منذ اليوم الأول لقيام ثورة الشباب أو ثورة الشعب سمها ما شئت لكن حتما ستضيف إلى اسمها كلمة سلمية دلالة على أن الثورة اتخذت المنهج السلمي لتحقيق أهدافها . مضى من عمر الثورة إلى الأن خمسة اشهر وسلمية الثورة ثابتة وراسخة في أذهان الثائرين بالرغم من الأحداث الجسيمة التي صاحبة مسيرها وفي حقيقة الأمر لم تكن إلا اختبار صعب وقاسي للثوار على ادعاءهم أنها سلمية. نجح الثوار في هذا الاختبار بمختلف مراحله واثبتوا بالبرهان القاطع ان ثورتهم سلمية . المشكلة ان الخصم أو النظام الذي ثار الناس عليه في اليمن لا توجد كلمة سلمية في قاموسه فبدا يصعد الأحداث يوما بعد يوم وبكل وسائل التصعيد المتاحة لديه لم يدخر وسيلة شرعية أو غير شرعية لاستخدامها في التصعيد ضد الثورة ولسان حاله يقول من لا يريدني لا يستحق أن يعيش. منذ اليوم الذي اصبح وصمة عار وخزي لهذا النظام (جمعة الكرامة) والذي ارتكب النظام فيه ابشع جريمة إبادة حصلت في بلادنا لأناس مسالمين لا يحملون حتى العصى منذ ذلك اليوم والى اليوم والنظام يصعد وتيرة المواجهة بصور متعددة ولا أقول ضد الثوار في الساحات والميادين بل صعد وتيرة المواجهة ضد الشعب بأكمله. من صور التصعيد التي استخدمها النظام للالتفاف على الثورة القائمة ضده: · الالتفاف والمراوغة على الحلول السياسية والمبادرات التي طرحت عليه من عدة جهات محلية وإقليمية ودولية. · الحرب الإعلامية الشرسة التي قلبت الصورة وزورة الحقائق عبر الالة الإعلامية الرسمية. · اختلاق الأزمات ومحاربة الناس في لقمة عيشهم وأسرهم. · العقاب الجماعي للشعب اليمني بأكمله كقطع الكهرباء والمياه وإخفاء مادة البترول والديزل والغاز المنزلي وتوقف خدمات النظافة مما أدى إلى تراكم القمامة في الشوارع وانتشار الأمراض والأوبئة. · أخيرا الهجمة العسكرية الشرسة التي تشنها الويه الحرس الجمهوري التي يسيطر عليها نجل الرئيس العميد احمد علي عبدالله صالح على مناطق متفرقة أعلنت وقوفها ومساندتها للثورة مثل قبيلة ارحب ونهم والحيمة ومدينة تعز وعدن ولحج والضالع ومناطق أخرى. التصعيد العسكري تزدادا وتيرته يوما بعد يوم بشكل متسارع مما يوحي لنا أننا أمام نظام همجي غاصب لا يعترف بحقوق ومطالب الشعب ومن المستبعد ان يذعن لرغبت الشعب ويسلم ما تبقى لديه من مقدرات الشعب بطريقة سلمية . الذي أثارني لكتابة هذا المقال الأخبار العاجلة التي كانت تأتي امس بشكل متسارع وعاجل سواء رسائل الجوال أو على الفضائيات الإخبارية لما يحدث من قصف مدفعي وصاروخي على أحياء كاملة في مدينة تعز وكذلك خروج الدبابات من مرابضها في معسكر الفريجة أو ما يسمى اللواء 63 حرس جمهوري والتوغل في القرى المجاورة قصف عشوائي على المنازل والمساجد والشوارع , لم يستثنوا احد لم يرحموا شيخا مسن يئن ولا عجوز تبكي ولا طفل يصرخ ولا امرأة مفجوعة , دمروا المساجد وهدموا البيوت على رؤوس ساكنيها ظننت للحظة أنها أخبار تأتي لأحداث في غزة لكنها أخبار للأسف تحدث في بلادنا ومن يقوم بها من ابنا جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا . هذه التصرفات أو قل عنها الحماقات أو الجنون لكن المعنى الصحيح لها الإجرام لم يعد بمقدور أي عاقل أن يسكت عنها. هل من السلمية ان نبقى متفرجين على ما يحدث من جرائم إبادة بحق إخواننا في المناطق المذكورة بحجة ان ثورتنا سلمية . هل من السلمية ان نترك بقية نظام صالح من المراهقين يستفردوا بقرانا ومدننا كلا على حده وعندما ينتهي منها سيفرغ لنا وعندها نتذكر المثل المشهور ونقول أكلت يوم اكل الثور الأبيض. سؤال أوجهه للجميع لماذا تقصف المدن والقرى في تعز وارحب ونهم وعدن والضالع ولحج وأبين وغيرها من المدن ؟ ألا يستهدفون بسبب وقوفهم مع الثورة ومساندتهم لها ألا يستهدفون إلا لانهم ثاروا على الظلم والاستبداد والجوع والفقر اذا لماذا السكوت على ما يحدث لهم اليست دماءهم تزهق وبيوتهم ومساجدهم تهدم وأسرهم تشرد هذا والله خذلان عظيم. قد يظن القارئ إنني مسعر حرب ا وادعو إلى المواجهة المسلحة ! لا لست من هؤلاء ولكن لا بد من اتخاذ إجراءات سريعة من قبل شباب الثورة لإيقاف جريان الدم والخراب والدمار الذي يقوم به المراهقون قادة الحروب من بقايا النظام السابق. وقد أوجزتها في عدة نقاط. 1- الدعوة إلى اجتماع عاجل لمشايخ القبائل ووجهائها ومندوبين من أبنائها وشخصيات المجتمع السياسية والاجتماعية والقيادية لمناقشة التصعيد العسكري من قبل بقايا النظام والخروج برؤية موحدة وواضحة لما يجب عليهم القيام به كل في منطقته. 2- التوقيع على وثيقة شرف يتم التوافق على بنودها تلزم كل من يوقع عليها. 3- دعوة القادة العسكريين الذين انظموا إلى الثورة للإسراع في تشكيل قيادة عسكرية موحدة تحت أي مسمى يتم التوافق عليها فيما بينهم مهمته الرئيسة: ا- العمل على تجميع القوات المسلحة المنظمة إلى الثورة ورص صفوفهم وتنظيمهم تحت قيادة واحدة . ب- دعوة من تبقى من القوات المسلحة تحت قيادة بقايا نظام صالح للانضمام إلى ثورة الشعب ورص صفوفهم ضمن جيش الثورة الموحد.
اذا لم تنفع هذه المعالجات في كبح جماح بقايا النظام السابق وعودته إلى رشدة ففي اعتقادي ان كلمة سلمية يجب ان نفهمها بمفهومها الحقيقي فبدلا من ان ينتشر المرض في الجسد كله جراء عضو فاسد فيه لابد من عملية جراحية سريعة لاستئصاله, نعم سيشعر الجسم بألم العملية الجراحية لكن شعور وقتي سيزول تماما بعد ان يتماثل الجسد للشفاء .