الثورة في اليمن ثورة هدم وبناء ، هدم لكل ما هو سلبي ولكل ما عرقل عملية التنمية وجعل اليمن في ذيل قائمة البلدان في شتى مجالات الحياة. عملية الهدم هذه لا بد منها ، فمن غير الصحيح البناء على أساس هش أو ضعيف ولا يمكن تلميع ما هو دميم لجعله يبهر لأنه سرعان ما تظهر دمامته . لكن هناك من يريد تصوير الثورة اليمنية على أنها معول هدم فقط وهو النظام نفسه من خلال التخريب المتعمد لأجهزة الدولة وللمصالح الحيوية التي تمس حياة المواطنين ونشر الفوضى والمظاهر المقلقة كانتشار السلاح ، ليشعر المواطن أن الثورة لم تأت له إلا بالخراب ويتمنى عودة الأمن والهدوء حتى لو كان على حساب مستقبل الأجيال ، في حين أن الهدم الذي تسعى إليه الثورة هو الهدم الذي يسبق البناء، الهدم الايجابي الذي بعده يتم بناء اليمن في كل المجالات وأولها بناء الإنسان لإعادة ثقة المواطن اليمني بنفسه والتي فقدها وهو يكافح الجرعات الاقتصادية وأساليب التجهيل وتحطيم معنويات الشباب بتجاهل طموحاتهم وقدراتهم. إن شباب اليمن لديهم قدرات وطاقات تنافس القدرات العالمية لكن لم يأخذ بأيديهم أحد فلو سخرت الأموال المنهوبة في التطوير والبحث العلمي ودعم وتبني ابتكارات الشباب والدفع بهم نحو تحمل مسئولية نهضة البلد لأصبح اسم اليمن عاليا لكن ما تمارسه الحكومات المتعاقبة هو التفنن في إخضاع الشعب لخططها التنموية أي تنمية جيوب رموز النظام ومن سار خلف خيولهم . إن الثورة اليمنية الآن تتحمل مسئولية كبيرة أمام الضمير وأمام الشعب لأنها أعادت الأمل لهذا الشعب في التغيير إلى الأفضل وإمكانية بناء الدولة التي تحترم الإنسان قبل كل شيء وتسخر إمكانياتها لخدمة شعبها لا لاستخدام شعبها، ولأن الشعب لم يعد قادرا على تحمل المزيد من الإخفاقات إنما يريد النهوض والعزة والعيش الكريم في يمن جديد لكل أبنائه.