تأملت التحشيد العسكري الكبير الذي يقوم به زعيم الحوافيش (عفاش) أشد التأمل، ثم تفكرتُ وتدبّرت أمره، وما يصنعه برجاله الأوباش في مختلف الجبهات، ليسوقهم اليها وآخرها إرسالهم الى تعز دون رحمة الى حتفهم لا محالة، فشعرت أن الله عز وجل يسوقهم ليُخرجهم من جحورهم ومخابئهم كي لا يكونوا يومًا ما قنابل موقوتة في كل مكان من أرجاء هذا الوطن، وأن الله عز وجل أراد لسلاحهم وأموالهم المخبأة أن تسحق معهم، لتكون عليهم بعد الهزيمة والإنكسار حسرة وندامة، ثم سيأخذهم معه الى حتفه فى الدنيا، وسيقودهم بإذن الله الى جهنم يوم القيامة "فبئس الورد المورود". أراد سحق تعز لأنها كشفت سوأته، ونزعت ملكه، وبطشت برجاله في كل ساحات السياسة قبل القتال، ولذلك هو الآن يشفي صدره، ويحاول أن يطفئ ناره المتقدة بجوفه الخبيث بتعز وأهلها، وما علم أن تعز تسكب البنزين في كل لحطة بداخل جوفه الملتهب، وأنّى له أن ينطفئ حتى يموت. من حكمة الله، أن هذا الكاهن العفاشي الخبيث أن اعتلى على عرش السلطة من تعز يوم كان فيها كالطير المنتوف، وآنئذٍ أن يعود الى ما قبل السلطة، وينتهي ملكه فيها، فلا نخشى عليها، فعقوبات الله تتنزل عليه وعلى رجاله فيها. الرائعة تعز، ستظل رائعة رغم أنف الحوافيش، مهما أمعنوا في البطش والتنكيل بها وبرجالها، وكأنه نسي أنهم جبال تسير فوق الجبال، وبراكين إيمان تتفجر على رؤوس الأوباش، فكيف لهم أن يدمروها، وبإذن الله ستنكسر جيوشهم مهما بلغت على أعتاب قوة إيمانها العميق وصبرها، وستخرج منتصرة ليكتب التاريخ في صفحاته السوداء المظلمة، ليكون شاهدًا فى الأزمنة القادمة "أن تعز ورجالها كانوا سببًا رئيسًا لسقوط مُلك الكاهن العفاشي الذي حكم بلاد اليمن".