كم هي بسيطة أحلام المواطن في عدن تكاد لا تذكر أمام أحلام المواطنين في الدول المتقدمة ، وصل الحال بالمواطن اليمني بشكل عام والعدني على وجه الخصوص يحلم بمجرد العيش براحة ومفهوم الراحة عنده لا تتعدى راتب شهر يكفيه ليسدد قيمة مشتر وات البقالة وفواتير الماء والكهرباء والتلفون وان يتعلم أولاده فيما يسمى مجازا مدرسة وأقول(( في ما يسمى)) لان مدارس عدن معظم ما يحدث فيها لا يمت إلى التربية والتعليم بصلة .مجموعة أحلام صغيرة هي من ضروريات العيش . وفي الآونة الأخيرة زاد حلم لتلك الأحلام وهو أن ينام دون أن يسمع صوت طلقات رصاص .لن استرسل كثيرا بتلك الأحلام الصغيرة فالكل يعرفها .
وتتمحور أسئلة المواطن العادي في أمور مثلا : متى يزيد الراتب ؟ هل ستنخفض أسعار المواد الغذائية ؟ من أين احصل على غاز أو ديزل بسهولة ؟ كم سنة أحتاج لأجمع قيمة بقعة فوق جبل أو في الصحراء ؟ متى ترفع القمامة من شارعنا ؟ متى يمشي الباص في الشارع الرئيسي بالمعلا ؟
وهناك أمور تتصدر الصحف والمواقع الالكترونية واللقاءات والمؤتمرات والغرف المغلقة التي تتبنى الحوارات وهذه الأمور لا يكترث لها المواطن كثيرا ولا يؤمل عليها ،مثل هيكلة الجيش ،و إقالة القادة واستبدالهم ، وأين سيذهب علي صالح هل يذهب أم يبقى على رأس المؤتمر ؟هل سيكون للرئيس هادي نائب ؟، في أي محافظة يكون المحافظ إصلاحي وفي أيها يكون مؤتمري ؟ كيف يكون التعامل مع الحراك الجنوبي ؟ وكيف الخروج من ورطة الحوثي ؟ ما العمل مع عائلة المخلوع وكيف يتم خلعهم بدون معاونة أمريكية ؟ وكيف التخلص من وصاية أمريكية تلوح بالأفق ؟
المواطن العادي مثقل بهمومه وشعاره في ذلك افعلوا ما شئتم واتركونا نعيش ، في حين أن الثورة التي سببت كل ما يدور حوله الكلام وكل ما انتزع من استحقاق سواء طبق على أرض الواقع أو ما زال على الورق ، انطلقت لعيش المواطن بكرامة .
كل ما ذكرته ليس تخيلا وإنما من خلال معايشة يومية لأحوال الناس ، ولم أورد ذلك كشيء خارق للعادة أو خبر جديد للقراء إنما لأوجه رسالة لأصحاب المعالي بان ينظروا إلى المواطن بعين رحيمة ويستعجلوا الأمور التي تمس حياة المواطن مباشرة - أمنه واستقراره ومعيشته - لأنه خلال عملية التغيير والغربلة والرفع والخفض لن يدعم ذلك سوى المواطن الذي يلجأ إليه أصحاب القرار عند تمرير قراراتهم التي تحتاج إلى شعبية ورأي عام في الشارع لتكتسب مصداقية . قد يكون المواطن هو الحلقة الأضعف في الحسابات السياسية لكنه هو من يحتاج إليه السياسيون في أي تسوية .