يجب أن تكون المعارضة الوجه الآخر للنظام وتقدم الآراء والمقترحات والدراسات والبرامج توجيه الحگومة بالتوسع في إنشاء المعاهد التقنية باعتبارها بوابة التنمية الحاقدون على إنجازات الوطن عاجزون عن حل مشاگلهم الأسرية فكيف سيحلون مشاكل الأمة ؟! شهد فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية صباح أمس في مضمار الحسينية للفروسية والهجن بمدينة الحسينية محافظة الحديدة فعاليات اختتام مهرجان الحسينية الرابع للفروسية والهجن والموروث الشعبي..وشارك في فعاليات المهرجان، التي انطلقت في السابع والعشرين من فبراير الماضي، أكثر من ألف متسابق ومتسابقة في مختلف الألعاب والمسابقات الرياضية والثقافية التي تضمنها برنامج المهرجان، منهم (484) خيالاً وهجاناً من محافظات الحديدة، عدن، البيضاء، لحج وأبين، إضافة إلى: كلية الشرطة، الكلية الحربية، والنادي اليمني للفروسية، ومربط الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، إلى جانب مئات الشباب والرياضيين الذين شاركوا في عدد من المسابقات والألعاب شملت الكاراتيه والكونغ فو والمبارزة والشطرنج وسباقات ألعاب القوى واختراق الضاحية، إلى جانب مسابقات ثقافية وفنية. وفي المهرجان، الذي بدئ بالسلام الجمهوري ثم آي من الذكر الحكيم، ألقى فخامة الأخ رئيس الجمهورية كلمة عبّر في مستهلها عن سعادته لحضور الفعاليات الختامية لهذا المهرجان المتميز.. وقال: مهرجان الحسينية أصبح تقليداً سنوياً، وسيستمر كذلك إن شاء الله في السنوات القادمة. ودعا فخامته دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى المشاركة في فعاليات مهرجان الحسينية ابتداءً من العام القادم، على أن يلي ذلك دعوة بقية الدول العربية للمشاركة في فعاليات المهرجان. وأشاد فخامة الأخ الرئيس بمستوى التطور الذي وصلت إليه منافسات وفعاليات المهرجان.. وقال: هناك عدة فعاليات ومسابقات هامة نلمس تطورها سنة بعد أخرى، وشاهدنا أداءها بشكل رائع في منافسات العام الأول، وتطورت إلى أن وصلت إلى مستوى أفضل خلال هذا العام، وفي كل عام سيكون المستوى أفضل من العام الذي قبله. وحيّا الأخ رئيس الجمهورية الشباب والشابات المشاركين في فعاليات المهرجان.. مثمناً في ذات الوقت جهود وزارة الشباب والرياضة ومحافظة الحديدة وكل من أسهم وأعد لهذا المهرجان الرائع والممتاز. وقال: الشباب هم أمل الأمة، وحارسها الأمين، فالشباب يمثلون عماد الحاضر والمستقبل، وعلى عاتقهم تقع مسؤوليات جسام لتحقيق تطلعات المجتمع في ميادين التنمية الشاملة. وأضاف: شعبنا يعلّق آمالاً كبيرة على أبنائه الشباب، الطاهر النظيف الخالي من عقد التشطير ومخلفات الإمامة والاستعمار، الشباب المتسلح بالعلم والمعرفة والحب والود والصفاء لهذه الأمة. وتابع قائلاً: لا مكان للحقد في عقول الشباب، ولا مكان للمناطقية أو للقروية، بل للعلم وحده الذي يحل محل موروثات التخلف والفقر والجهل والمناطقية. وحث فخامة رئيس الجمهورية الشباب والشابات على التسلح بالعلم والمعرفة.. وقال: هناك توجيهات لدى الحكومة بالتوسع في إنشاء المعاهد الفنية والتقنية والمهنية باعتبارها البوابة الحقيقية لعملية التنمية، وكذلك كليات المجتمع كونها تمثل المدخل الحقيقي للتنمية.. وأكد أنه بالعلم وحده تُبنى الشعوب تنموياً وثقافياً واقتصادياً وجسمياً، فالشعوب المتعلمة لا تلتفت إلى الخرافات والخزعبلات.. ولفت فخامته إلى أن شعبنا عانى الأمرين قبل قيام الثورة تحت قبضة من تسلطوا عليه ردحاً من الزمن نتيجة التخلف وعدم وجود العلم.. وقال: لو كان هناك علم وثقافة وتعليم لما عانينا من موروثات التخلف والجهل، التي تعد من أبرز مخلفات الحكم الإمامي الرجعي والاستعماري البغيض. واستطرد قائلاً: مازلنا ندفع ثمن هذا التخلف على الرغم من أننا قطعنا شوطاً رائعاً منذ قيام الثورة اليمنية المباركة في مجال التعليم، وعلى وجه الخصوص في الأعوام الماضية من خلال تعاظم الإنجازات التي تحققت على صعيد التعليم جامعياً وتعليماً