع الدولي الصمت طويلا على قوائم القتلى والشهداء الذين سقطوا برصاص عسكر نظام صنعاء في الجنوب .
ليعلم نظام صنعاء وطاغيته الذي صار عبئا على الشعبين في الشمال والجنوب ، بل صارا أكثر عبئا على الدول الإقليمية والمجتمع الدولي بشكل عام ، فهو يخدع العالم بأكذوبة " اليمن الواحد" ويتنكر لكل الأعراف والمستندات الدولية ، حيث أصبح يرفض المفهوم الجغرافي والسياسي للوحدة ويردد أكاذيب بأنها وحدة وطنية وليست وحدة سياسية بين دولتين ، أليس هذا الطرح تنكر وإلغاء لشعب ودولة تحميها وثائق مسجلة في ملفات الأمم المتحدة والجامعة العربية ، ومن هنا يعذرنا إخواننا الأحرار في شطرنا الشمالي والمخلصين وكل الخيرين والمكافحين من ذكر وتكرار عبارة ( شماليين ) في سياق مقالي هذا لأنها هذه حقيقة ، ولكن عليهم أن يكونوا منصفين في أن صمت النخبة في الشمال عن ممارسات إحتلال النظام للجنوب مبررا لخروجنا عن الصمت ، كما أن تصرف عصابات الفساد والهيمنة في صنعاء ضد أبناء شعبنا هي التي غذت وتغذي مشاعر الكراهية بين الشعب المقهور في الشمال والمحتل في الجنوب !!

( الأسبوع المقبل .. الوقائع المفروضة على الجنوب ومبررات المطالبة بحق تقرير المصير والاستقلال )


الجنوب من خدعة الوحدة الى شرعية الاستقلال ( 2 – 2 )

( بقلم : محمد علي أحمد – 20 – 2 – 2009)


في حلقة الأسبوع الماضي تطرقنا الى الخديعة التي رسمها نظام صنعاء لاحتلال الجنوب ، وكيف تمادى وبكل صلافة في الاستهزاء بكل الاتفاقيات الوحدوية التي وقعت بين الدولتين السابقتين ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، والجمهورية العربية اليمنية ) ، تم كيف أستمر المتآمر يحشد ضد الجنوب لتحويل الوحدة السلمية الى احتلال بعد أن كذب على الجميع لتبرير هذا الاحتلال عبر شعارات الوحدة الزائفة ، وبإعلان رئيس نظام صنعاء تلك الحرب القذرة على الجنوب فقد أنهى على تلك الوحدة السلمية الى غير رجعة ، ومن خلال نتائج تلك الحرب أصبح أبناء الجنوب في حل من الوضع القائم ، ولا تستطيع أية قوة أن تقف في وجه قرارهم وخيارهم السلمي في النضال من أجل استعادة دولتهم وفقا لمواثيق القانون الدولي .
في هذه الحلقة نضع الوقائع المفروضة على الجنوب كنتائج لتلك الحرب القذرة التي جعلت كل أبناء الجنوب يتأسفون على مواقفهم السابقة والتي قادتهم الى هذا المستنقع الذي يعاملوا فيه كعبيد لا كأسياد للأرض ولا كأصحاب الثروة التي تنهب من قبل سلطة اللصوص وعصابته الحاكمة ، ولهذا فأني أستعرض عدد من تلك الوقائع التي كانت نتائج لتلك الحرب المدبرة ضد الجنوب وهي على النحو التالي :
قام الطرف المنتصر بعد الحرب مباشرة بحل كافة الأجهزة و المؤسسات الجنوبية المدنية و العسكرية والأمنية لصالح مؤسسات الشمال ، وعمل بدون خجل على طمس الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال ، بما في ذلك تاريخ ثورة 14 أكتوبر في الجنوب والتي اعتبرها مجرد فرع لثورة الشمال عبر تعميم مصطلح ( أحادية الثورة اليمنية ) ، وكرٌس لهذا الغرض عشرات الندوات تمهيدا لتذويب الهوية الجنوبية في الهوية الشمالية ، بل لقد سعى الى تحويل الوحدة السياسية بين الدولتين إلى ضم و إلحاق لشرعنة نهب الأرض و الثروة في الجنوب وحرمان أهله منها كما أسلفنا ، فالثورة في الجنوب هي امتداد عضوي للمقاومة الشعبية المتواصلة في الجنوب منذ دخول بريطانيا مدينة عدن ، ومن أجل تأكيد لمن يريد مسخ تاريخ ثورتنا ويحولها إلى الفرع وهي الأصل ، بأن عدن هي من احتضنت الأحرار من ثوار الشمال ، فكيف تحولت الأرض الحاضنة لمناضليهم الى فرع لثورتهم كما يدعون اليوم .
