تستضيف مدينة عدن يوم الخميس 21 فبراير الاحتفالية المليونية الكبرى لشباب الثورة احتفاءً بتحقيق أول أهداف ثورة الشباب التي أطاحت بالمخلوع صالح ونظامه العائلي وطوت حقبة سوداوية من تاريخ اليمن الحديث. الفعالية الكبرى تأتي لتعيد لمدينة عدن الاعتبار باعتبارها مدينة كونية تقبل الجميع دون فرز مناطقي أو عرقي أو ديني، كما هي عادتها لا تشعرك بالغربة و أهلها يرحبون بأي وافد إليها، هذه منحة الله التي حبا بها هذه المدينة. إننا كأبناء لهذه المدينة الحبيبة نرحب بالمشاركين الثوار لإحياء فعاليتهم السلمية الحضارية ليقدموا من عدن لوحة التعايش و ثقافة المحبة و القبول بالآخر والشراكة الحقيقية، ليمحوا من الذاكرة ما حاول البعض إلصاقه بصورة هذه المدينة من قطع للطرقات وإحراق الإطارات و الهجوم على الفعاليات السلمية والاعتداء على الأحزاب السياسية، في مشهد دخيل عليها من قبل أناس أرادوا أن يجعلوا منها ساحة صراع لكن هيهات لهم أن ينجحوا في ذلك. عدن التي جمعت في تضاريسها الجبل والبحر، و الشواطيء المفتوحة على العالم يستحيل أن يحولوها إلى قرية، ولأن التاريخ سيسطر ملحمة كبرى في 21 فبرير للانتفاض ضد مشاريع العنف والتسلط و إعادة إنتاج الماضي بنفس الوجوه، فإننا على موعد مع تصالح وتسامح حقيقيين، تسامح مع الوعي، وتصالح مع السلم والمحبة، ملحمة إسقاط (بقايا العليين)! . لقد أثبتت عدن خلال انخراطها في ثورة الشباب السلمية أنها رأس المقطورة، وهي الرائدة في العمل الثوري، وعلى ثراها سقط أول الشهداء، ومنها انطلقت ثورة المؤسسات، وأثبت شبابها الرائع كم هم على مستوى الحدث، في ترفعهم عن الانجرار للعنف الذي يريد خصومهم جرهم إليه، عامين كاملين والساحات تحرق والشباب يزدادون تمسكاً بسلميتهم، ويعتدى على فعالياتهم، لكنهم يرمون الخالفين بباقات الورد، علهم يعودوا إلى رشدهم، ويعرفوا خصمهم الحقيقي. يعتقد ثوار الجنوب أنه آن الأوان لإسقاط مخدوع الجنوب (البيض) بعد عام واحد من إسقاط مخلوع الشمال (صالح)، ليرتاح الجنوب واليمن بأسرها من شرورهم، و ليتفرغوا بعدها لبناء الدولة المدنية الحديثة التي ينشدونها، فمرحباً بثوار الجنوب في مدينة كل اليمنيين (عدن).