span style=\"color: rgb(255, 0, 0);\"span style=\"font-size: medium;\"حياة عدن/أنيس منصورspan style=\"font-size: medium;\" مع اتساع رقعة مطالب الشعب اليمني بتنحي صالح وإسقاط النظام في ثورة سلمية شعبية أسقطت كل المشاريع ظهر الرئيس اليمني "علي عبدا لله صالح" في أسابيع الثورة الأولى. ومع اشتداد الضغوط الداخلية والخارجية التي تطالبه بالتنحي عن السلطة، إلى تحريك ملف القاعدة، بداء أولا باتهام خصومه بالتحالف مع هذا التنظيم، ووجود مسلحين في ساحات التغيير والحرية والمعسكرات المؤيدة للثورة الشبابية الشعبية، وتحدث ثانيا ان القاعدة تتواجد في الفرقة الأولى مدرع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر، وتارة أخرى بالتهويل من خطر القاعدة ولم يكتف "صالح" بهذا المنطق التخويفي فظهر في خطاب بمناسبة العيد الوطني في 22 مايو، قائلا ( أن القاعدة ستسيطر على خمس محافظات يمنية في حال رحل عن الحكم، وفق خطة اتفاق المبادرة الخليجية، وقال موجهًا خطابه لأميركا ودول الاتحاد الأوروبي، ردًا على دعوته لتوقيع المبادرة الخليجية، أقول : " للأصدقاء الأميركيين وفي دول الاتحاد الأوروبي ، إن القادم سيكون أسوأ، وإذا رحل النظام فإن تنظيم القاعدة سيسيطر على خمس محافظات، هي الجوفومأرب وشبوة وحضرموت وأبين". وحده الرئيس "صالح" من يملك مفاتيح القاعدة وتتوالى المستجدات والزخم الجماهيري المطالب برحيله بالمقابل ساد الهدوء والمواجهة مع من يصفهم النظام بالقاعدة منذ بداية الاحتجاجات، وكانت محافظتي أبين وشبوة تشهد أحداث جنائية وقبليية، فسارع الإعلام الرسمي إلى الإعلان عنها وتضخيمها على أنها تحركات وافتعالات لتنظيم القاعدة ، وبعد أسبوع فقط على الخطاب الصالحي. سقطت مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين "جنوب اليمن" بالكامل في أيدي 150مسلح ممن يسمون أنفسهم (أنصار الشريعة ) اقتحموا المدينة ودخلوا عبر نقاط أمنية وعسكرية واستولوا على المقرات الحكومية وأربعه معسكرات بكل عتادها الأمني والعسكري وهي ومعسكر الشرطة ومعسكر النجدة ومعسكر والأمن المركزي ومبنى جهاز الاستخبارات والاستيلاء على أموال البنك والبريد ، بعد انسحاب مفاجئ ومريب للقوات والحراسات التي كانت تتواجد فيها والاستيلاء بكل سهوله على عتاد وأسلحة عسكرية في منزل مدير الأمن الذي ظل قرابة أسبوع مقر لعمليات هذه الجماعات ودخلت خلالها في معارك بمناطق الكود ودوفس كانت نهايتها استسلام قوات المنطقة الجنوبية أو الموالية لصالح يفوق عتادها وعددها أضعاف هذه الجماعات وغنمت جماعات أنصار الشريعة أسلحة ثقيلة من مصفحات ودبابات ومدافع ورفض قادة اللواء 25ميكا الواقع على الأطراف الشرقية لزنجبار الاستسلام ورفض أوامر وزارة الدفاع بالانسحاب بل استمر يقاوم ويكشف حقيقة المؤامرة والاتصال بين أجندة النظام وهذه الجماعات وهو يوجه نداءات الاستغاثة والإمداد لوزارة الدفاع لكن لا مجيب له. وعادت أربع كتائب عسكرية من محور العند إلى وضعها السابق بعد ان أكدوا صحة الاتصال والارتباط بين أجندة نظام "صالح" وجماعات أنصار الشريعة وهربوا من محرقة هدفها الاستنزاف البشري وليس الحسم العسكري .. واستمرت المعارك بتسليح حكومي ضد اللواء 119مشاه الذي يقوده العميد "فيصل رجب" والمساند للثورة تكبد فيها الجماعات المسلحة خسائر ومع حجم الخسائر تزداد شراسة الجماعات المسلحة ومددهم. وشعر فيها العميد "رجب" ان وراء الأكمة ما ورآها وان النظام اليمني الذي اعتاد منذ سنوات استدعاء فزاعة تنظيم القاعدة، إلى واجهة