- عدن- لحج خاص من وجيه العييري: يترافق شهر رمضان سنويا مع غلاء في الأسعار بصورة كبيرة تثقل كاهل المواطنين ، رغم أن الأسعار في تصاعد مستمر طوال العام . وفي هذا الاستطلاع يتحدث عدد من المواطنين من سكان محافظتي عدنولحج ل " التغيير " عن الأوضاع المعيشية في رمضان . كان بداية الحديث مع الأخ فاضل زين محمد من أبناء محافظة عدن حيث قال: كما تعلمون ونعلم أن شهر رمضان هو شهر كريم وشهر المحبة والإخاء والتسامح لكنه جاء والمواد الغذائية الاستهلاكية غالية والدقيق كذلك غير متوفر ويظل المواطنون يبحثون عنه، فعندما نذهب إلى المؤسسة الاقتصادية يقولون لنا روحوا شركة هائل وعندما نذهب إلى شركة هائل « يردوا لنا ما فيش!» فالكيس الدقيق حالياً ب«6400-7000»ريال في محافظة عدن وسبق للمؤسسة الاقتصادية في الأسابيع الماضية أن باعت الكيس الدقيق ب«5300» وفوجئنا هذا الأسبوع بعدم وجوده في المؤسسة الاقتصادية. وأضاف فاضل أن أسعار المواد الغذائية تزداد يوماً بعد يوم وبشكل مستمر دون رقيب أو حسيب على سبيل المثال فتحت إحدى الشركات قبل شهر رمضان متجراً لتوفير جميع احتياجات رمضان من مواد غذائية وأدوات منزلية وغيرها وعندما ذهبت إلى ذلك المتجر لشراء درزن فناجين كان قيمته 200 ريال بعد ذلك ذهبت مره أخرى لشراء نفس الصنف فوجئت بزيادة سعره 100 ريال عن سعر اليومين السابقين أي 300 ريال كذلك أسعار التمور بلغت قيمتها بين (9-10)ألف ريال للصفيحة زنة(20كجم)بزيادة(2800)ريال عن العام السابق كما تراوح سعر الكيلو مابين(400-600)ريال.اما سعر الخضار فقد ارتفعت فجاءه هي الأخرى وبلغ سعر الكيلو البسباس 500ريال وحزمة الكراث الصغيره الى20ريال بعد ان كانت ب10ريال والبطاط ب150ريال للكيلو وكذلك الطماط 150ريال للكيلو والكوسه ب100ريال والحبه الكوبيش بين300-500ريال. فهذا يعني أن التجار هم المتلاعبون بالأسعار في ظل عدم وجود رقابه عليهم وهم من يمتصون دماء المواطنين.فالتجار البائعون بالجملة والتجزئة يمارسون البيع بمزاجية دون وجود لائحة تنظيمية تحدد عملية البيع وقيمة كل سلعة في جميع المحلات التجارية ومن المفترض على الحكومة والسلطة المحلية ان تعمل على مراقبة التجار المتلاعبين بالأسعار وضبط كل من يخالف وعليها أن تتبنى الموضوع بشكل إيجابي من أجل توصيل السلع الأساسية للمواطن بالسعر المعقول وتعيد نشاط القطاع العام الذي قد كان على وشك الانتهاء وذلك من أجل ضمان عيش المواطنين مقارنة بالدول الأخرى ليس المتقدمة وإنما النامية . أما الأخ اوحد عبد الحكيم من محافظة لحج منطقة صبر فقد قال عن الأسعار حدث و لا حرج جميع المواد الرمضانية متوفرة في الأسواق و لكن قليلون هم القادرون على شرائها و زد على ذلك افتتاح المدارس . ما تدري تشتري الأدوات المدرسية و الا تشتري مواد غذائية لرمضان الله يعيننا ويعين الناس جميعا " كانوا يفرحون بقدوم رمضان و لا زالوا يفرحون بالشهر الكريم و لكن العبء ثقيل على الفقير و المسكين و حتى متوسطي الدخل أعاننا الله على صيامه و قيامه ووفقنا لحضور أوله و آخره و أعاده الله علينا و عليكم و نحن جميعا في حال أفضل آمين. فيما يقول جمال احمد علي غالب من أبناء محافظة لحج : غلاء الأسعار يلمسه الجميع يا أخي هذه الأيام في كل المواد الغذائية وغيرها من المواد فشهر رمضان المبارك ضيف كريم على الأمة الإسلامية جميعا ولكن يشغل تفكير كل مؤمن هذه الأيام هو كيف سيقضيه الفقير الذي لا يملك قوت يومه بالذات في هذا الشهر فهل سيخافون التجار الله في هذه الفئة من المجتمع اليمني وسيسعون إلى إسعادهم في ظل حكومة فاسدة عليها مسؤولية سعادة شعبها ولكنها اليوم تذله وتهينه وتسرقه وتنهب أمواله فيجب أن تؤدوا الأمانة الملقاة على عاتقكم أيها الصحافيون ويجب أن تفضحوا كل التجار الجشعين والمتلاعبين بأقواتنا دون أن تتوفر عليهم الرقابة من قبل الدولة التي كأن الأمر لا يعنيها في الأول والأخير هي راضيه عن ما يفعلوه التجار فالمثل فال السكوت علامة الرضى .