مجيدة محمدي ما أقبحَ هذا الصمتَ، الأسودَ ، كالقطرانِ المسكوبِ على لسانِ الحقيقة، هذا الذي ، يغتسلُ بالبياناتِ الرسمية، ويضعُ ربطةَ عُنقٍ ، مصبوغة في دمِ الأطفال… ما أقبحَهُ، حين يُقيمُ صلاةَ الحيادِ في معابدِ العارِ المتأنّقِ بكلماتٍ مطاطيّةٍ تغلفُ النفاقَ بورقِ السّلُفان. أيُّها الساترُ لِجُبْنِ العالم، و الخنجرٌ المسنون في خاصرةِ الحقيقة، المغرق للمعاني في قعرِ الخذلانِ باسم الدبلوماسية … في غزّة، يموتُ الهواءُ مختنقاً ، من فرطِ زفرات المجازر، وتُطْعَنُ الشمسُ، كلّ صباحٍ ببلاغِات الأسفِ العميق… في غزّة، ينام الطفلُ على ظلِّه، ويردد اسمَهُ على نفسه كي يُقْتَلَ به، و يكتبُ على الترابِ "أنا حيّ"، فتمحو الطائرات الكلمةَ وتذرُّها رمادًا على أرواحِ العابرين. ما أقبحَ هذا الصمت…المتمسح بالعار… ما أصغرَه أمام جفنِ الشهيد ، فالأم لم تَعُدْ تَعرف كم عددَ القُبَل المؤجَّلة على جبينِ العريس العائدِ في الكفن. فيا أيّها الستارُ المُخيفُ على مسرحِ الجريمة، متى تتعلّم أن تكونَ شريفا؟