ثورتنا في الجنوب هي الشرعية لكونها ثوره شعبية عبر مراحل كفاح طويلة ، ولم تكن انقلابا عسكريا قام به نخبة من أحرار الشمال ، نحن لا ندعي بنكران كفاح الأحرار ضد الملكية وحتى تم لهم الانقلاب على البدر، ولكن لا نقبل بنكران كفاحنا في الجنوب ومقاومة أبنائه في ثورتهم ضد المستعمرين ، ولا نقبل أن يتم طمس تاريخ عدن قلب الجنوب النابض ودورها السياسي ، فقد أعترف الكاتب البريطاني باتريك كريجر بأهمية هذا دور عدن عندما قال : (( عدن تفرض إيقاع الحياة السياسية للتغير في اليمن )) وأكد على محاولة الشمال لطمس الحقيقة وتزييفها ، ونبه قائلا : (( لقد لعبت عدن حاضرة اليمن الجنوبي دورا تنويريا بالغ الأهمية في التاريخ السياسي والثقافي لليمن ، فمن مدينة عدن انطلقت البدايات الأولى لأفكار التغيير ولمجتمعات غارقة في ظلم القرون الوسطى إلى حياة العصر ، كما كانت عدن حاضنة لكل رجال التغيير في اليمن من أرض الجنوب )).
إن القول بان الثورة في الجنوب هي فرع من الثورة في الشمال تسقط شرعية الثورة في الجنوب وتسقط شرعية ما قامت به حتى ألان و يدين تاريخها هذا ما يريد المرجفون عمله ، فالمنتصر يكتب التاريخ كما يريد ، ولكن يستحيل عليه فرضه على شعبنا الصابر أو على العالم الذي يملك مخزن هائل من الحقائق والوثائق .

2= ومن الدلائل الهادفة إلى طمس الهوية و التاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال هو رفض الحديث عن أي شيء اسمه الجنوب ، و حتى يوم إعلان الوحدة تم استبداله بيوم الجمهورية اليمنية هروبا من ذكر الوحدة ، كما تم استبدال مفهوم الوحدة اليمنية بمفهوم الوحدة الوطنية للهدف ذاته . كما استبدلت كافة المعالم والتسميات التاريخية في الجنوب بتسميات شمالية ، بل يعمل نظام صنعاء وباهتمام على طمس وتدمير قلعة صيرة ، وبعدها سيكون تدمير صهاريج عدن ، لقد دمروا معالم الجنوب تحت شعار الترميم ، ويبنون منشآت بديلة لتشويه تلك المعالم التاريخية بما فيها المساجد التي كانت تشكل معالم لتراث إنساني ضارب في عمق التاريخ الذي يسعى نظام الجهل والتخلف الى طمسه ، وعلى هذا الأساس فانه يجب على شعبنا في الجنوب وبالذات عدن المقاومة للدفاع عن تاريخ هذه المدينة العظيمة ، وعدم السماح للغزاة بتدمير معالمها التاريخية .
ألم يكفي المحتل ما فعل ويفعل في الجنوب حتى تمادى في انتزاع أسم عدن من أقدم إذاعة و تلفزيون في الشرق الأوسط ، وأصبحت المناهج الدراسية تكرس تاريخ وهوية الشمال دون الجنوب ، بينما تاريخ وهوية اليمن شمالا وجنوبا تتكون من تاريخ وهوية الشطرين كدليل على وجود الوحدة . فعند الحديث عن الحكم الأمامي في الشمال لا بد من الحديث عن الحكم السلاطيني والحكم البريطاني في الجنوب ، و عند الحديث عن الثورة في الشمال و مبادئها الستة لابد من الحديث عن الثورة في الجنوب و مبادئها الخمسة ، وبفعلهم هذا أسقطوا مفهوم الوحدة ، وأسسوا لمشروعهم في ضم وإلحاق الجنوب ، وهذا ما هو حاصل منذ حرب 1994م وحتى اليوم .

3 – بعد الحرب تم احتكار السلطة وأصبح القرار السياسي شماليا خالصا كتحصيل حاصل لنتائج الحرب ، وهذا يعني بان السلطة قد فقدت طابعها الوحدوي بعد الحرب و شكلت بذلك دليلا على شطرية النظام وشرعت لمفهوم الاحتلال . صحيح بان هناك وزراء من الجنوب ، و لكنهم خارج القرار السياسي في كل مفاصل الدولة ، و يعتبر وجودهم مثل عدمه . والأهم من ذلك إن النظام يرفض أن يكونوا من معه اليوم ممثلين للجنوب، لأنه لا يعترف بأي تمثيل سياسي للجنوب بعد الحرب.
