إن هذا المثل العربي الذي يحمل من البلاغة ما يحمل ؛ ينطبق تماما على الحال والواقع المرير الذي نعيشه في ظل معاناتنا مع الإخوان المبلسين حزب الإصلاح الموتور الذي استقوى علينا مستعرضاً عضلات مليشياته المدربة والمجهزة بكافة أنواع الأسلحة ناهيك عن أنها مدعومة بقوات من الأمن والجيش وكأنهم في مواجهة دولة لا أمام محتجين عزل بطونهم خاوية جوعاً وعطشاً وأجسادهم عارية إلا من أسمال بالية ، فراحوا يقتلون ويبطشون وينكلون بالجنوبيين فلا حرمة عندهم لامرأة ولا لطفل ولا لشيخ قد بلغ من العمر عتيا ، ودون أن يردعهم وازع من دين أو أخلاق من ارتكاب تلك الجرائم البشعة النكراء التي يندى لها جبين الإنسانية والتي ما تزال مستمرة حتى اليوم في عدد من المدن الجنوبية : عدن ، حضرموت ، لحج وقبلها الضالع ، أبين ، شبوة ، بيد أن تصرفهم مع جماعة الحوثي - التي تمتلك من القوة الرادعة ما يجعلهم يحسبون لها ألف حساب - يختلف تماماً عن تصرفهم الإجرامي الذي سلكوه مع سبق الإصرار والترصد مع الجنوبيين العزل ، بالرغم من أن كثيراً من مهرجانات الحوثيين كانت توشك على الاقتراب من حمى الإصلاحيين في الحصبة ، وتردد في وجوههم وأمام أعينهم الشعارات الحوثية المعروفة ( الموت لأمريكا ... الموت لإسرائيل ) التي تسبب للإصلاحيين الصداع وأوجاع الرأس وترفع لهم الضغط والسكر دون أن يجرؤوا حتى على الاستنكار وانتقاد الحوثيين متقين صولة الحوثيين مسعري الحروب ، ولقد صدق الشاعر حين قال :( تعدو الذئاب على من لا كلاب له === وتتقي صولة المستأسد الضاري) ، وما يحز في النفس أن الإصلاح كان يبدو حملاً وديعاً في عهد صالح وتراه يرغي ويزبد عند كل مجزرة كانت ترتكب بحق الجنوبيين ، ولكن وعلى حين غرة وما أن وصل إلى سدة الحكم وأصبحت مقاليد الحكم في هذه البلاد تحت يده حتى أماط اللثام عن وجهه القبيح وأسفر عن معدنه الدموي الرخيص والحقير .... بل حتى من كنا نجلهم بالأمس من أبناء الشمال ونقدرهم ونعتقد بأنهم مثقفون ومنصفون وجدناهم عكس ذلك تماماً ، ينافحون عن الباطل ويبررون الجرائم البشعة التي ارتكبتها مليشيات الإصلاح والجيش والأمن ويلتمسون لها الحجج الباطلة والمسوغات الواهية ، بل ويعتبرونها عملاً وطنياً يعزز الأمن والاستقرار ويحفظ الوحدة الوطنية المعمدة بالدم ...!!!!... فحسبنا الله ونعم الوكيل الذي جعل جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة والقائل في محكم كتابه العزيز :( وَتِلكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ )... ولقد صدق الشاعر الكبير احمد مطر حين قال : يشتمني ويدعي أن سكوتي معلن عن ضعفه / يلطمني ويدعي أن فمي قام بلطم كفه / يطعنني ويدعي أن دمي لوث حد سيفه / فأخرج القانون من متحفه / وأمسح الغبار عن جبينه / أطلب بعض عطفه / لكنه يهرب نحو قاتلي وينحني في صفه / يقول حبري ودمي : لا تندهش / من يملك القانون في أوطاننا هو الذي هو الذي يملك حق عزفه ....!!!.