الدكتورة أشواق محرم (41 عاماً) طبيبة يمنية وناشطة إنسانية متخصصة في مجال مكافحة الجوع، لعبت دوراً بارز في خدمة الفقراء والمحتاجين ومكافحة الجوع على مدى الفترة الماضية في محافظة الحديدة غرب البلاد. حضرت أشواق بضميرها الإنساني، حين غابت المنظمات الإنسانية في إنقاذ المئات ممن أصابهم الجوع والمرض في ريف تهامة، فاقتربت من الفقراء والمحتاجين حين ابتعد عنهم الكثيرون في ظل الحرب والصراع، وبدأت مشوارها الإنساني والإغاثي برصد الحالات والعمل على التخفيف منها بجهود شخصية لتقدم ما بوسعها تقديمه من دواء وغذاء على نفقتها الخاصة، مستخدمة سيارتها كعيادة متنقلة. أم الفقراء يطلق عليها التهاميون لقب "أم الفقراء"، ويصفها الناشطون "بصانعة الإبتسامة في زمن الويل"، إلا أن همّها الأول البحث عن جميع الوسائل التي تمكنها من تقديم يد العون وإنقاذ حياة الأسر التي فتك بها الجوع والأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، وتوفير الدواء للمرضى الذين يواجهون الموت بصمت في منازلهم بسبب الفقر والفاقة. لعبت الدكتورة أشواق دوراً بارزاً في الحد من معاناة أبناء تهامة تعمل أشواق في بيئة غير آمنة، ولكنها تتحرك باستمرار رغم المخاطر الناتجة عن استمرار الغارات الجوية من قبل طيران "التحالف العربي" على مدينة الحديدة ومديرياتها، ورغم إدراكها لتلك المخاطر إلا أنّها قالت في إحدى عباراتها المتداولة "إذا لم تقتلك الضربات الجوية فسوف تموت بسبب المرض والجوع الشديد... ولكن أبشع طرق الموت تلك التي تسببها المجاعة". التدخل الإغاثي على مدى الأشهر القليلة الماضية، لعبت الدكتورة أشواق دوراً بارزاً في الحد من معاناة أبناء تهامة، فبعد أن نقلت معاناتهم إلى رجال المال والأعمال وفاعلي الخير وإلى العالم عبر وسائل التواصل الإجتماعي، قدمت عدداً من القوافل الإنسانية والإغاثية الطارئة. وحاولت أشواق أن لا تقدم مساعدات مؤقتة "ممولة من فاعلي الخير"، بل عملت على توفير بعض الإحتياجات المستدامة لتنهي معاناة آلاف الناس في ريف تهامة، عبر مشروع التدخل غير الطارئ لقرى مديرية التحيتا التي تفشت فيها ظاهرة المجاعة. وخلال الشهرين الماضيين، استطاعت أن تبني ثلاث وحدات صحية في ثلاث قرى وتجهيزها وتوفير عامل صحي في كل وحدة صحية، وأن تبني فرناً في منطقة المتينة بمديرية التحيتا لتوزيع الخبز مجاناً للقرى المحتاجة، بالإضافة إلى حفر آبار للماء ومعالجة عشرات الحالات المصابة بسوء التغذية من الأطفال الرضع. مسيرة حياة أشواق محرم من مواليد مديرية الجعاشن في محافطة إب عام 1975. حصلت على درجة البكالوريوس في الطب والجراحة العامة من جامعة صنعاء عام 1998، وتخصصت في مجال أمراض وجراحه النساء والتوليد منذ 2001. حصلت على دبلوم في الصحة الإنجابية من جامعة "ليفربول البريطانية" عام 2004، بوعد عامين تخصصت في مجال الموجات فوق الصوتية لدى المجلس اليمني للتخصصات الطبية، كما حصلت على درجة الماجستير من جامعة UKM في ماليزيا عام 2013. عملت في المجلس الأعلى للقضية التهامية كرئيس دائرة الأمومة والطفولة في المجلس، وشغلت منصب نائب مدير عام مكتب الصحة والسكان في محافظة الحديدة، حتى مطلع العام 2015. كذلك، عملت أشواق محرم في عدد من المنظمات الإنسانية، واكتسبت مهارات كبيرة في مجال العمل الإنساني. اختارتها محطة "بي بي سي" البريطانية مؤخراً من بين أفضل 100 امرأة في العالم، كن مصدر إلهام وتأثير خلال عام 2016.