4 = أما على المستوى المحلي فان القيادات الأمنية في المحافظات هي من العسكريين و الأمنيين الشماليين الذين يتلقون تعليماتهم من رئيس النظام مباشرة ، بل حتى مسئولي البطاقات الشخصية في محافظات الجنوب هم من الشمال ، وعبرهم يزورون ويحرفون شهادات الميلاد للجنوبيين رغم التفاصيل المكتوبة المقدمة لهم بتواريخ الميلاد الحقيقية . كما أن هؤلاء المزورين الذين بدورهم يقومون بصرف بطاقات شخصية لمن يأتِون من المناطق الشمالية لتوظيفهم باسم أبناء محافظات الجنوب ، و يتم توطينهم فيها بدلا عن أهلها الأصليين وهذا يعني بأن المجالس المحلية التي هي أصلا مجالس بلديات هي الأخرى وجودها مثل عدمها .
5 = انه بسبب احتكار السلطة ، فقد تم احتكار الأرض و الثروة في الجنوب عبر السلطة بمبرر إن الأرض و الثروة في الجنوب هي ملكية الدوله بموجب قوانين التأميم التي مازالت سارية حتى ألان ، و التي تم التمسك بها بعد الحرب . حيث تم الاستيلاء على الأراضي العقارية ، و على الأراضي الزراعية ، وعلى المباني و المنشآت الحكومية و المؤسسات الإنتاجية و الخدمية و الورش و المعامل و المصانع و الثروات النفطية والسمكية وغيرها باعتبارها ملكية الدولة . وحتى المشاريع الصغيرة في الجنوب تنفذ من قبل مقاولين شماليين ، كما إن القروض من بنك الإسكان ومن بنك التسليف الزراعي مسهلة لأبناء الشمال ويجري تصعيبها على أبناء الجنوب . وهناك تقويض لميناء و مطار عدن لصالح ميناء الحديده و مطار صنعاء رغم الأفضلية الجغرافية و الفنية و الشهرة العالمية لميناء ومطار عدن .
و أمٌا عدن كمنطقه حرة او عاصمة شتوية و اقتصادية ، فان ذلك لم يتم حتى ألان فكل هذا كذب ومغالطات. و الأخطر من ذلك انه يطبق نظام تمليك الأراضي في الجنوب لأبناء الشمال ، و يطبق نظام التأجير على أبناء الجنوب الذين هم أصحاب الأرض الأصليين . و قد فتحت مكاتب في صنعاء و غيرها من المدن الشمالية لبيع الأراضي في الجنوب باعتبارها ملكا للدولة .
6 = لقد شمل الغبن كل الجنوبيين نتيجة لذلك بمن فيهم من كانوا ضد الحزب الاشتراكي ، و بمن فيهم من تبقى في جهاز الدولة من الجنوبيين ، و زاد هذا الغبن أكثر عدم المساواة . فعلى سبيل المثال ، لا شيخ القبيلة في الجنوب مثل شيخ القبيلة في الشمال ، و لا المناضل مثل المناضل ، ولا الشهيد الجنوبي مثل الشهيد الشمالي ، و لا معاملة المريض مثل المريض ، و لا من تبقى من الجنوبيين في جهاز الدوله المدني و العسكري مثل نظرائهم الشماليين ، ولا المستثمر الجنوبي مثل المستثمر الشمالي ، بل حتى الوزراء غير متساويين ، ناهيك عن مئات الآلاف من المدنيين و العسكريين الذين تمت تصفيتهم من أعمالهم المدنية و العسكرية و هم مازالوا شبابا و لديهم الكفاءة و الخبرة في أعمالهم ، مع العلم بان وظائفهم المدنية و رتبهم العسكرية هي من دولة الجنوب السابقة و ليست من دولة الوحدة .