كما قال في حديثه بان هناك احتكارات كبيرة في ما دتي القمح والدقيق يقوم بها العديد من التجار حيث تذكر المعلومات التي حصلنا عليها ان هناك (160,600)طن من القمح والدقيق هي محتكرة لدى عدد من التجار الأمر الذي يزيد من صعوبة الأوضاع المعيشية للمواطن الذي أثقل كاهله بمثل هذه الأمور أضاف في ختام حديثه إلى أن هذا الأمر يتطلب من الحكومة أن تقوم بدورها بالشكل المطلوب لعلها تخفف من الأعباء التي ترمى فوق المواطن. حتى التجار الصغار .. ! أصحاب محلات بيع المواد الغذائية لم يكونوا بمنأى عما يحدث فقد طاولهم الخطر وهددهم الفقر بعد أن كانوا في حالة يحسدون عليها صاحب البقالة عبد الرحمن جرجره- من محافظة عدن يصف هذا الارتفاع المستمر في الأسعار ويقول: " هذه الجرع أثرت بشكل كبير على تجارتي فزبائني هم مواطنون عاديون أوفر لهم في هذه البقالة مواداً أساسية وأخرى مكملة لهذه المواد.. الآن أصبحت هذه المواد بعد الارتفاع في السعر مهددة بالتلف لأن الناس أعرضوا عن شرائها واكتفوا بالقوت الضروري الذي أصبح هو الآخر حسب المنال فبالكاد يحصل عليه المواطن" ويضيف " قلَّت مكاسبي بشكل كبير وقل البيع وارتفعت الأسعار وأصبح من الصعب إقناع الزبون بأن هذه السلعة ارتفع سعرها لأنه تعود على شرائها بسعر منخفض وقد يكون غير قادر على دفعه". ووصف(جرجره) الحالة التي يعيشها الشعب اليمني بالمجاعة الحقيقية وبيّن الفرق بين مكاسب الماضي ومكاسب الآن حيث يقول: "خف الربح حوالي 70% لأن المواطن استبعد من حياته بعض الأطعمة لارتفاع أسعارها وقد تكون ضرورية *قصة الراتب والكيس.الكيس القمح هو الشيء الجميل الذي نتغنى به حيث أصبح على كل لسان، وحديث الشارع يكرر اسمه بين الحين والآخر (طلع الكيس) (ارتفع الكيس) وهذه هي لغة المواطن اليمني الأخيرة- أحد العسكريين يتحدث عن راتبه وكيفية توزيعه بالقول: "آخذ في الشهر الواحد أربعة أكياس قمح ب(28 ألف ريال) وراتبي 26 ألف استمر في البحث عن الألفين ريال أكثر من ثلاثة أيام ويتم حجز كيس قمح رهينة حتى تأتي الألفين" ويضيف بحثت عن عمل آخر كي أغطي عجز المعيشة ومسايرة أمور الأسرة التي تبلغ 10 أفراد لو قسمت عليهم راتبي من ثلاثة ألف ريال ما كفى الراتب ولا كفت الثلاثة الألف حتى العمل أصبح هو الآخر معدوماً ما يأتي إلا بالقوة، وأصبحت حياتنا فقط (يا الله نوفر الكيس البر). وأنا أتحدث عن غلاء الأسعار وارتفاع الضغط النفسي وازدياد الجوع حاولت التخاطب مع صاحب بقاله في محافظة لحج وعندما دخلت المكان وسألته عن حاله رد بقوة لا حال لي أذهب واتركني بعد حالي.. هكذا أصبح حال المواطن اليمني في هم وغم وضجر طوال الوقت لا يريد التحدث إلى أحد ولا يشغله سوى الكيس القمح.. هذا صاحب بقاله فكيف بالعاطل عن العمل الذي لا دخل له يقول صاحب البقاله " لا استطيع أن أوفر من تجارتي قيمة كيس قمح وأنا الآن أعطي أسرتي بالكيلو "دقيق" وكل زبائني بالكيلو لأن الحال ما يسمحش أخذ كيس قمح كامل ب(7000) ريال، وطالب بالقول "نريد استقراراً في الأسعار" وأكد أن هذا التلاعب جعله يقلع عن شراء أكثر السلع رغم طلبها خوفاً من الخسارة، وأشار إلى أن الحركة التجارية جامدة تماماً، وفتح درجه وأخرج منه مبلغ (4000) ريال وقال هذا كل محصول اليوم، وقد تردد عليه بحسب ما أكد مراراً في أخذ أسرته والذهاب بهم إلى البحر أو البحث عن مجزرة تريحه وتريح أبنائه من هذا الوضع المرير بحسب قوله. وكان آخر المتحدثين الأخ محمد سالم محمد شائع قال نحن واقفون عن العمل من أول رمضان في هذا الغلاء الفاحش الذي أكل الأخضر واليابس حتى وان كنا نعمل فالدخل لا يغطي حاجتك في هذا الغلاء ونحن نطلب من منظمات المجتمع المدني أن ترفع تقارير عن حال المواطن اليمني إلى منظمة حقوق «الحيوان» ليس الإنسان لأن ما تقدمة الدول المتقدمة للحيوان نحن نريده هنا للمواطن اليمني... وراضين بذلك. فالمعيشة أصبحت صعبة في بلادنا «كالأنعام بل هم اضلُ سبيلاً» بالإضافة إلى احتياجات رمضان كثيرة والعيد قادم والبطالة جعلت لُقمَةْ العيش صعبة الحصول عليها فإذا كان الغلاء عالمياً كما يزعمون فنحن نستطيع أن نواكبه بالعمل والحصول على فرص عمل لا بالبطالة ولا ندري أين وعود الرئيس التي قطعها على نفسه قبل الانتخابات الرئاسية التي جرت في 20 سبتمبر عام 2006م حينما كان يقول « لا بطالة لا جرع بعد اليوم » ويحق لنا أن نتساءل أين تلك الوعود التي ربما ذهبت مع جفاف المطر ولم تهب الرياح بعد؟