اني اخترتك يا وطني حبا" وطواعية اني اخترتك يا وطني سرا"وعلانية اني اخترتك يا وطني فليتنكر لي زمني ما دمت ستذكرني يا وطني الرائع يا وطني يا وطني الرائع يا وطني
)محمود درويش)
هناك من الناس من يضطر في سبيل العيش لان يرضى بعيش الكفاف والعيش بزهد يصل إلى حدانه بالكاد يجد لقمه يومه ,وهذا النوع يوجد منه الكثير فهو مقتنع بما أعطاه الله من الكد والتعب. فهو يرى على قدر ما اعطتة الدنيا من شقاء إلى انه يهنئ بهافيحمد الله لأنه لم يشذ وينغمس في الرذيلة وما يخل بالأخلاق والدين فيعمد إلى السرقة مثلا ليعيش ويجاري من يمتلكون المال الوافر اويلجا إلى ألمداهنه وتقبيل الأيدي ليجودوا عليه بمال مقابل ما اقترفه من معارضه لقيم وشرف العمل التي تبنى على النزاهة واخذ مقابل مجهود مبذول دون الانتقاص من كرامه الإنسان في أمور عده كالوطن والشرف والأمانة وغيرها.
وبما أن الأنفس تتدرج بحيث تجدمنها القوي الذي يصمد في وجه الشدائد والمحن ويستطيع تجاوز مصائب الدهر وتدابير الأنداد ومنها ذلك الذي يتجنب ألمواجهه ويفضل تحاشي الاصطدام على أن يخسر ومنها من لأحيله له ويضطر رفض الواقع بالقلب وهو اضعف الإيمان مكتفي بالحصول على أجرة دون إفراط وتفريط لأنه لايريد أكثر مقابل أن يقدم تنازل معين .
لكن ما بال البعض من الذين يفوقون الآخرين في مادياتهم وإمكانياتهم ويضطرون إلى النظر والذهاب إلى ابعد من ما يملكون والبحث عن المزيد فيتنازلون عن أشياء جميله جدا قد لا يستطيعون الحصول عليها مره أخرى إنهم فقدوها مثل الأمانة والشخصية وأعلاها مرتبه بعد الله هي حب الوطن والتضحية لأجله في موقف القادر أي حين يكون الإنسان قادراعلى أن يضحي لأجل الوطن فلا يضحي وقادرا أن يقول لا في موقف معين فلا يقول مقابل تنازله هذا يحصل على أشاده من عدوا ومال مقرون بالريبة والشك وملتبس بحق آخرين كمثل الذي يشتري الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة .
مثل هذا النوع يفضل الانكسار والخضوع على أن يفقد ما يزيد من ثرائه ويفضل تقبيل الأيادي على أن يكون في صف الحق تكبرا واستعلاء وما منع كفره قريش من الأغرار بدين الحق إلا الكبر ونظرة الاحتقار للمبعوث رحمه للعالمين فساروا في غيهم وظلالهم تكبرا فخسروا معركتهم إلا من رحم الله وهداه بعد حين.
هاهو نموذج يرفض الابتزاز والمداهنة مقابل العفو يرفض أن تتلوث وطنيته وشرف الانتماء للوطن مقابل لقمه مقشوشة بالاهانة وحرية تحت تهديد القوه وجبروت الظالم يأبى أن يختلط نبل هدفه وصدق مقصده بلحظه كاذبة يعانق فيها جلاده ويفضل السجن على أن يقر بشرعية جلاده يأبى أن يعطيه فرصه للانتشاء غبطه وهو يرى ضحيته تتألم أمام ناظريه.
انه ابن الجنوب حسن بنان المحكوم خمسة عشر عام لرفضه الانصياع لرغبات الجلاد الذي أراد التفاوض معه في سجنه وتخييره اماالاشتراك في حلبه ألمصارعه وقتل حلم الوطن وبين السجن فاختار الوطن على أن يصبح اده وسهم يقذف في الجسد المثقل بالجراح ألنازفه .