الحملة الظالمة التي قادتها قناة حراك البيض وتهديداتها المستمرة بالتصفية الجسدية للزميل الصحفي عبدالرقيب الهدياني بسبب مقالات رأي وتغطيات خبرية لأحداث العنف التي تشهدها عدن والجنوب عموما، كشفت عن المستور وعرت الخداع المبطن والعنف المتجذر في عمق شرذمة التخلف القادمين من التاريخ الحديث مسرجين خيولهم وأعناقهم مشرئبة نحو وهم الوطن . بدا واضحآ للعيان أنهم يريدون تكرار نفس المجازر في شيخوختهم بل عندهم نهم يفوق مصاصي الدماء في الأساطير والأفلام . فتبت أياديهم وخسئت ألسنتهم. ظننا أن اشتعال رؤوسهم شيبآ سيجعلهم يتخلون عن دمويتهم المتأصلة في نفوسهم.. ظننا أن عبر الدهر وحوادث الأيام ستعلمهم ولو درسآ بسيطة في احترام إنسانية الإنسان وكرامته مهما اختلف في الرأي وإن بلغ حد التناقض.. تبين لنا أن ظننا لم يكن حسن.. تيقنا أن من شب على شيئ شاب عليه لغة السحل لم تزل تسري في أذهانهم المتعفنة .. كيف يمكن أن يفهم تهديد زميلنا الصحفي عبدالرقيب الهدياني الذي لا يملك إلا قلما ومداد عشق الحرية إلا في هذا السياق السيكلولوجي والنفسي.. ولأنهم أعداء للحرية أرادوا إطفاء وهجها وباللغة التي لا يجيدون سواها .. سلم من قناتهم احمد علي ويحيى صالح والمخلوع صالح فلم تخصص قناة البيض ولو خمس دقائق لهم.. لكنها خصصت ساعتي بث مباشر للتحريض على الصحفي الهدياني وهكذا يستمر نضالهم ضد أبناء الوطن ويسلم منه قتلة أبناء الجنوب تغير العالم لكن لغة الرصاص لم تبارح ادهناهم بعد ولا غرابه فهم لا يجيدون سواها . حسبك أستاذي عبدالرقيب أنك كشفت القناع عنهم عريتهم فضحت فجاجتهم ودمويتهم أمام العالم فكانت بحق لهم فضيحة بجلاجل.. لم يحدث أن سخر اعتي الطغاة إمكانياتهم للنيل من صحفي لا يملك إلا قلما الا في عهدهم... يا هؤلاء.. هؤلاء بشر ، بل أخوانكم لهم حق إبداء رأيهم فكيف تضيق بكم الأرض منهم.. تحرير الأرض لا يكون بتهديد أبنائها بالتصفية والتحريض عليهم علنا.. البحث عن الكرامة يستلزم أن يعرف ويقدر باحثها كرامة الإنسان النضال لاستعادة الوطن يكون أولآ باحترام المواطنة.. زوال الدنيا وليس نفط الجنوب وجغرافيته فقط ، أهون عند الله من أن تراق قطرة دم امرء مسلم . لو أتيتم بكل علل الأرض وكتبتموها بماء البحر الذي تشكون أن قوات الاحتلال حرمتكم من صيده ، فلن تشفع لكم بسفك قطرة دم واحدة... من يستهين بدماء إخوانه ويدعو لتصفيتهم لا يأتمن على وطن ولا يستحق أن يكون في صف المناضلين ناهيك عن صف القادة.. و بلا شك أنه سيكون أول من يبيعه بثمن بخس كما هو عهدنا به وشواهد التاريخ تدل على ذالك . الوصول إلى غاية نبيلة إن كانوا موقنين أنها كذالك فعلآ ، لا يكون بوسائل خسيسة.. تلقين الدروس لأبناء الوطن ليس من فعل الشرفاء.. نصب المشانق في طريق السير وباسم النضال منتهى الجنون ودليل بلوغ اليأس إلى ابعد مداه. الوطن شب عن الطوق ويعرف طريقه ومكمن دائه وخلاصه ولن تجاسر شلة متهورة شبت وشابت على الدم أن تقف في طريقة. الصوت لا يخيف إلا الضعفاء والجبناء ولأنهم كذالك سعوا ويسعون لإخماده ولو عبر فوهات البنادق، الصوت يبقى اسمع وأقوى لأن الحق صوت لا يخاف من الباطل والباطل دومآ وأبدأ يبقى زهوقا.. زمن البندقية ولى وانتهى إلى غير رجعة لكن الخفافيش يأبون أن يفهموا ذلك.. يصعب على أذهانهم الصدئة الآكلة من وجبات الصراعات كلما جفت أعين الوطن.. أن تقبل بذلك وإن بدى الأمر بغاية السهولة.. هم لا يتصورون أصلآ أن يعيشوا بدونه.. لذا ترى اتشاحهم به دومآ حتى غدآ علامة القيادة والريادة والرجولة عندهم.. ممن وعلى من ؟ حينما أصبح العدو صديقآ ، والمحتل شقيقا ودودا ، لم تجدوا أمامكم الا صحفي لترموا بسفاهاتكم نحوه.. هو ليس فردا بل مئات الآلاف من خلفه وكلنا معه.. فارحلوا واتركوا شعب الجنوب يقرر مصيره بنفسه، فكل الذي نحن فيه ،انتم سببا فيه ارفعوا أيديكم عنا.. وللزميل الهدياني أقول: ما يضير البحر أمسى زاخرا* إن رمى فيه غلام بحجر