يقولون بالمرحلة الإنتقالية في عالم السياسة حينما يعنون مرحلة إنتقال سلطة ما من عهد إلى عهد جديد , ومعلوم إن السياسة هي لعبة فن الممكن و إذا ما تعمقنا جيدا في مرحلة الثورات الشبابية أو صحوات الشعوب فإننا لا نقرأ سياسة بعبثيتها وقذارتها بل نقرأ أشياء جديدة أقرب إلى السجية والفطرة بما تعنيانه من حسن النوايا ومن صفا و طهارة . إنه التغيير في البنية الإجتماعية و إنها المرحلة الإنتقالية من مجتمع نخرت في عظامه أصابع الزمن إلى مجتمع صاغته الأفكار النيرة و التجارب التراكمية المريرة و النفوس الصحية السليمة , وهي المرحلة الأصعب و الأدق و الأضمن نجاحا إذا ما اعتمدت على قيادة شبابية واعية بخبرة المخضرمين . وهنا لا مكان في قمرة القيادة لمن تشوه برسم أصابع الزمن الملوث بالماديات وبريق المظاهر و الوجاهات وعقدة الأنا فشكلته وحشا في صورة آدمي غابت عنه صفات الآدمية فعاث في الأرض فسادا , ينام قرير العين على منجم ذهب والأطفال يموتون جوعا وتهتز فرائصه عندما يموت فردا ممن له به صلة ولا يأبه بقتل ملايين بآلته الحربية . أيام تتداول بين الناس و إنها سنة الله في الأرض ولن تجد لسنة الله تبديلا