من هو الذي خان الوحدة واخل بشروطها وجيرها بالمطلق لصالح أهوائه ومطامعه بالحديد والنار والبارود والدم؟!..من هو الوحدوي الحقيقي؟..من هو الانفصالي الحقيقي؟ ..من قتل الوحدة؟..من الجاني ومن المجني عليه؟..من الظالم ومن المظلوم؟. هده الأسئلة وغيرها طرحت بعد حرب 94 م الظالمة والقذرة على الجنوب , ومازالت تطرح وبقوة من قبل عدد من الساسة والصحافيين والكتاب . فمعظم أن لم نقل جميع هؤلاء من الجنوب وقد وجهوا هذه الأسئلة إلى أولئك الدين تبرعوا وأفتوا بالكثير من(ترهاتهم)و(تخرصاتهم) و(حشرجاتهم)للتحريض ضد شعب الجنوب وتجريم مطالبه المشروعة وصل إلى حد وصفه بالخيانة العظمى!! ،بل إلى حد التكفير وإجازة مقاتلته واباحة دمه كشعب مارق مرتد وخارج عن الدين والملة والثوابت!!!
ومازال هؤلاء يتبرعون بهده التخرصات والبلادات ولكن وبسخاء ودهاء كبيرين وحقد وغل دفينين ضد نضاله السلمي الحضاري الرائد وثورته المباركة .
من الحري جدا ًأن نعيد اليوم طرح هده الأسئلة ولكن بقوة وبصوت جهوري معزز بالدلائل والشواهد الدامغة التي لا تقبل الشك لأنني ارتأيت في طبيعة دلك خاصية تستثيرالأنتباه والتأمل نحو الماضي البعيد والراهن الذي نعيشه والتفكير العميق بمساقات التوحد التي نشدتها أقوام ذلك الماضي ،والتي تفككت أوصالها إرباً بفعل عامل الظلم المستمر إلى يومنا هذا،وبوتيرة أشد في حاضرنا،في ظل توافر وسائل الفتك والظلم الحديثة،كما تستحضر هذه الأسئلة وتحديداً ,من هو الظالم ومن هو المظلوم،حيثيات تاريخية شديدة الصلة بحاضرنا المعاش...فالظلم هو الظلم كان في الماضي أم في الحاضر ووقعه على المظلوم بذات المرارة،لو اختلف الزمان والمكان،بل أن الظلم يكون أكثر واشد وامر في عصر المعرفة ،لانه كما قال(شوبنهور)زيادة المعرفة في الإنسان تؤدي إلى زيادة آلامه) ثم نحن إزاء حقيقة من هدا النوع،نسأل سؤال آخر في ذات المنحى لهؤلاء وسواهم ممن يحاولون ان يغطوا عين الشمس بمنخل(غربال)ومن المعتمين بمصالحهم وأفكارهم البليدة الضيقة المشوشة ومن حاملي شعار(الوحدة أو الموت)و(الوحدة خط أحمر):مادا تعني لكم الوحدة؟هل هي وحدة جغرافيا،أم وحدة القلة المتنفذة المستأثرة بخيرات الوطن براً وبحراً وجواً..القلة الجاثمة على الرقاب بالمدفع والهراوة،أم وحدة مصالح كل أبناء الوطن،والأهم وحدة النفوس والمشاعر الإنسانية ؟! نتمنى على هؤلاء ان يتأملوا جيداً وملياً في شكل وطبيعة وأسباب ودوافع الظلم الواقع والرازح على كاهل الجنوب أرضاً وإنساناً..وكيف لوحدة أن تتوطد دعائمها وترسي مداميكها بالصاروخ والرشاش والدم...في ظل تجبر الظالم على المظلوم؟؟ وعودة إلى ذلك التساؤل من هو الظالم ومن المظلوم ...ومن ياترى الذي خان الوحدة وضربها في الصميم ؟؟...ودعوكم ياهؤلاء من شعور الزهو بسياج القوة الحامي للباطل ؛وتذكروا قول المولى عز زجل ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا)