مساء الخير لاخواننا في الجنوب والشمال : مساء الخير لعزائمكم, لصمودكم, لصبركم, لشراستكم, وبسالتكم الخارقة . .. أيها الأبطال الأشاوس .. لقد أثبتم للعالم بأنكم أبطال ومقاتلون شرسون, ولكن .. ما فائدة هذه الروح المتوهّجة وهي تحرق نفسها, ما الحاجة لسواعدكم الجبّارة وهي تنهش بعضها, وما جدوى أن تقتل أخاك وتحرق أرضك وتُدمّر بلدك وتُدمي نفسك .. لتُفرح العدو الجبان وتسعده؟! .. عندما قَتل قابيل هابيل بكاه سبعين عاماً, وأنت تقتل أخاك وتنتشي بالفرح ويصيبك الغرور, تصفه بالداعشي وينعتك بالرافضي, وأكبر من ذلك كله أنك تكبّر وهو يكبّر, وكلٌ منكم يذبح أخاه باسم الله !! .. هذا "الله" الذي تقتلون بعضكم البعض باسمه وعلى نيته، ليس ربّنا الذي حرّم القتل وجعله من أكبر الكبائر, إنما هو رب مشائخكم الذين يقودونكم إلى المحرقة دونما رحمة أو شفقة. إنه إبليسهم "وهم" وكلاؤه في الأرض. إنهم جنود الشيطان وعبيده ولايخدمون بدمويتهم أحداً سواه, وأنتم أيها المقاتلون الأبطال أكبر ضحية ومن بعدكم الشعب والوطن. .. سيتهمني الطرفان بأنني ساويت بين الجلّاد والضحية, باعتبار أن كل طرف يرى نفسه الضحية ومن حقه الدفاع عن نفسه أمام الجلاد , أُقسم أنكم جميعاً ضحية للوبيات قذرة تعمل في وضح النهار, تخيلوا للحظة فقط .. لو أننا نعيش بلا قياداتكم العفنة والمقززة التي تحتفظ بأبنائها وتتاجر بدمائكم, كيف سيبدو واقعنا مختلفا وجميلاً, كيف سنحتفظ بسلاحنا لنغرزه في صدور الغزاة لا في صدور بعضنا!! .. ختاماً .. ألا ترون بأن جميع هذه القيادات هي التي شنّت الحروب ضد الجيش وفرّقت شمله, ومن ثمّ زرعت بذور الحرب الأهلية لتجني غداً من دمائكم كرسي العرش أو بعض المقاعد في حجرته, أنها في نهاية المطاف ستتفق وتتصالح وتتصافح وتلتقط الصور, ولكن بعد أن تحصد أرواحكم وتمنحكم لقب "شهيد" , أفيقوا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.