تفاجئ الصحفي حمدي بكاري بمدحه من قبل إدارة الجزيرة اثناء احتفائية خاصة نظمتها بمناسبة مرور 19 عاماً على انطلاقتها حيث ذكر ياسر ابو هلالة حمدي بكاري بالاسم جراء بطولته التي خاضها إلى جانب المقاومة الشعبية في عدن وتعز . يبدأ بكاري حديثه بالقول : ماهو شعورك عندما تمتدحك علنا المؤسسة التي تعمل لديها..؟ أشعر بالإعتزاز.. هذا مؤكد خاصة وأن العرب اعتادت أن تمتدح الموتى لا الأحياء.. وإن امتدحت الأحياء فلأسباب أخرى ليس في معظمها التقدير .. جبلنا على ذلك فبدت يومياتنا العربية بائسة وعديمة التفوق الإنساني بل هي جدبة المشاعر حين تخلو من التقدير.. تقدير الذات وتقديرنا للآخر.. لكن يبقى في حكم الاستثناء قلة ممن تضخ قلوبهم حبا وتشعر بالزهو معهم ومواقفهم أفرادا ومؤسسات. ماهو شعورك أيضا؟ أشعر بالإعتزاز وحضور قوة الزمالة وقيم المهنة روحا وواقعا لكنني أشعر أيضا بمنسوب مخاوف من المستقبل مثل كثيرين غيري من الصحفيين اليمنيين والعرب الذين يعملون في بيئة الحروب والصراعات.. هي مخاوف ما من سبيل أمامنا لمواجهتها سوى تحديها وبما يمنع تتسللها إلى داخلنا... الضعف أمام المخاوف بشكل مبالغ فيه يسرق منا ذاتنا.. وبالنسبة للصحفيين فيعني تماما أن يبقى الناس بلا معلومه.. وذلك بالنتيجة يغيّب الشهود في أكثر المراحل السياسية حساسية في بلداننا .. علينا تغيير المعادلة وتحويل المخاوف إلى حالة تفكير بما يجب عمله لتقليص مخاطر الواقع وأخطار المهنة والا فإنها ستعيقنا.. ذلك ربما ما استنتجه خلال تغطية الحرب في اليمن مؤخرا.. ولكن : هل سأنجح في تجاوز الواقع المعقد لميدان الحرب في اليمن في الفترة المقبلة .. ميدان عملنا في الأساس؟ سؤال يشغلني وأحسم أمره وعدا بالمزيد وتخطي الصعوبات.. ذلك قدرنا في مهنة اخترناها.. وتلك وسيلة ناجعة لتبديد المخاوف.... الصحافة هي أن تكون شجاعا مع مزيد من التخطيط والتحوط والحرص على السلامة وليس الذهاب إلى موت محقق... عليك أن تخطط بعناية لكي تنجح وبعد ذلك فالآجال بيد الله.. كلنا بشر ونخاف بنسب متفاوتة لكن في الصحافة ينبغي أن تقاوم مخاوفك دوما ومتى حان رحيلك ستموت في تغطية معركة أو كنت في قصر مشيد... لكنني أود إضافة مايلي : عندما يقول لك شخص انت نجحت وتخطيت كل التوقعات.. ذلك كرم مشاعر وموقف نبيل من صاحبه ثم هو تقدير يفخر به أي صحفي لكن عندما يضيف إلى حديثه توجيه الشكر والتقدير إلى الفريق الذي عمل معك من الجنود المجهولين ولايفوت الإشارة إلى كل منتسبي محيط عملك فذلك هو ياسر أبو هلاله مدير قناة الجزيرة الكان قبل ذلك مدير مكتب ومراسل ميداني.. وقد خبرته الصحافة مدركا لأدق تفاصيلها .. شكرا استاذ ياسر ابوهلالة .. شكرا لإدارة الجزيرة.. شكرا لهم جميعا.. وإلى جانب الاستاذ ياسر هناك من يستحق كل شكر وتقدير وكانوا على متابعة يومية مع طواقم العمل.. ارفع لهم القبعة فردا فردا.. وليس سرا ولاغريبا أن أقول بأن إدارة الجزيرة من أعلى هرم قيادتها إلى المستوى الإداري التنفيذي المباشر..على تواصل دائم مستمر مع فريق اليمن.. وغالبا مايسألون عن السلامه والوضع الأمني للفريق العامل.. دائما اسمع وتصلني الرسالة التالية انتبه لاتنجز لنا شيئا ولانريد أي عمل إذا كان في ذلك خطورة على حياتك.. توخي الحذر.. لكن . لطالما تجاوزت التعليمات.. ونجوت واتمنى أن انجو في الأعمال القادمة والأعمار عموما هي بيد الله ... تحية أيضا وبكل معنى الكلمة النابعة من القلب لكل زملائي العاملين في مكتب اليمن . .