لم تطل الفرحة التي رافقت نزول سعر الصرف وجولات وصولات مكتب الصناعة والتجارة في شبوة على المحلات وإلزام "بعضهم فقط!" بوضع التسعيرة أمام العملاء في مكان ظاهر . لم تكتمل لأنه تقريبا أن مسئولي التجارة لم يستوعبوا النزول المفاجئ لسعر الصرف وكأن الريال كان نائم وصحي من نومته !! مثل المواطن الذي نام وسعر الصرف 760 وأصبح 425 . الحقيقة أننا لم نستوعب بعد هذه القفزة الغير متوقعة من الريال المترهل .. لكن إلى اليوم وهو متماسك ويراقب التجار ومسئولي التجارة بعين مستهزئة ! لأنهم لم يعرفوا قدره ولم يستطيعوا استيعاب قدرته على الإستمرار في التحدي للعملات الأخرى .
- يا مكتب الصناعة والتجارة : التجار يكذبون لم يلتزموا بالتسعيرة وعادوا إلى رفع السعر بدل تخفيضه ، وانتم لم تواصلوا ما بدأتوه اكتفيتوا بالصور والمديح الذي حصلتوا عليه من بعض الاعلاميين ذوي الدفع المسبق ( نفر مندي أو كأس عصير طازج أو غداء عزومة مع صديق ) لكن الحقيقة أنها كذبة كبرى تجرعها المواطن اشترك فيها الإعلام واشرفتوا على تنفيذها. نقولها بصراحة خدعتوا المواطن !! سمحتوا للتجار بتنزيل ضئيل لا يساوي نسبة 43% قيمة نزول الصرف .. وعندما تقوم بحسبة بسيطة جدا تجد أن الأسعار زادت ولم تنقص مقابل سعر الصرف .
- أين أنتم من سعر الدواء؟ : أسعار الأدوية هي هي لم تنخفض ، وتلك القوائم التي نشرت ، معظم الأدوية التي ذكرت فيها ليست الأدوية التي يشتريها المواطن غالبا إنما نشروا اسماء علمية لانفهما نحن ولا انتم ولاحتى معظم أصحاب الصيدليات !! ماهذا العبث .
- أين أنتم من سعر الأدوات المدرسية ؟ : لم يصلها بعد نزول الصرف ولا اقترب منها وهذا يدل على إهمال من قبل الصناعة والتجارة التي لم تصل يدها إلى المكتبات ومحلات بيع مستلزمات الدراسة .
- أين أنتم من أسعار قطع الغيار ؟ : أصحاب قطع الغيار لايعلمون أن السعر نزل وأن الريال اليمني أصبح سيد السوق .. عندما تشتري قطعة يحسبها بالسعودي ويستخدم الآلة الحاسبة لتحويلها إلى ريال يمني ويقول لك نحن نشتري بالسعودي والدولار !!! غريب وعجيب .. أجل ! مستوردي المواد الغذائية يشترونها ب (البير الأثيوبي ؟) . هم يستوردون المواد الغذائية بالدولار وخفضوا السعر .. لماذا لم تخفضوا مثلهم ؟؟ يقول روح دور عند غيرنا احنا هذا سعرنا . نحن لانريد نأكل حق أحد ولا نبحص أحد حقه ، لكن البنك أكلنا نحن وتركهم ! والصناعة والتجارة شاهد ماشافش حاجة.
- أين أنتم من سعر الكماليات والملابس؟ : لا احد يقول لي مش ضرورية ليش تشتريها! اسمها كماليات ولا يخلوا منها بيت .. وهي أصناف كثيرة جدا .. مواد منزلية وأحذية ومساحيق تجميل والعاب اطفال وحتى امواس الحلاقة ! كل هذه وغيرها سعرها على حاله السابق لأنه لم يخطر على بال لجان الرقابة تسعيرها. الملابس بمختلف أشكالها جاهزة وغير جاهزة لم تنخفض أسعارها ولم تصلها عيون التجارة والصناعة بعد . المكسرات والقهوة والحبوب المحلية في مأمن من التخفيض ولديها حصانة قوية . وهناك مواد أخرى مثل البلك والخرسانة ومواد البناء الأخرى وأدوات الكهرباء والسباكة وحديد الورش وحديد التسليح بحاجة إلى تسعيرة تواكب سعر الريال . - ماهو المطلوب من مكتب الصناعة والتجارة ؟ : الحقيقة وإن كان المكتب هو صاحب الإختصاص الرسمي إلا أن المهمة كبيرة ويجب على السلطة تكليف الإدارات ذات العلاقة وتشكيل لجان مشتركة تقوم بمراقبة السوق ، بعد انزال تسعيرة ملزمة لكل السلع بكل أصنافها تتناسب مع نسبة نزول الصرف 43% وتعميمها على جميع السلع الموجودة في السوق وإلزام أصحاب المحلات بوضع السعر على السلعة بواسطة ﴿ لاصق السعر المعروف ﴾ مثل ماهو معمول في الدول المجاورة . الحقيقة أن التجار أمنوا العقوبة .. ومن أمن العقوبة أساء الأدب ، عندما نزل الصرف أغلقوا محلاتهم وكأنهم يقولون للسلطة والمواطن : نحن أحرار نبيع أو لا نبيع ! واذا بعنا نبيع بالسعر الذي نريد !!! لا أيها التاجر لست حرا في أن تبيع او لا تبيع بل ملزم أن تبيع على المواطن رغم أنفك وحقك مصان لا احد يمسه .. أما أن تحتكر البضاعة وتمتنع عن بيعها للمواطن فهذا ليس من حقك . يا مكتب الصناعة والتجارة : أنتم تعلمون مسئوليتكم أمام الله وأمام المواطن ، لا تسمحوا لجشع التجار بالتغول ، ستحاسبون أمام الله على تقصيركم في مسئوليتكم .