أساسياً وثانوياً ومهنياً وتقنياً، وأصبحت اليمن اليوم في عهد مشرق بنور العلم والمعرفة وتنتشر على أرجائها المختلفة منجزات التعليم. ودعا الأخ الرئيس أولياء أمور الشباب إلى الدفع بأبنائهم وبناتهم إلى التعليم.. موجهاً الحكومة بالاهتمام بالتعليم والمعلمين، بما من شأنه تحسين مكونات التعليم. مشدداً في ذات الوقت على ضرورة الاهتمام بالمعلمين باعتبارهم حملة مشاعل العلم والمعرفة، وعلى عاتقهم تقع مسؤولية تنشئة أجيال المستقبل. ووجه فخامة الأخ الرئيس الحكومة باعتبار اللغة الإنجليزية مادة رئيسة في الجامعة وفي التعليم الأساسي.. وقال: نحن سنتعامل مع العالم الخارجي والعالم المتحضر فيجب أن تكون مادة اللغة الإنجليزية من المواد الرئيسة في التعليم، وتعدل المناهج على ضوء ذلك.. ودعا فخامته جميع أبناء الوطن إلى إشاعة المودة والمحبة فيما بينهم، والتخلي عن عقد الماضي، وتجنب الحقد والكراهية. وقال: لا تُبنى الشعوب بالحقد والكراهية وإثارة الفوضى والبلابل، وإنما تُبنى بالمودة والمحبة والصفاء والصراحة. وأضاف: ما أجمل الديمقراطية في بلادنا، وما أروعها، ولذلك يجب أن نحافظ عليها، وألا نجعل منها معولاً للهدم ولكن للبناء، لا معولاً للتحريض والتخريب، فنحن نرفض مطلقاً كل معاول الهدم والتخريب من أجل الوصول إلى السلطة. وأردف قائلاً: اوصلوا إلى السلطة بطرق مشروعة، وبطرق دستورية، وبطرق قانونية دون أن تحملوا معول الحقد والكراهية لهذا الوطن، فالوطن جاء بكم لأن تكونوا خداماً له، وأن تبنوه طوبة طوبة، ولا تحملوا معول الهدم والكراهية. واستنكر فخامته ظهور بعض الأصوات النشاز، وقال: هناك أصوات لا تخدم الوحدة الوطنية، ولا تخدم الصفاء الاجتماعي، أصوات غير مسؤولة، حاقدة ومريضة، عاجزة حتى عن إدارة نفسها، وغير قادرة على حل مشاكلها فكيف تحل مشكلة شعب؟ فإذا كان مثل هؤلاء غير قادرين على مشاكلهم الأسرية فكيف يمكن الركون عليهم في حل مشاكل الأمة؟.. وتساءل فخامة الأخ الرئيس.. هل يمكن إعادة عجلة التاريخ إلى عام 1985 مثلاً، أي هل يمكن إعادة الأسعار إلى ما كانت عليه، أو سعر صرف الدولار إلى ما كان عليه في ذلك العام، وغيرها كأسعار القمح والمواد الأخرى إلى ما كان قبل 85م أو عام 90م أو 2001م أو 2002م..؟ بالتأكيد لا يمكن ذلك، ومن يزايدون بإمكانية ذلك إنما هي شعارات كاذبة لتضليل عامة الناس، وإيهامهم بأنهم البديل.. وقال: البديل سيكون أسوأ مما هو موجود، فإذا كان الكيس الدقيق اليوم بسبعة آلاف ريال فإذا جاؤوا هم بديلاً ووصلوا إلى السلطة سيوصلون السعر إلى عشرين ألف ريال، لأنهم ليس لديهم معرفة وخبرة بإدارة الدولة، ولا يعرفون إدارة سياسة.. مشيراً إلى أن كثيراً منهم ما زال متأثراً بمخلفات الاستعمار والإمامة والمدارس المغلقة من مدارس طالبان.. ونبّه فخامته من خطورة الارهاب وآثاره المدمرة على الاقتصاد الوطني.. وتساءل قائلاً.. هل تريدون أن نكون كطالبان، أم تريدون أن نصبح صومالاً أو عراقاً؟!.. وأضاف: قولوا لهم: لا، لا، وألف وألف وألف لا.. لا للعودة إلى الماضي التشطيري، لا للعودة إلى المناطقية، لا للعودة إلى القروية. وتابع قائلاً: البلد موحّد، والبلد في أمن وأمان، ولن يحدث له شيء، و كل ما نراه زوبعة وبقايا حقد من موروثات تشطيرية، وموروثات إمامية، وموروثات تخلف. ومضى قائلاً: نعم للأمن والأمان، نعم للاستقرار، نعم للتنمية، نعم للتعليم، نعم لبناء جيلٍ خالٍ من العقد والأمراض الاجتماعية.. هذا ما نريد أن نبني وطناً على أساسه، ولتتكاتف وتتضافر الجهود لكل الوطنيين وكل الشرفاء سواءً في السلطة أم في المعارضة من أجل بناء اليمن المشرق، وتعزيز التنمية الشاملة في الوطن. وقال ألأخ رئيس الجمهورية: يجب أن تكون المعارضة هي الوجه الآخر لنظام الحكم، وتقدم الآراء والمقترحات والدراسات والبرامج والسياسات. وتابع قائلاً: إذا أنت ما قدرت تفلح في المجالس المحلية والرئاسية والنيابية، كيف ستفلح والشعب قال لك: أنت لست محل ثقة.. وخطابك السياسي منفر