اجريت امس مكالمة هاتفية بالناشطة الجنوبية زهراء صالح الى المستشفى التى ترقد فيها للعلاج في الهند .. كانت معنوياتها عالية تحس من خلال نبرات حديثها الإصرار على مواجهة ما صار لها بعد ان بترت احدى ساقيها من جراء الحادث الجبان الذي تعرضت له في مدينة التواهي قبل بضعة أشهر من رمي قنبلة على الباص الذي كانت تستقله فخسرت ساقها وخسر سائق الباص معاد ساقه وباصه معا ، فنقلت زهراء الى الهند للعلاج ونقل معاد الى الأردن لنفس الغرض. تحدثت زهراء بكل وفاء وشعرت وكأن الكلمات تتحشرج مع البكاء في فمها وهي تقول ?? الف دولار يا أستاذ لطفي سددها لي أبناء الجنوب لإجراء العملية والمستشفى وديون اخرى عندما وصلت الى هنا للعلاج الذي سيستمر لبعض الوقت ، وقالت هذا وكأنها تريد التعبير عن هذه الوقفة معها من قبل شباب ورجال الجنوب المهجر الذين تسارعوا لتقديم الدعم ويد العون لهذه الناشطة في ساحات الحراك السلمي الجنوبي وكأنهم يبادلونها الوفاء والعرفان للدور الذي لعبته في الساحات.. تحدثت زهراء وهي تقول " بصراحة الشيء الذي لم أتوقعه أبدا هو اهتمام الرئيس عبدربه منصور هادي بعلاجي من خلال الاتصالات المستمرة التي يجريها معي الاستاذ محمد الشدادي نائب رئيس البرلمان اليمني واحد المقربين من الرئيس ، والله ما قصروا معي يا لطفي وما توقعت هذا الاهتمام وجزاهم الله خير " .. قلت لها هذا واجب وأتمنى ان يشمل هذا بقية جرحى الحراك الذين يتساقطون بسلاح عسكر نظام صنعاء في الجنوب.. قالت " كانوا سيبتروا لي الرجل الاخرى يا لطفي ولكن الأطباء تجنبوا فعل ذلك بعد ان قاموا بعملية وضع حديد لتثبت العظم المكسور ونجحت واخرجوا الحديد بعد مدة من تركيبه والتأمت الجروح وبقيت جروح طفيفة وبعدها سأدخل برنامج للتمارين الرياضية على الرجل حتى أستطيع احركها بسلام". شعرت انها فرحة لوقوف الكل الى جانبها وفي مقدمتهم أبناء الجنوب في المهجر والذين لولا نجدتهم لها ودعمهم السخي في الأيام الاولى للحادث الجبان لفقدت زهراء ساقيها ، أحسست انها فخورة بذلك وأنها تتوق للعودة الى عدن بعد رحلة العلاج هذه . وانا أتحدث الى زهراء كانت صورة الشهيد الشاب أياد الدابي تحلق في مخيلتي مات بسبب حروق جسمه و بسبب عدم الاهتمام به من كل قيادات الجنوب في الخارج .. لم يقدم له الا اتصالات المواساة في الوقت الذي كان علاجه بحاجة الى ?? الف دولار فمات أياد بسبب عدم الإحساس بالمسؤولية من قبل زعامات وقيادات الغفلة للجنوب في الخارج الذين زجوا بالشباب لمواجهة نظام بوليسي لا يرحم وعندما يتساقط الشهداء والجرحى تغلق هواتف تلك القيادات حتى لا ترد على حاجة الأرامل والجرحى المهملين في المستشفيات .. ولولا إنسانية ووطنية المغتربين الجنوبيين في الخارج لكان الامر صعبا للغاية ، فهم من يهرعون لجمع التبرعات لإنقاذ جريح او مأساة أسرة شهيد .. صحيح انها تصرفات وتفرعات فردية ولكنها افضل من صمت القادة الجبناء الذين يتوارون وقت الحاجة الى المساعدة . اتمنى لزهراء الشفاء العاجل والعودة سالمة الى ارض الجنوب ، وأتمنى أيضاً ان لا يتوقف دعم الرئيس هادي وعبر الشدادي عند زهراء فقط ، بل ان يسألوا عن حاجة معاد في الأردن وبقية جرحى الحراك الذين لم يعد لهم الا هذه اللفتة الانسانية والمسؤولية الكاملة من قبل القيادات الجنوبية في السلطة. سلام زهراء .. سلام معاد .. سلام لشباب الحراك .. سلام حار وعظيم لمغتربينا الغيورين الذين دائماً يتصدرون المشهد الإنساني والدعم اللا محدود للجرحى وأسر الشهداء .. سلام الله على أبناء الجنوب عندما ينتصرون لبعض ويقفون مع بعض في مثل هذه المواقف التي لا تقدر بثمن.