جاءت الزيارة المفاجئة التي قام بها الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية إلى مدينة عمران والتي أصبحت خالية من الحوثيين لتدحض كل الأقاويل والفبركات الإعلامية التي تدعي أنها لن تعود إلى يد الدولة، وأن مليشيا الحوثي العسكرية، لا تزال متمركزة فيها . فالزيارة الرئاسية لمدينة عمران حملت دلالات ومعاني كثيرة لعل أهمها تأكيد الرئيس هادي على استعادته السياسية لعمران التي كانت خرجت من حكم الدولة عندما كانت تحت عباءة جهات سياسية وعسكرية وقبلية معروفة .
كما جاء إعلان رئيس الجمهورية مدينة عمران مقراً لقيادة المنطقة السادسة العسكرية بمثابة تأكيد رئاسي على استعادة الرئيس عمران عسكرياً من جماعة الحوثي .
وما استلام اللواء الركن محمد الحاوري لمقر قيادة المنطقة العسكرية السادسة في عمران إلا دليلاً ثابتاً على صحة وصواب التوجهات الرئاسية ووطنية وتفاني وزير الدفاع ومن حوله كل القوى الوطنية في الشمال والجنوب والشرق والغرب لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وإعادة هيكلة الجيش اليمني .
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن زيارة الرئيس هادي لعمران وإعلانه أنها مقر لقيادة المنطقة العسكرية السادسة شكلت ضربة قوية لكل الذين أرادوا المتاجرة بقضية عمران .
وها هي مدينة عمران تطوي صفحة من تاريخها بعد أن كانت لعقود مضت عاصمة للقبائل ومعقلاً رئيسياً لقبيلة حاشد وما شكلته عبر التاريخ من مركز قوى موازٍ للدولة، نجد عمران اليوم مقراً لقيادة المنطقة العسكرية السادسة .. فهي لم تعد عاصمة للقبائل، بل مدينة يمنية ضاربة في جذور التاريخ تعتز باحتضانها لأبناء القبائل التواقين شأنهم - شأن غيرهم من أبناء اليمن - إلى بناء دولة اليمن الاتحادية .. دولة العدالة والمساواة .. دولة المؤسسات والنظام والقانون .