لعل الكثير منا تابع وبشغف "عرب آيدل" ذلك البرنامج الذي بثته إحدى القنوات العربية على مدار أربعة أشهر متكاملة, ولست هنا بصدد الحديث عنه أو تقيمه, وإنما لكثرة سماعي لهذه الكلمة "عرب ايدل" في كل مكان وفي كل حارة وفي كل حي وفي كل مقهى في عدن, فقد كانت وجهتي لعنونة موضوعي حول ما يجري في واقعنا الجنوبي وما يحاك للثورة الجنوبية من مؤامرات استفحلت في الفترة الاخيرة, ومحورها يرتكز في ثني جماهير الشعب الجنوبي عن الهدف السامي وهو التحرير والإستقلال, وللدخول الى اللب فجميعنا يدرك ان الرئيس البيض قد حصل على التأييد الشعبي الواسع في الجنوب المحتل ، و ذلك بناءً على مواقفه الثابتة حيال هدف شعب الجنوب المتمثل بالتحرير والاستقلال، و جراء هذا الصمود الاسطوري للرئيس البيض ,حاولت الاطراف الاقليمية و الدولية على استقطابه و ضمه لمشاريع اخرى تتعارض مع طموحات و تطلعات شعب الجنوب، هذه المحاولات تحولت فيما بعد إلى اغراءات كبيرة ومن ثم تهديدات خطيرة أطلقها المجتمع الاقليمي و الدولي سواء أكان من خلال سفرائهم في عاصمة دولة الاحتلال، او كتهديداتهم الاخيرة بحشر شخص الرئيس البيض ضمن معرقلي التسوية في اليمن. وفي الجهة المقابلة فقد دخلت الكثير من القيادات الجنوبية البارزة في المنطقة الرمادية بدفع من دول الاقليم لمحاولة إعادة إنتاج ما يسمى بالوحدة اليمنية ، ذلك الامر ادى الى فقدان تلك القيادات جماهيرها في الساحات والميادين و لم يعد لهم الوزن السياسي المؤثر في الداخل بل ان الشارع الجنوبي قد اسقطهم من خلال تمسكه بشعاراته المنادية بتحرير و استقلال الجنوب و رفض اي مشاريع اخرى، و مقابل هذا الصمود الصارخ لشعب الجنوب العظيم كان لابد و أن تتغير السياسات الاقليمية المساندة لبقاء الاحتلال اليمني فتغيرت فعلاً من حيث الشكل مع احتفاظها بالمضمون ، و سارت بإتجاهات متوازية و متعددة. احد هذه الاتجاهات هي إعادة إحياء القيادات الميتة جماهيرياً و إعادة تفعيل القيادات المنتهية صلاحيتها سياسياً بدفعها هذه المرة لتبني شعار التحرير ليس كهدف جوهري و إنما كسقف؟؟؟ هذه الخطوة المتعددة الاجراءات تنتهي بدخول ما يسمى بالحوار الوطني اليمني سواء أكان في هذا المؤتمر الذي تساقطت بعض القيادات فيه او في مؤتمرات ولقاءات أخرى والذي من خلاله يتم تدويل قضية شعب الجنوب في إطار الجمهورية اليمنية فيتم القضاء على قضية شعب الجنوب هذه المرة تحت رعاية اممية و اقليمية. في الجهة المقابلة تتم العديد من الاجراءات التدريجية مثل محاولة تمزيق الشارع الجنوبي والمجالس القيادية للثورة الجنوبية التحررية وفي ذات الاتجاه يتم الدفع بالمكونات المفبركة و المملوكة لدول الاقليم و تعزيزها و ضخ المبالغ المالية لها لتحصل على مكان في الشارع الجنوبي و محاولة تصويرها و كأنها تتصدر القائمة و تظهر و كأنها من المكونات الحقيقية للثورة التحررية بل و تسعى لإلغاء المكونات الفعلية الممتدة على مستوى كل المديريات و المحافظات و ذات الهدف الواضح و الارضية الثابتة.ووجهتهم هذه الأيام هي الهيئة الشرعية الجنوبية ومحاولة تفريخها والإلتفاف عليها من قبل حركة النهضة وجهات أخرى مكشوفة, الامر المرافق لكل هذه الخطوات مرتبط إلى حد ما بضرورة زعزعة و ارباك العلاقة بين الرئيس البيض من جهة و بين الجماهير المؤيدة له من جهة اخرى و الهدف المبطن من هذا هو القضاء على الرئيس البيض سياسياً و جماهيرياً لإتاحة الفرصة الكاملة لظهور القيادة القادمة المتوافقة مع سلطات الاحتلال و مع دول الجوار ، ذلك الامر سيتم من خلال فتح فجوة بين الرئيس البيض و بين مؤيديه في الداخل حيث ستعمل اطراف قريبة من الجانبين على توسيع تلك الفجوة حتى يتحقق الهدف المذكور وفي هذا الوقت ستكون القيادة البديلة على أهبة الاستعداد للظهور السياسي بقوة هذه المرة مستغلة الوضع القائم و ستعمل لتمرير المبادرة الخليجية الهادفة لضمان بقاء ما يسمى باليمن الموحد. فهل شعب الجنوب سيقف متفرجاً أمام كل هذا ؟؟؟ وماذا لو تحولت ابرز القيادات الجنوبية إلى ادوات لتنفيذ سياسات و مشاريع اخرى تعيد انتاج الوحدة اليمنية؟؟ وما دور القيادات و الشباب في الجنوب للتصدي لهذا؟؟