خالد سلمان لايكفي هذه المدينة أن تلبس ثوب الحزن الأسود كلما تم قتل أسود ، لا يكفي تعز أن تلعن صباحها الكحلي ونهارها الحامض،إن تشكو موتها اليومي ثم ترمي احمال حزنها في ديوان قات ، تسلم روحها المكلومة لساعة سليمانية تحلق بها في فضاء الغيبوبة وكلاحة اللحظة غير المرئية. لايكفي تعز أن تبكي احلامها المجهضة سرقة ريادتها ، ورميها من شاهق قصيدة إلى حضن عصابة، ومن حرف معرفة إلى فوهة بندقية. تعز مطالبة ماهو أكثر من الحزن ، الحلم ، تعداد الخيبات ، وإحصاء جثامينها وحفر المزيد من المقابر. مطالبة تعز أن تتمرد على صمتها أن تغادر اللامبالاه ، أن تستعيد صدارة الصفوف ، تغضب بمنهجية تغيير ، وتتحرك ببوصلة خلاص ، تدوس راهنها وتؤسس لغدٍ لم تنثر بذوره في ربوع تعز بل في كل اليمن ، حيث الحياة أقوى من الموت ، وأحقّ أن تُعاش. السؤل في صباح إفتهان الحزين ليس عن الأصبع ، ليس عن الزناد ، ليس عن ماركة البندقية ، بل عن سياسة سلطة حاكمة نشرت الكراهية، قدست القتل أوغلت في فتاوى هدر الدم ، تغذت من عصابات الجريمة المنظمة، تداخلت معها حد تلاشي الفواصل بين من يفتي ومن يحكم ومن يطلق الرصاص. بهذا المعنى سلطة تعز هي القاتل لإفتهان ، وللضحية القادمة.