7 = ان أجهزة الدولة المدنية والعسكرية ستصبح قريبا خاليه تماما من الجنوبيين. صحيح إن جزءا منهم قد تم إخراجهم بموجب قوانين شروط الخدمة المدنية والعسكرية ، و لكن هذه القوانين لم تأخذ بعين الاعتبار الفارق الزمني بين نظام الخدمة في الجنوب و نظام الخدمة في الشمال . حيث إن نظام الخدمة في الجنوب هو قديم منذ عهد بريطانيا ، بينما نظام الخدمة في الشمال منذ عام 1985م . و قد كان من المفترض بان تحل هذه المعضلة باحتساب الخدمة في الجنوب من زمن الخدمة في الشمال أو العكس ، ولكن ذلك لم يحصل للأسف . فكما أسلفنا فقد تم حل جميع المؤسسات العسكرية و المدنية الجنوبية بعد الحرب لصالح مؤسسات الشمال ، و تم تسريح أفرادها ، و تمت تصفية كافة مؤسسات القطاع العام بعد إن تم تحويلها إلى قطاع خاص لصالح أصحاب السلطة و المال من أبناء الشمال ، بينما الكل يعرف بان القطاع الخاص و كل شيء في الجنوب سابقا قد تم تحويله إلى قطاع عام تملكه الدولة مقابل إن تكون الدولة ذاتها هي رأسمال الجميع ومسئولة عن كامل شؤون حياتهم بموجب النهج الاشتراكي الذي كان سائدا في الجنوب . و بحكم انه لا يوجد قطاع خاص في الجنوب ، فان كل أبناء الجنوب قد كانوا موظفين مع الدولة ، وبعد تصفيتهم حاليا من جهاز الدولة أصبحوا عاطلين عن العمل و أطلق عليهم (( حزب خليك في البيت )) إضافة إلى البطالة من الشباب الذين يتخرجون من المعاهد والكليات لم يجدوا أعمالا . حيث يتم التوظيف في الجنوب من أبناء الشمال بما في ذلك عمال شركات البترول العاملة في الجنوب . و حتى منظمات المجتمع المدني التي منبعها من الجنوب لا يوجد فيها جنوبي على رأس أي منظمة بما في ذلك اتحاد النساء و نقابة الصحفيين ، وحتى المراسلين للقنوات الفضائية العربية لا يسمح للجنوبيين العمل فيها ، رغم الكفاءات والخبرات المتراكمة لدى الجنوبيين ، ناهيك عن وسائل الإعلام و الأحزاب المحصورة تقريبا على أبناء الشمال . كما أن القبول في الكليات العسكرية و الامنية و الجامعات و المنح الدراسية في الخارج تكاد تكون محصورة على أبناء الشمال ، بما في ذلك العمل في السفارات . و هناك تشجيع رسمي للثارات القبلية و للثارات السياسية في الجنوب و سياسة تجهيل و إفقار و تغيير سكاني منظم و ملموس . و قد فرض على أبناء الجنوب الفقر و الجوع و المهانة منذ حرب 1994م ، و أصبحوا مغلوبين على أمرهم في كل شيء إلى درجة أن من بقي منهم في جهاز الدولة المدني و العسكري أصبح يخفي جنوبيته خوفا على وظيفته أو ثروته التي جاد بها النظام عليه ، لأنه لا يملك حماية نفسه . هذه هي صورة الواقع في الجنوب الناتج عن الحرب وهذه هي الحقيقة بالمعانات والظلم ولاستبداد والإقصاء للجنوبيين. .
فهل يقبل عاقل مثل هذا الباطل ضد الجنوبيين الذين اندفعوا بعواطف وحماس قومي للوحدة مع الظالمين الذين لا يفهمون من الوحدة كنظام صنعاء وقيادته سواء وحدة النهب والتزوير والخيانة ، فهل من يقول كلمة حقق مع الجنوبيين الذين لم ولن قبلوا هذا الظلم ، ولن نستسلم كأصحاب حق للأمر الواقع ، وسنقاوم بطريقة النضال السلمي العصري والعالم يشهد على تطور وتصاعد هذا الحراك ، كما أن المنظمات الحقوقية الدولية تراقب ما يمارسه هذا النظام ضد الجنوب وأبنائه .
بعد هذا الظلم والهيمنة والنهب للثروة والفساد والاستبداد فان من حق شعب الجنوب أن يدعو الدول لراعية لحرية الشعوب والديمقراطية وحقوق الإنسان، وعلى رأسها أميركا وروسي ،والصين ،والاتحاد الأوروبي ،والجامعة العربية،ودول مجلس التعاون الخليجي ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي وكل المنظمات الداعية للحرية وسلام في هذا العالم الكبير الوقوف الى جانب عدالة قضيتنا وفي حق شعبنا على استعادة سيادته على كامل ترابه بالطرق والوسائل السلمية.
وحتى أن نصل بقضيتنا الى الامل الذي ننشده في التخلص من هذا الاحتلال فأن الواجب يقع على كل أبناء الجنوب ومنهم الرأسمال والوطني وأغنياء الجنوب وعمال ومغتربين في المهجر أن يعتمدوا على أنفسهم ويعملون على دعم الحراك السلمي بانتظام ، وأن يؤسسوا صندوق للدعم والإنقاذ الوطني من أجل أعادة السيادة للجنوب ، وعلينا أن نعتمد على شعبنا في المقاومة السلمية والاستبسال حتى نحقق النصر المنشود .
