ليل لا يمكنك أن تقطعه بمنشار او تعتقله بقصيدة، ليل ثعلبي المزاج، ليل وعر ، ليل غير قابل للمفاوضات" الأحزان مقابل الكلمات" ليل ماكر، ليل خائن يحفل بالنميمة وتحفل كائناته بالأوجاع ، ليل قد أوعز للنجوم سلفا ان تنكسر وللقمر ان يخبو ضياؤه، ليل لا يعرف ان يرخي سدوله الا علي جسدي فيتركني بين الفظ حروفي الاخيرة، ليل أجبرني القسم باني لن اكتب بعد اليوم فرائحة الحرف كرائحة الموت وحبر قلمي كالسم اكتبه وانسي وانتشي به موتا وأعود للحياة ذات صباح، لكن هذا الليل ليس كسابقه يستل سيفه ويقف أمامي ممشوقا ويبارزني فيصرعني ،ليل ماكر قد اخبرتكم تلبس لي في وجه صديق غرس أنيابه في قلبي ورحل ، هذا الليل الأخير لن اكتب بعده ابدا ،،لن اكتب بعده ابدا ،،! الليل يجعلني امرآة تنقرض في أفكارها تسحبها موجة الحياة فتسحب خلفها قلبا يتكئ الان على بعثرة الخيبات، امرأة لا تكف عن قضم الحزن ولا يكف هو عن التكاثر، ولا تكف هي ان تخرج من دوائر الدخان تسل سيوفها في وجه الريح، في وجه الحياة ! امرأة يفاوضها الموت كل يوم ولا يتعب ابدا اما انا فاخشي ان اتعب يوما بالتاكيد ! قرآت نفسي جيدا ..كثيرا ارتجلت كلمة عزاء، غيرت حذائي ، ثيابي، لون شعري، فرشاة اسناني ، وحيدة مكتظة بك أملا مخيلة الفراغ وأسكبك ذهبا في الوقت ارشوه لكي يبقيك وابقى أتوهم انك لن تحضر لن تغيب فأتوارئ خلف عرشك المتكئ علي جدران القلب !
ليبزغ الليل مفتونا بعتمته لن أشعل له قنديلا سأدع حلكته البهيجة تشرق علي وجهي ،ليرفو المساء لتبقى أنت خصلة الحزن المؤرجحة بين خصلات شعري لترتطم كل الفراشات بوجهي لتشيع أجنحتها البلهاء وتنتشي للموت حرقا ليذهب حلمها بعيدا الي الأقاصي نحو البحر الذي يشرب ملحه ويبتلع أصدافه ويأتي بغير ما يأتي به لتبقي أنت الغسق والشفق والألق والقلق والموت والحياة ولست سوي امرأة لا طاقة لها بمشاهدة العالم يكفيني وجهك لأغفو في ابتساماته الكثيرة وأتلصص منه علي تاريخي وهويتي وذاتي المتعبة!