أثارت دعوة علي سالم البيض نائب الرئيس اليمني الأسبق قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى تقديم مبادرة خليجية ثانية، والتوسط لدى صنعاء من أجل الحوار مع الجنوب لحل الأزمة، تساؤلات عن مغزى هذه التصريحات، وإمكانية واستعداد دول الخليج لتقديم مثل هذه المبادرة. وتزامنت تصريحات البيض المقيم في المنفى مع قرب انتهاء مؤتمر الحوار المنعقد حالياً في صنعاء والمعول عليه معالجة الكثير من القضايا في البلاد وفي مقدمتها أزمة الجنوب. ويهدف مؤتمر الحوار اليمني الذي يحظى برعاية أممية إلى وضع أسس دستور جديد للبلاد بموجب اتفاق انتقال السلطة، وصولا إلى انتخابات رئاسية وتشريعية في فبراير/شباط 2014، ويعد أحد بنود المبادرة التي أطلقتها الدول الخليجية لحل الأزمة اليمنية والتي أسفرت عن تخلي الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن الحكم. البكيري رجح وجود تحول سياسي (الجزيرة) استبعاد وتعليقا على تصريحات البيض الأخيرة قال عبد الرحيم صابر مستشار المبعوث الأممي في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت "إن مثل هذا الأمر مستبعد تماماً، وليس هناك أي مبادرة جديدة غير المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والحوار الوطني المنعقد حالياً في صنعاء والذي شارف على الانتهاء". أما رئيس "المنتدى العربي للدراسات" نبيل البكيري فيرى أن تصريحات البيض "لا تخرج عن سياق اعتمال المشهد السياسي الإقليمي والدولي في ضوء التقارب الأميركي الإيراني". ورجح البكيري أن يكون هذا التصريح "جاء كاتفاق أميركي إيراني سيتم تمريره من خلال دول مجلس التعاون، دون إدراك لخطورة تداعيات مثل هذا الفعل وانعكاساته السلبية على المشهد في دول الخليج". وقال إن "استعداد تلك الدول للقيام بهذا الأمر مرهون بمدى إدراك الحكومات الخليجية للمتغيرات الراهنة، ولا أعتقد أن ثمة إستراتيجية خليجية واضحة في التعامل مع مثل هذه المتغيرات". في المقابل نفى الدكتور صالح اليافعي رئيس المجلس الأعلى للثورة الجنوبية الذي يتزعمه البيض، احتمالات وجود مساع دبلوماسية لإقناع البيض بالمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني، وأكد تمسك البيض والحراك بموقفهم الرافض للحوار. وقال اليافعي في تصريح للجزيرة نت إن دعوة البيض قادة دول مجلس التعاون الخليجي لتقديم مبادرة خليجية لحل الأزمة الجنوبية "لا يعني تراجعا عن موقفنا الثابت بالمطالبة بالتحرير والاستقلال، وإنما هي دعوة للتفاوض بين الطرفين بما يضمن تحقيق هذا الهدف". وأضاف "نرى أن مؤتمر الحوار بُني تحت سقف الوحدة اليمنية، وأن المبادرة الخليجية لم تأت لحل القضية الجنوبية ولم تشر إليها إلا بشكل خاطف، ومن هذا المنطلق نعتقد أن واجب دول الخليج أن تقدم مبادرة جديدة لحل الأزمة بين الشمال والجنوب تقوم على أساس فك الارتباط بين الطرفين". السقاف تحدث عن مساع دولية لاستقطاب المكونات الجنوبية الرافضة للحوار (الجزيرة) رسائل من جانب آخر اعتبر مستشار الرئيس اليمني فارس السقاف حديث البيض بأنه "محاولة لإرسال رسائل سياسية للرعاة الدوليين للحوار من أجل الخروج من عزلته السياسية وتأثيرات الدعم الإيراني له". وأضاف أن هذه الرسائل "تأتي بموازاة تحركات حثيثة لأطراف دولية وإقليمية راعية للحوار تسعى لاستقطاب المكونات الجنوبية الرافضة للحوار بهدف إنجاح المبادرة الخليجية". وبينما نفى السقاف وجود أي تواصل مباشر في الوقت الراهن بين الرئاسة اليمنية وقيادات فصائل الحراك الرافضة للحوار، أكد في المقابل أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كثف من تواصله في اليومين الماضيين مع قيادة المملكة السعودية ودولة الإمارات لدعم مخرجات الحوار، مشيراً إلى أن الرعاة هم من يقومون حالياً بدور إيجابي في التواصل مع مختلف الأطراف لصالح إنجاح الحوار.