وهنا ندعو كافة أبناء الجنوب من مختلف تياراتهم السياسية والفكرية والقبلية للتوحد خلف مشروع إنقاذ الجنوب من قبضة هذا الاحتلال ، لأن الجنوب هو كرامتهم وشرفهم ، كما ننصح أخوتنا الذين يوهمون أنفسهم بالوحدة ويعملون اليوم من أجل الفتنة وإضعاف المقاومة والحراك السلمي في الجنوب بأنهم لن يكونوا موضع احترام من قبل من يستخدمهم اليوم ، بل عليهم أن يستوعبوا حقيقة أن النظام في الشمال يتعامل معهم كمرتزقة ، وخير مثال نظرة هذا النظام لمن قاتل الى جانبه من أبناء الجنوب تحت شعار الدفاع على الوحدة ، غير أن الهدف الحقيقي هي السيطرة من أجل النهب والفيد والغنيمة والسيطرة على الثروة البترولية ومصادرة الدخل العام للجنوب ، وما يجري اليوم والماضي خير دليل يجب على كل مخلص وكل وطني أن يحسموا أمرهم في قضية مصيرية ، وهي قضية الدفاع عن الكرامة والهوية من أجل مستقبل أبنائهم ، وعلى أخوتنا بأن لا ينصاعوا للمحتل ودسائسه ، فكما ضحينا من أجل التحرير ضد الغزاة الأجانب منذ احتلال عدن بعد دخولهم عام 1839م ، فأن المبدأ اليوم هو ذاته في تحرير الجنوب من المحتل الجديد حتى يحقق شعبنا تقرير مصيره لوحده بعون الله ، وأبطال الجنوب الذين عرفتهم جبال ووديان وصحاري وقرى ومدن الجنوب الباسلة جديرين على ذلك ، أنه الكفاح السلمي حتى النصر بعون الله !!!
ومن هنا نقول بأن قناعات الجنوبيين على رفض ما هو قائم والعمل رص الصفوف من أجل الخلاص من هذا الاحتلال بعد أن وصلت كل محاولات إصلاح الوضع الى طرق مسدودة ، فلا يمكننا الاستمرار والعيش بصمت في ظل ممارسات الذل والهوان التي يمارسها نظام صنعاء المحتل ضد شعبنا في الجنوب ، فأني أتساءل هل توحدنا من أجل الإذلال والتركيع ونشر التخلف والجهل ؟ ، هل سيرغمنا العالم على الاستمرار في وحدة مع نظام ودولة فاشلة لا تحمي شعبها ولا كوادرها وسلطتها تنهب مواردنا ، دولة لا أمان فيها لعالم دين ولا أستاذ جامعة ولا لشخصية وطنية تنال الاحترام ولا لقائد سياسي يقول كلمة حق ولا صحفيون ولا صحف تنقل الحقائق ؟ ، هل سيجبرنا العالم على أن نبقى في وهم الوحدة مع نظام يعيش في القرن السابع عشر عصر الإقطاعية ونفوذ القبيلة المتخلف ونحن في القرن الواحد والعشرين؟
وليس كما هو اليوم يسعى نظام صنعاء أن يفرض علينا نظام التخلف وعقلية فرق تحكم لقد حاول ويحاول أنشاء مجالس قبلية هدفه من خلالها فتنه يعتمد عليها في التعطيل للنضال الشعبي التحرري من الاحتلال ، أن هذا الأسلوب سيفشل لان من يريد الاعتماد عليهم مناضلين وليسوا عملاء يخونون وطنهم وشعبهم ، وليسوا موظفين أو مندوبين يمارسوا نيابة عن صنعاء ، لم يكفيه فرض على شعبنا بنظام عقال الحارة بديل لمنظمات المجتمع المدني الشعبية المنتخبة وينقل لنا نهجه المتخلف بعقال الحارة المفروض على المجتمع في الجنوب مع احترامنا للإخوان الذين قبلوا بهذا الاسم كما نعرفهم طيبين وخيرين ويخجلون من هذا الاسم اليوم ، ولكن الواقع مفروض عليهم ونحن نرفض الأسلوب والنهج المتخلف وتصديره للجنوب ، لان الوحدة ليست خيار التخلف بل هي خيار الأفضل والحضاري بما يتناسب وسمات العصر الواحد والعشرين !!!