لعامة الناس، ولا يمكن أن يقبلوه أو يأمنوا على أعراضهم وممتلكاتهم وأنت مازلت تزرع الحقد والكراهية على الطريق التي تمشي عليها، رغم أنها منجز تنموي، وطريق أسفلتي مكون من خطين وُجدت في خدمتك، وأنت تكايد وتحقد عليها، وتقول: هذه رفاهية.. وتشاهد السيارة وتقول: هذا غلط، نمشي على الجمل.. وتشاهد الكهرباء منورة وتقول: هذا بذخ، نعيش على الشمع. كلمة وزير الشباب والرياضة وكان وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد قد ألقى كلمة، بارك فيها باسمه وباسم المشاركين في المهرجان حضور فخامة رئيس الجمهورية. وأكد حرص الوزارة على رعاية هذه المواهب الشابة وبنائها وتوفير الإمكانات اللازمة لها لصقل مواهبها وتطوير قدراتها وإتاحة المجال أمامها للمشاركة في المنافسات الرياضية والثقافية وتحقيق السبق على المستوى العربي والدولي، ترجمة لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية بضرورة الاهتمام بالشباب والمبدعين وبناء الإنسان.. وأعلن الوزير عباد أنه سيتم إنشاء نادٍ للفروسية في منطقة التحيتا والمغرس في إطار الاهتمام برياضة الفروسية وبما يكفل تطويرها والحفاظ على الخيول اليمنية الأصيلة وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة العريقة والمرتبطة بإشراقة التاريخ اليمني العربي المسلم وتحقيق أمجاد الفرسان الأوائل من أبنائنا الأنصار والفاتحين الذين حملوا راية المجد والعروبة والإسلام إلى كل أصقاع المعمورة. وأعرب وزير الشباب والرياضة عن أمله في أن تتيح المنافسات الرياضية والثقافية والإبداعية التي شهدها المهرجان على مدى عشرة أيام الفرصة لخلق أبطال وفرسان ومبدعين يثرون واقع الوطن بتفوقهم وإبداعاتهم، ويرسمون للغد صورته الزاهية من خلال إحياء الموروث الشعبي الفني والمتنوع، والمحافظة عليه وتطويره ليس في محافظة الحديدة فحسب بل وفي كل أنحاء الوطن من خلال المشاركات المستقبلية لهؤلاء المبدعين في شتى المحافل الإقليمية والدولية. بعد ذلك جرى استعراض جوي بالمظلات للفرق المظلية، وانطلق سباق الحمام الزاجل من محافظة الحديدة وصولاً إلى محافظة عدن. كما ألقيت قصيدتان شعريتان للشاعرين محمد المعافى وهبة الله علي شريم، أشادتا بالمنجزات التي تحققت لبلادنا في ظل فخامة الأخ الرئيس، وفي مقدمتها الوحدة الوطنية المباركة في الثاني والعشرين من مايو. وقدم أكثر من 160 مشاركاً اللوحة الفنية لأوبريت (واخيّال)، من كلمات وزير الشباب والرياضة حمود عباد، وألحان الفنان شرف القاعدي. ومرّت من أمام المنصة الرئيسة للمضمار فرق الرقص الشعبي والألعاب التراثية والفرسان والهجانة المشاركون في المهرجان، إيذاناً ببدء منافسات سباق الفروسية والهجن.. وفي ختام المهرجان كرّم فخامة الأخ رئيس الجمهورية، ومعه وزير الشباب والرياضة ومحافظ الحديدة، الفائزين بالمراكز الأولى في مختلف المسابقات والألعاب. وكان فخامته قد قام بجولة حول المضمار، حيا خلالها الجماهير الحاضرة والمتنافسين. حضر المهرجان رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، ونائب رئيس مجلس النواب أكرم عطية، ومستشار رئيس الجمهورية الدكتور حسن محمد مكي، والوالد المناضل عبدالسلام صبره، ومحافظ محافظة الحديدة أحمد عبدالله الحجري، وعدد من الوزراء، وأعضاء مجلسي النواب والشورى، ومسئولو المكاتب التنفيذية، وأعضاء المجالس المحلية في عموم مديريات المحافظة، وقيادات فروع منظمات المجتمع المدني والمنظمات الجماهيرية والإبداعية والنسوية، وجمع غفير من أبناء محافظة الحديدة، وحشد من الشباب والرياضيين من عموم محافظات الجمهورية. وكان فخامة الأخ الرئيس قد تفقد أحوال المواطنين في مديريتي المنصورية وبيت الفقيه الذين اصطفوا على جانبي الطريق لتحية فخامته والترحيب به.. معربين عن سعادتهم لزيارته لمناطقهم وتفقده لأحوالهم وتلمس احتياجاتهم عن كثب. وقد تبادل الأخ الرئيس معهم التحايا، ووجّه الجهات المعنية بحل قضاياهم، وتلبية احتياجاتهم في إطار خطط المجالس المحلية.