اذا شاهدت ابنتك الصغيره تلتقط صوره لك فاعلم ان البدايه كانت مع ابن الهيثم عالم الفيزياء العربي الذي عاش في القرن العاشر الميلادي ويُعرف عنه انه عالم فيزياء في مقام ومستوى اسحق نيوتن مكتشف قانون الجاذبيه ابن الهيثم كان عالم ذو علم شامل متعدد االمواهب عبقري الفكر اذ بداء في دراسه العلوم والبحث فيها في سن العاشره وكتب في علوم واداب كثيره الا انه تخصص وابحر بعيدا في علم البصريات وكان يسميها "علم المناظر" وهنا نعود الى ابنتك المصوره فيرجح علماء كثيرون ان ابن الهيثم هو الاول على الاطلاق الذي قال بان الضوء ينطلق من الاجسام الى العين بعكس ما كان يُعتقد قبل ذلك وتلك ملاحظه غايه في الاهميه واسست لعلوم واكتشافات كثيره وعلى اساس اكتشاف هذه الظاهره استطاع ابن الهيثم ان يصنع اول كاميرا وان كانت بدائيه وفي كتابه " المناظر معادله من الدرجه الرابعه" استخرج عالمنا معادله حسابيه تبحث في انعكاس الضؤ بعد اصطدامه بشكل كروي مصنوع من المرايا وما زالت تعرف هذه المعادله ب"معادله ابن الهيثم" لست هنا بصدد ذكر وسرد العلم الغزير لابن الهيثم الذي اتى باكتشافات كثيره في الفيزياء والرياضيات ةلاداب وغيرها بما في ذلك انه كتب عن تاثير الموسيقى لى نفسيه الحيوانات –تصوروا! وانما هنا في مجال ربطه بعنوان هذا المقال السريع ولد ابو علي الحسن بن الحسن الهيثم في البصره في عام 965 الميلادي وادرك ذووه وممن حوله نبوغه في سن مبكره ولما كانت نجمه العباسيين وقتها في افول ونجمه الفاطميين في يصعود وبزوغ فقد كتب للخليفه الفاطمي الحاكم بامر الله الفاطمي في عاصمته في القاهره قائلا له بان في استطاعته بناء سد مرتبط بنظام دقيق لتصريف المياه على نهر النيل وهذا من شانه –حسب قوله- ان يجنب الناس شرور الفياضانات عند حصولها ونكبه الجفاف عند وقوعه فارسل له الحاكم الفاطمي للحضور الى القاهره في الحال وفعلا حضر وذهب الى نفس المكان الذي بُني فيه السد العالي في القرن الماضي وادرك عالمنا في نفس الوهله انه لايستطيع ان يعمل ما وعد به او كما يقول الانجليز ادرك على الفور انه " قضم أكثر مما يستطيع مضغه"" ولايقانه ان هذا الخبر سيغضب الخليفه الفاطمي غضبا عظيما ويجعله يامر بشنق عالمنا الشاب او قذفه في النيب فقد تظاهر وبمنهج الممثل الفطن بالجنون (يذكرني ذلك بتقمص الممثل المتمكن جاك نيكلسون دور المجنون في فيلم "طار فوق عش الوقواق" وصدق الخليفه بان ابن الهيثم مجنون فوضعه في الاقامه الجبريه وبقي فيها –في مصر- باقي حياته واستغل اجباره على الاقامه للكتابه والبحوث والتنظير العلمي بشكل واسع وغير مسبوق. ولذا نجا ابن الهيثم بجلده بان تظاهر بالجنون واقناع الخليفه بذلك وكان ما فعله تصديقا للمقوله العدنيه "جنان يخارجك ولا عقل يحنبك " وما يدريك فلعل ابن الهيثم هو نفسه مخترع ومكتشف هذه المقوله أي انها قد تكون احد اكتشافته العلميه العظيمه التي حورها العدنيون الى لهجتهم ( هذا مع اني اعتقد ان عدن مرت في ظروف حالكه تجعل من العاقل مجنونا بالفعل فلا داعي عنده للتظاهر بذلك" وان كنت مكانه –أي ابن الهيثم - لفعلت ما بدر منه من التظاهر بالجنون فلا تنسوا ان الخليفه الحاكم بامر الله الفاطمي ذاك كانت له شطط في الافكاروالقوانين التي يصدرها اقل ما يمكن وصفها به انها غريبه الاطوار في مضمونها وان كانت في واقع الامر اقرب للجنون منها الى غرابه الاطوار. فهو الذي امر بقتل كل كلاب االقاهره جماعه وافرادا في ليله دهماء لان اصواتها ازعجته ولازالت القوميه الكلابيه تطلق عيها " ليله محرقه او هولوكوست الكلاب" وهو الذي ايضا امر بمنع كل القاهريين من اكل الملوخيه وقيل ان ذلك ادى الى مشاكل معويه وقولونيه شديده لهم في الاسابيع اللاحقه لهذ الحكم بقي ان اقول –وهنا اعود الى الجد- ان بعض من العلماء المعاصرين يجزمون بان ابن الهيثم هو المؤسس الحقيقي والاول للمنهج العلمي السليم في اعمال البحوث ومما قال "البحث عن الحقيقه في حد ذاتها امر صعب والطريق الى ذلك وعر فالحقائق يكتنفها الغموض" " الله لم يعصم العلماء من الخطاء ولم يحم العلم من القصور والنقص فلو كان هذا هو الحال لما اختلف العلماء على أي من مسائل العلم" وايضا القول الرائع التالي " "سعيت دوما نحو المعرفه والحقيقه وامنت اني كي اتقرب الى الله ليس هناك طريقه افضل من البحث عن المعرفه والحقيقيه" شي اخر وجب قوله للامانه التاريخيه وهو ان قصه الكلاب والملوخيه السالفه الذكر ولو انهما مسجلتان في بض الكتب تلتاريخيه الا ان بعض المؤرخين يقولون بعدم صحتها وان الحاكم بامر الله الفاطمي لم يقلها او يامر بها وانما افتريت عليه والحققيه الذي اتفق عليها هي انه هو من اسس "دار الحكمه" ذات الشهره الكبيره في القاهره .