أن ما ذكرا سابقا هو وصف وتعريف للانقلاب والخيانة والغدر مع نظام العصابة ، فنحن دخلنا الوحدة بأخيار طوعي ، وحدة تمت بسلام ويجب أن تكون كما رسم لها في الوثائق أو فك الارتباط بسلام ، وحتى لا يقع لمن لا يفهم قواعد الاتفاقات الدولية وعند ذلك يقع له كما وقع لصدام حسين ويفقد تاريخه ويفقد أولاده ومن حوله من القبيلة والأبرياء .
أن من الأفضل للقائد أن يقبل بفك الارتباط بسلام من أجل لا نعطي مجال للتدخل الدولي ولا الإقليمي ، وبما ان الوحدة قد انتهت بالحرب فالجنوب لا يمكن أن يقبل ما يفرض عليه بالقوة ، وهنا أخاطب رئيس نظام صنعاء بأنه من الأفضل أن تقول نعم لمواطنيك في الجمهورية العربية اليمنية وتعرف أن التاريخ اليوم قد تغير من أسلوب الهيمنة والاستبداد وأن تترك للمحافظات الشمالية مجال حكمهم بأنفسهم مثل لواء الحزام الأخضر ، ويعلم طاغية صنعاء بأن المشروع الذي زجت به أسمائنا الجنوبية ، بأنه ليس مشروعنا كجنوبيين بل هو مشروع الأحرار في الشمال ، فلماذا تحرف المشاريع التي تخص الشمال كمشروع وطني خاص بهم لفرض تقسيم فدرالي داخل الشمال مكون من ثلاثة أقاليم وهي على النحو التالي :
1= ( أب وتعز والحديدة وكمران إقليم اتحادي في أطار الجمهورية العربية اليمنية ) على أن يحكموا إقليمهم بأنفسهم وبلا وصاية وكفى ممارسة حكم الانتداب عليهم ووصايتك ووصاية القبيلة عليهم ، هذا الإقليم فيه من الكوادر القادرة على أدارة شؤون إقليمهم ، وعلى هذا الأساس فأن أبناء الجنوب الباسل يباركون الأبناء تهامة بتشكيل كيانهم السلمي للنضال من أجل حماية حقوقهم والدفاع عن كرامتهم في الوجود على قاعدة العدل والمساواة ، ونقول لهم يا أبناء تهامة تذكروا بطولات الإباء والأجداد ، ونشد على أياديكم من أجل النضال السلمي واستعادة الحق التهامي ، يا أبنا تهامة المغاوير انتفضوا على جلاديكم وناهبي أراضيكم ومنتهكي كرامة الإنسان التهامي المناضل ومستهين بمكانته الغير أدمية والذي يتعاملون معه بنقص وإذلال وتصنيفهم بطريقة دونية باسم (الإنسان الخدمي) .
ونذكر إبطال الزرانيق بحركتهم في عهد الإمام بأنهم تقدموا بطلب إلى ((عصبة الأمم الأممية الدولية)) التي سبقت الأمم المتحدة للحصول على تحقيق تقرير المصير من الإمام لعدم رضاهم عن التمييز ونهب وسلب أراضيهم من قبل مندوبي الإمام ، لقد أنتقل الظلم الجديد ويكرر باسم الإمام الجمهوري الجديد الذي يمارس أسوى من الإمام القديم .

2= (مأرب والجوف ورداع كإقليم فدرالي يحكم ذاته ) .. نعم عليهم أن يختاروا من رجالهم قيادات بدون مندوبين ، لأني أقول لهم أنتم أصحاب الحق ولديكم الكفاءات وانتم أصحاب الحضارات سبأ وحمير فعليكم الخروج وتحقيق فيدراليتكم كحق مشروع من أيدي المحتلين والرعاع الذين مارسوا ضدكم كل أنواع التحقير والذل لتبقى ثرواتكم ملكا لهم وتبقون عبيدا لمن يسيطر على مقدراتكم وثروتكم ويركع رجال قبائلكم من داخل قصورهم في صنعاء !!
3= صعده وحجه وعمران وصنعاء وذمار وريمة والمحويث إقليم فدرالي نقول لهم أخرجوا أبنائكم وأحكموا برجالكم الأبطال والكفاءات من شبابكم الواعي لسمات العصر الحديث ومارسوا شعائركم بحرية وأمان دون خوف او جزع .
