لعل كل من قرأ المشهد الجنوبي والمتغيرات المتسارعة على الصعيد السياسي الجنوبي يلمح تغيرات جذرية وتحول في مواقف الكثيرين ممن كانوا أصحاب سقف عالي ومرتفع في الثورة الجنوبية في الداخل الجنوبي وكل هذا نتيجة اعتزام سياسي بحجم حيدر العطاس العودة لليمن وتوليه لمنصب رئيس مجلس الوزراء على الأقل هذا ما تتناوله وسائل الإعلام المختلفة ، وخلال الفترة المنصرمة فوجئنا بكثير من الأخبار اعتزام القيادي فلان الهرولة إلى صنعاء وأسماء لكثير من أصحاب السقف المرتفع والصوت العالي الهرولة نحو صنعاء لا نعلم لماذا تبدلت الثوابت وتغيرت المواقف عندهم هكذا ؟ وبهذه السهولة أهي حسابات السياسة وولوجهم لدهاليزها النتنة يقتضي ذلك منهم ؟ أم هو تكتيك تقتضيه المرحلة هذه؟ أم هي خارطة الطريق الدولية والمخرج يريد هكذا؟ لا أعلم وليست لدي أي إجابة لهذه التساؤلات . ولكن المهرولون نحو صنعاء بهرولتهم المفاجأة لم يتركوا مجالا للثقة فيهم وبالسياسة وعهرها فقد كانت مواقفهم من مواقف شعب الجنوب بل إن البعض منهم من أصحاب الصوت العالي وخيارهم خيار الحرية والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الجديدة واستعادة هويته الجنوبية التي تحارب نهارا جهارا ، من الاحتلال بأشكال مختلفة، أمعقول هذا؟ بين ليلة وضحاها تنقلب الثوابت وتتبدل المبادئ وتتغير مواقفهم المشرفة إلى مواقف رديئة ومنبطحة تبدء بالارتماء بأحضان صنعاء؟ وتبرر هذه المواقف منهم بأنها طريق تؤدي نحو التحرير والاستقلال لا أعلم أيعنون الاستقلال أم الاستغلال؟
كيف لنا أن نثق بتبريرهم هذا وهم من فاجئونا بمواقفهم وقرار هرولتهم وانقلابهم علينا 180 درجة لآ أظن أن لجنوبي عاقل أن يثق بهم أو يصدق تبريراتهم تلك؟ لأننا نشتم من هذه الهرولة إلى صنعاء رائحة البيعة الثالثة لشعبنا الجنوبي العظيم من نخاسي الجنوب بيع لهذه الثورة ولتلك الدماء ولتلك الجراح ولتلك الأنات والآهات وليالي الحرمان بعيدا عن الأوطان في زنازين الاحتلال بيع للجنوب الأرض والإنسان لصنعاء عاصمة المحتل بأبخس الأثمان ومن دون إلتزام أو ضمان فإن كانت السياسة من يضمنها وما ضمانه ومن يلتزم بالإيفاء بهذه الضمانات وتلك التعهدات إن وجدت ؟ إن كانت السياسة ولا نظن ذلك ولا نراها سوى النخاسة والبيعة الثالثة ولكن لن تمر فنحن هنا لن نهتز كثوار ولن تهتز ثورتنا بإذن الله بهرولتكم إلى صنعاء فالجنوب بها آلاف الصادقين والقيادات المخلصة لشعبها الوفية لعهودها للشهداء وللجرحى وللمعتقلين ، و لتعلموا أننا لانقرأ من هرولتكم إلا هذين الاتجاهين وترجح الاتجاه الثاني وهو أنكم تبيعون الجنوب في سوق النخاسة لصنعاء و بإذن الله وحفظه لن يتم هذا لكم و لهم فهنا شعب حي وثوار أحرار لن تهز مواقفكم المنبطحة لهم شعرة في رأس ، والرهان على الشعب في الجنوب والميدان ساحات الشرف والصمود .
للثوار والأحرار في الجنوب أقول على العهد ماضون حتى التحرير والاستقلال وللمهرولين أقول إن كنتم مهرولين لخدمة الجنوب من منظوركم فأنتم وشأنكم ولكن الحذر من العبث بالثورة أو الوقوف أمام ثوارها الحذر فأن للشهداء عندنا عهود في الأعناق وسنقتلع كل من سيقف في طريقهم الذي خطوه لنا بدمائهم الحذر الحذر .
الحرية للمعتقلين الشفاء للجرحى الرحمة للشهداء ودمتم ودام الجنوب حرا أبيا مستقلا .