الأحداث اليمنية، لاستخدامها كوسيلة ضغط وتخويف، لقوى إقليمية ودولية، بهدف الحصول على دعم سياسي أو مالي، وهي الفزاعة التي يشعر النظام بقاءه في الحكم وإجهاض ثورة التغيير ولإضعاف موقف خصومه، والحصول على دعم ومساندة إقليمية ودولية تبقيه في السلطة، باعتباره الشريك الرئيسي في مكافحه الإرهاب، ، ولذلك يجد المتابع بعد حادثة النهدين تصريحات قائد الأمن المركزي نجل شقيق "صالح" لم يفوت فرصة ولا مناسبة، إلا ويتحدث عن القاعدة، باعتبارها خطرًا كبيرًا على المنطقة والمصالح الغربية والأميركية فيها وفي العالم، مستندًا في ذلك إلى المخاوف الأميركية التي تعاظمت خلال السنوات الأخيرة الماضية، بالتزامن مع معارك زنجبار وجعار التي تضع الكثير من علامات الاستفهام وتهريب أكثر من ستون معتقل قاعديا من سجن المكلا بكل سهولة تزامنا مع وصول مبعوث الخارجية الأمريكية لمساعي نقل السلطة وانظم بعضهم لجبهات زنجبار مباشرة فلا يوجد شي يمكن للنظام اليمني ان يغطي المغالطات والاستثمار السياسي تحت يافطة القاعدة. بشهادة محافظ أبين السابق وعضو اللجنة العامة للحزب الحاكم أحمد الميسري القائل ( إن مراكز قوى في السلطة لها مصلحة مما يدور في زنجبار، وإن العناصر المسلحة التي سيطرت على عاصمة محافظة أبينزنجبار ليس لها صلة بتنظيم القاعدة، ) وتصريحات من قبل وزير الداخلية السابق "حسين عرب" بلعبه شد الحبل على القاعدة الوهمية ووقوف وزير الأوقاف "حمود الهتار" خطيبا في صنعاء الذي ترأس في العام 2004 لجنة العلماء المحاورة المعتقلين من المتهمين بالانتماء لتنظيم القاعدة، إن القاعدة موجود بالفعل داخل الأراضي اليمنية، وهذا الأمر معروف للجميع، غير أن الرئيس وبعض الأطراف في الحكومة، يعمدون إلى المبالغة في تصوير خطورته، وفي عمليات المواجهة التي تخوضها قوات الأمن اليمنية مع عناصره في عدد من المحافظات الجنوبية والشرقية، بهدف الحصول على دعم مالي لمواجهة خطر القاعدة، ودعم السلطة سياسيًا في خلافها مع أحزاب المعارضة وبعض القضايا ذات البعد الخارجي. وسبق ان وثائق ويكليكس قد عرت النظام وكشفته بأنه يتاجر بدم الأبرياء ويتكسب باسم محاربة القاعدة مع أن العلاقة بين تنظيم القاعدة ومسئولي الدولة والأجهزة الأمنية والعسكرية باتت حقيقة واقعية في اليمن ، وهناك كثير من الشواهد الجديدة نسردها لدعم الحقائق السابقة. كيف وصلت عناصر وقيادات محسوبة على تنظيم القاعدة إلى محل ثقة بل وتتبوأ مناصب قيادية في صفوف (قوات الحرس الجمهوري) التي يقودها نجل الرئيس الأكبر (أحمد علي عبد الله صالح ) حيث وصل قيادي بارز و مطلوب رقم (1) للأجهزة الأمنية إلى منصب المشرف على عمليات التصنيع لآليات الحرس الجمهوري فالمعلومات التي نشرها موقع مأرب برس تشير إلى أن (حسن جلال) أحد قيادات القاعدة من أبناء محافظة مأرب حتى العام 2008م صار مشرفاً على تصنيع العربات المدرعة التي تعرف باسم (جلال 3) وتفاخر قوات الحرس الجمهوري بصناعتها المحلية مع أنها هيكل (تويوتا لاند كروزر) تم تدعيمها بصفائح مدرعة وكتب عليها (صنع في اليمن ) وهي نفس نوعية المصفحات التي يقاتل بها الجماعات المسلحة في أبين ويؤكد ان فزاعة تنظيم القاعدة صناعية صالحيه يمنية من حيث الاستيراد والتصدير ضد الخصوم. ومع كل ما سبق ذكره وتهويل النظام اليمني عن القاعدة كفزاعة يمكن فيها ان تسقط أمريكا عبر مدينة زنجبار وخلط أوراق الثورة التي بدورها بعثت التطمينات إلى واشنطن ، وقالت إن أي نظام سيأتي بعد رحيل صالح سيكون شريكًا جادًا وفاعلاً في مكافحة الإرهاب والقاعدة.