إن ذلك المشروع الفيدرالي في الشمال نباركه وبقوة حتى يتخلص أبناء الشمال من الهيمنة والقبلية تحت عباءة الجمهورية ، ووفقا لهذا المشروع فأننا نطالب بعودة محافظة البيضاء الى الجنوب مقابل جزيرة كمران الجنوبية ، أما أبناء الجنوب يجب أن يعرف نظام صنعاء بأننا مصممون على انتزاع حقنا السيادي شاء من شاء وأبى من أبى .. والأيام ستكشف حقيقة ما نقوله !!!
كان لنا حلم جميل وكانت لنا أمنيات عظيمة في الوحدة ، ولكن ذلك الحلم والأمل والأمنيات دمرتها طموحات الفاسدين المتآمرين والخونة الذين يرون في الوحدة سوى الكسب الذاتي ونهج الغنائم والفيد ، أنهم لا يفهمون من الوحدة الا ترديد شعارها !!
لقد حطمتم كل شي جميل كانت الوحدة هدف ومصير ولم يكن في الحسبان لمن كان متحمس من أجلها من الجنوبيين الذين كانوا يحلمون بالتغيير ، فلم يدركوا أن تكون تلك الأحزان والمعاناة والجوع والفقر والتهميش وتكميم الأفواه والتجويع لمن يقاوم الظلم ولاستبداد لأنهم تعودوا على الحرية وخيارات الأفضل في سلوك الحياة اليومية !!
لقد وصل أبناء الجنوب اليوم الى إجماع على ضرورة التخلص من هذا الاحتلال المفروض بقوة السلاح ، وحتى يتحقق لنا كجنوبيين الوصول الى الغاية من هذه الثورة السلمية التي لفتت أنظار العالم ، على الجنوبيين أن يؤسسوا مكوناتهم السياسية لتكون في خدمة قضية شعب الجنوب بكل أبعادها الجغرافية والتاريخية والحقوقية والسياسية ، بل وبكل مسميات الحقوق ومنها الحقوق السياسية والسيادية وعلى أرض الجنوب ، وما عليهم إلا أن يكونوا أنفسهم موحدين في كيان واحد جبهوي يشمل كل مكوناته والعمل على التالي:
1= يجب على شعب الجنوب إذا يريد الحرية والكرامة أن يعززوا من قوة ووحدة مبدأ التصالح والتسامح والوحدة الوطنية الجنوبية التي تمنع اختراق العدو من بث دسائسه لتمزيق الصف الجنوبي الذي يزداد تماسكا كل يوم .
2= ينبغي على مكونات النضال السلمي والحزبي والجماهيري وكافة مكونات الجماهير الجنوبية بان توحد موقفها أولا ، وقبل كل شي في هيئة موحدة تناضل مع كل مكونات الشعب الجنوب من أجل استعادة السيادة لشعبنا الجنوبي وعودة دولته ( جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ) بحدودها الكاملة ، ولن نحقق أهدافنا الا بالوحدة الجنوبية القادرة على انتزاع الحق الجنوبي من المحتل ، وإجبار العالم على الاعتراف بحقنا !!
3= حق الأطراف الجنوبية المتطابقة والمتباينة في المواقف أن ترسم خارطة جديدة لتنظيم هذه التباينات السياسية والاجتماعية ، ورسم الأهداف المستقبلية عند استعادة السيادة والحرية والعدالة على أرض الجنوب ، وعلى هذا الأساس سترسم أهدافها للمستقبل أجيالنا في دولتهم الوطنية الجنوبية دولة ديمقراطية وعودة سيادة والقانون الجديد المزدهر!!
4= على مكونات شعب الجنوب ومنظماتهم الاجتماعية بقيادات الكفاح السلمي تجاوز العيوب وحل بعض الإشكاليات والانتقال إلى مربع الكفاح النوعي السلمي ، فهذا الخيار الاستراتيجي لنضال الجماهير الجنوبية هو الهدف الذي لابد يل عنه ، وحتى ولو حاول النظام بكل إمكانياته وسلوكه الهمجي جرنا إلى الخيار العسكري من خلال مرتزقة المال والسيارات والانتقام السياسي ، علينا أن نحذرهم من الوقوع بالفخ الذي يدفعهم اليه النظام ومخابراته ، ويشهد الله نحن لا نريد ذلك ، ولا نريد أخوتنا المغرر بهم من قبل صنعاء تحت تأثير الوحدة الكاذبة ، ولكننا سندافع إذا فرضها المحتل على شعبنا ومناضلينا الأبطال بالجنوب ، ونظام القهر وزبانيته يعرفون برجولة وشجاعة أبطالنا ، ويعرفون جيدا بأننا لن نسمح له بذلك ، بل نضالنا السلمي سيستمر حتى نستعيد حقوقنا المسلوبة وسيادة وطنا المستباح ، وهنا ومن أجل أن لا نعطي لعسكر النظام المحتل للجنوب فأنه يجب أن تحدد ساحات مفتوحة للحريات والمهرجانات في مختلف محافظات الجنوب ، وبعيدا عن المساس بالممتلكات العامة والخاصة وحتى لا يلحق ضرر من قبل المتظاهرين بواسطة المندسين للقيام بأعمال التخريب من قبل السلطة لتخلق لنفسها مبررا لقمع هذا الفعاليات السلمية ، ونحن ننادي الجميع للالتزام بمبادئ المطالب السلمية والحضارية لانتزاع حقنا !!!

