علي عفاش ونظامه ظل (يغرزنا) ويلوك (الوحدة) صباح مساء حتى كرهناها، وثوار الحراك على نفس الإيقاع واللحن يلوكون (الجنوب) ونقترب من نفس المآل. يتباكون عن الهوية ويتبرؤون من يمنيتهم، ويتحدثون عن استعادة الدولة ويرفعون علما لا وجود له في ملف الأممالمتحدة، يحتفلون بعيد الاستقلال ويرفعون راية المشروع الذي سحقه يوم ال30 من نوفمبر، يحيون ذكرى ثورة 14 أكتوبر ويبرزون رايات السلطنات والمشيخات التي ألغتها الثورة. ست سنوات وهم يتصالحون ويسامحون دون أن يتمكنوا من صياغة ميثاق شرف يلملم كياناتهم المتناحرة وشتاتهم المتفرق في القرية و المديرية الواحدة. يا أهلنا وأحبتنا من أنصار الحراك الجنوبي ، لست ضد حقوقكم، معاذ الله، لكنني ضد العبث والخلاف والتناحر والتخوين ، ضد أن تكونون أدوات هدم ومصدر حقد ضد بعضكم بعضا، ضد أن يتحول نضالكم السلمي إلى ساطور ضد ربيع الثورة، ضد أن تتحولوا إلى كيانات بشرية مفخخة تهاجم ساحات الثورة في عدن والمكلا وهؤلاء جنوبيون بامتياز. يا هؤلاء التاريخ تغير، المرحلة تبدلت ، كونوا في وسط الربيع ولا تقفوا ضد التيار فيجرفكم خارج الخارطة السياسية، أجزم أن مطلبكم المتعثر ست سنوات لن ير النور ولهذا أشفق عليكم من الإحباط من العقد. أنا لا أستهين بنضالكم لكنني أثق أن الجنوب كما تريدونه في الظرف الدولي الحالي يستحيل أن يوجد، ولأجل أن تتحقق ما تسعون إليه فالواجب أن يتغير العالم إقليميا ودوليا قبل أن تغيروا الداخل. الجنوب عمليا سيؤدي إلى الجنون، والعالم لن يصغي للمجانيين المغردين خارج التاريخ، وست سنوات لم تستطيعوا خلالها قيادة نضالكم وإدارة اختلافاتكم هي مؤشر أنكم مشروع لا يقبل الحياة، لسبب بسيط وهو أنكم تريدون العودة إلى الماضي وبأدوات الماضي البالية (البيض والعطاس وعلي ناصر) ، وهي لعنة ستطاردكم مادمتم على هذا، فالربيع العربي الكاسح يسدل الستار عن الخريف وانتم تصرون على رفع أوراق متساقطة ويابسة. ختاما قال جار الله عمر: الذي يحصر نفسه في الجغرافيا يخرج من التاريخ.