راشد معروف تعرضت لموقف في عام 2020. كنت في تعز في إجازة قصيرة، بلا أصدقاء أو أقارب، كنت جديدًا وأعيش المدينة كغريب في ذلك الوقت. وأثناء عودتي من المقوات، وقع حادث تصادم بين اثنين من الموتورات المحملة بالركاب، تصادموا وتقلبوا فوق سيارتي، رغم أنني كنت شبه متوقف في الزحمة ولا علاقة لي بالحادث، وهم الذين صدموني بعد تصادمهم. أصيب أربعة أشخاص، وكنت أنا في حالة صدمة، وسيارتي كلها متضررة وملطخة بالدماء. ومع ذلك، لم أتردد في مساعدتهم وإيصالهم إلى المستشفى، ثم غادرت المستشفى في طريقي إلى البيت. لكن المفاجأة لم تنتهِ هنا. في الطريق، اعترضني ثلاثة مسلحين على موتر، كانوا قد رصدوني أمام المستشفى أثناء إسعافي للجرحى، وفكروني أنا الذي صدمتهم حاولوا يستغلون الفرصة ولا علاقة لهم بالمصابين. توقفت، وإذا بهم يطالبونني بدفع مليون ريال تكاليف العلاج والعمليات كتعويض عن الحادث، مدعين أنهم من أهالي الجرحى، رغم أنني لم أكن سبب التصادم. وقفنا في الشارع، جدال ومشادة كلامية معهم، وكل شوي واحد يوجه البندقية نحوي، والثاني يمسكها ويحاول تهدئة صاحبه وحركات مختلفة. المهم، كنت أعلم أن أي خطوة خاطئة قد تتحول إلى مواجهة مسلحة قد تنتهي قاتل أو قتيل، وللعلم، كان عندي سلاح في السيارة. لحسن الحظ، كان هناك سائق سيارة نجدة (أمن طرق) ولكنه كان لابس مدني ولم يكن مستلمًا دوامه رسميًا، شاهدنا وتوقف وحاول التدخل للصلح بيننا وحين أدركت خطورة الموقف، وأثناء حواره معهم، دخلت السيارة بسرعة وأخرجت سلاحي، وهنا أدركوا هم أن الموضوع تعقد، وبدأوا في تقديم التنازلات من مليون ريال إلى عشرة آلاف ريال، يفاوضون الرجال بحق التخزينة فقط. رجع إلي وقال: الجماعة صُغِطَت عليهم وأقنعتهم بحق التخزينة ويتوكلون على الله طبعا في ذلك الوقت كان الصرف لازال بخير والعشرة الف تساوي حول ثلاثين اليوم المهم قلت: والله ما أدفع ريالًا بأي حق، وإذا كانوا فعلاً أهل الجرحى، فلتأخذني أنا وهم إلى الأمن، وسنعود لكاميرات المراقبة التابعة للمحلات في موقع الحادث، وسنرى من يتحمل تكاليف هذا الحادث. المهم، استمر في الضغط وإقناعي أن العشرة آلاف لا شيء مقارنة بأي مشكلة قد تحصل، وأنه قد يحصل قتلى أو جرحى، وتندم. حينها أتعوذ من الشيطان، وقال: هات عشرة آلاف. يا أخي، هؤلاء شباب مفصعين، وشغلهم كله نهب وبلطجة، حتى المقوات والمطاعم، وكل الناس تخشى مشاكلهم ويعطونهم. المهم، بعد محاولة دفعت له المبلغ، يعطيهم لم يكن خوفًا، وإنما تجنبًا لما هو أسوأ، من أن يتحول الموقف إلى "قتال"، وهم ناس لا يخافون المشاكل، ولا تفرق معهم داخل السجن أو خارجه. شعور بالظلم والقهر سيطر عليّ، لكن تجنب شرهم كان أهم. كيف لا أشعر بالقهر وأنا سيارتي مصدومة، وفوق ذلك أدفع عشرة آلاف لمن لا يستحقها! ياليت لو كانت المساعدة للجرحى، على الأقل أقول يستاهلون؛ سائقو الموتورات مساكين وظروفهم صعبة، ولهذا السبب أنا أصلًا سامحتهم ولم أطالبهم بإصلاح سيارتي. هذا الموقف يوضح واقع تعز: عصابات تعيش على البلطجة والنهب، تفرض سيطرتها على المقوات والمطاعم، وأي أحد يرفض الدفع يواجه العنف بلا مبرر. مدينة حيث القوة هي الحكم، والحق مسلوب بلا رحمة في مدينة يحكمها قانون الغاب.