5= ندعو كل الأحرار ودعاة السلام وكل المناضلين والمخلصين في الجنوب وخارجه إلى التعاون والدعم للنشاط السلمي الحضاري والعمل على استمرار التواصل دون توقف من خلال المسيرات والمطالبات بالحقوق المادية والحقوق السياسية واستعادة السيادة للوطن الجنوبي من أجل الخلاص من النظام الدكتاتوري والفاسد والمحتل ، ومن اجل الحرية وتقرير المصير ..

6= التمسك بالنضال السلمي ووضع برامج لبقية المحافظات أسبوعيا وبصورة منتظمة ومبرمجة والتوزيع للنشاط والتعبير وفي كل مديرية لكل محافظة بمقدار برامج محافظة أبين الأسبوعية على سبيل المثال ، ونرجو من الجميع التنسيق طالما الهدف واحد ، وأن نوحد الجهود والإمكانات من أجل إظهار قوة مطالبنا المشروعة أمام المجتمع الدولي ومنظماته الدولية .

7= ندعو إخواننا في الشمال أن يتحركوا سلميا وأن يعملوا بموجب ما هو معمول به في المحافظات الجنوبية وليس التحرك بشكل موسمي ، بل عليهم أن يبرمجوا كفاحهم ويصعدوا من رفضهم للواقع الذي يعيشونه اذا أرادوا لأنفسهم التغيير ، وأن يعوا أن قضيتنا في الجنوب لن تبقى أسيرة الشعارات الوحدوية التي يرددها البعض من أخواننا في الشمال ، كما نبارك لاخوننا في تهامة على تكوينهم حركتهم وندعو المحافظات الشمال جميعا أن تحذوا حذو تهامة وتبدأ في تكويناتها وتعمل على كشف عيوب النظام الذي يدفع بين القبائل من أجل الاقتتال في ما بينهم على طريقة فرق تسد الخبيثة ، وعليهم المطالبة بالقانون المهدور والحقوق المسلوبة والخدمات العامة المتدهورة وغياب الدولة إجمالا .
أعود وأكرر بأن الجنوب يسير اليوم وبثقة نحو الخلاص من هذا الوضع ، نحو تقرير مصير شعبنا التواق للاستقلال والحرية والعيش بكرامة ، ونقول للنظام المحتل وطاغيته المتغطرس أن إفشاله للمهرجانات السلمية في مدن الجنوب هو انتصارا له ، بل هو انتصار للحراك السلمي الديمقراطي الذي أظهر النظام على حقيقته بأنه نظام دكتاتوري فاشي عسكري همجي، نظام يمارس الكذب ليس على شعبنا بل على العالم الذي أستوعب حقيقة هذا النظام ، وأستوعب ما يجري في الجنوب من انتهاكات لا يقبلها العالم المتحضر .
فمن الواجب على قيادات الحراك السلمي أن تواصل المهرجانات والاعتصامات في مدينة عدن الباسلة حتى ولو أفشلها النظام ، علينا فضحه أمام العالم والمنظمات الانسانية والحقوقية ، يجب علينا أن لا نبالي بالاعتقالات التي أصبحت شرفا عظيما لهم ، فهم يخرجون من معتقلات المحتل أبطالا في مدنهم وقراهم ويزيدهم معارف وتظهر شخصياتهم ويصبحون زعامات يحترمها كل أبناء الجنوب ، لان من يعتقل فأنه يؤكد شرف انتمائه لهذه الأرض واستماتته للدفاع عن العرض والكرامة ، ومن أجل الشعب في الجنوب وأرضه وسيادته.
أن الواجب اليوم هوا مقاومة المحتل بكل ما نملك وقوتنا بوحدتنا فاتحدوا يا أبناء الجنوب من أجل أضعاف العدو إذا أردنا جميعا الخلاص منه ، فعلينا الإقدام وببطولة ورجولة لتحقيق غاياتنا المنشودة.
الله معنا ومعكم ، والنصر أمامنا جميعا ، بعون الله تعالى سننتصر !!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.