قال تقرير جديد صادر عن مركز التهديدات الحرجة التابع لمعهد المشاريع الأميركية، إن الولاياتالمتحدة حددت استراتيجية جديدة تجعل من اليمن مسرحاً رئيسياً لمواجهة إيران في المنطقة، مستبعداً- في الوقت ذاته- نجاح هذه الإستراتيجية. واعتبر التقرير أن النزعة الانفصالية الجنوبية المتزايدة تؤدي إلى مزيد من نزع الشرعية عن الحكومة اليمنية المدعومة من الولاياتالمتحدة، وأن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لليمن غير قادر على تسهيل التسوية بين هذه الجماعات، في وقت تسعى فيه روسيا لتوسع نفوذها كوسيط في الصراع. وفي التقرير- الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست"- يقول معدوه إن حركة الحوثيين المدعومة من إيران واصلت تعزيز سيطرتها على الوزارات الحكومية في صنعاء. كما يقول التقرير- في سياق حديثه عن جماعة الحوثي وقوات صالح- إنهما اكتسبا قدرة أكثر تقدما في سلاح الجو، ويستشهد بإسقاط طائرة استطلاع أميركية من طراز مق-9 في أوائل أكتوبر/ تشرين الأول، ويرجح أيضا إسقاطهما لطائرة مقاتلة من طراز "تايفون" بقيادة السعودية في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول فوق محافظة صنعاء، لكنه اعتبر تصريحات قائد سلاح الجو التابع للحوثي وصالح عن تعزيز قدراتهما الجوية مجرد موقف. ويضيف التقرير: "من المحتمل أن تكون إيران قد قامت بتيسير أي تغيير في قدرات قوات الحوثي-صالح الجوية المضادة للطيران، وقد تستخدم قوات الحوثي- صالح قوات صواريخ أرض-جو روسية من مخزونات الحرب قبل الحرب الأهلية في اليمن، ولكن سيكون من الصعب تفسير لماذا أصبحت أكثر فعالية باستخدام هذه الأسلحة دون مساعدة خارجية بعد كل هذه السنوات". وعما يجري في الجنوب يقول التقرير إن تهديد الأطراف السياسية اليمنية في الجنوب بالاستقلال سيؤدي إلى زعزعة استقرار حكومة/ عبدربه منصور هادي ويقوض السياسة الأميركية لدولة يمنية موحدة. وعن الدور الروسي وتأثيره في الملف اليمني قال معد التقرير إن عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتسهيل التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع اليمني يعتبر بمثابة فرصة لموسكو لتوسيع نفوذها في المنطقة. وتطرق لإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده لتسهيل تسوية النزاع اليمني قبل يومين من موافقة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز على شراء نظام الدفاع الجوي الروسي S-400 وغيره من منصات الأسلحة في مطلع تشرين الأول/ أكتوبر. كما عرضت روسيا استضافة محادثات أولية بين الرئيس السابق صالح وممثلي حكومة هادي في وقت لاحق من هذا الشهر، وأعاد مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى اليمن تنشيط محاولات الوساطة لكنه لا يزال غير قادر على إشراك الطرف الذي يمثل تحالف الحوثي - صالح الذي ينظر إليه على أنه متحيز ضدهما. ويشير التقرير إلى أن روسيا حافظت على حيادها في الصراع اليمني من خلال الحفاظ على العلاقات وتقديم بعض المساعدة إلى تحالف الحوثي صالح وحكومة الرئيس هادي. وفيما يخص حرب أميركا على الإرهاب في اليمن، يرى التقرير أن أميركا تواصل حملتها الهجومية ضد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، رغم تجدد حملة مكافحة الإرهاب التي تدعمها الإمارات والتي بدأت في أغسطس/ آب، واستمر تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في تنفيذ عمليات بعبوات ناسفة محلية الصنع، لاستعادة البيئة يألف تضاريسها في محافظة أبين الشمالية في جنوباليمن. وقال إن الاستياء المتزايد بين قبائل أبين تجاه قوات الأمن المدعومة من الإمارات يزيد من احتمال أن تكون المكاسب التي تحققها قوات الأمن مؤقتة. وخلص التقرير إلى أنه من المرجح أن يؤدي الحراك المطالب بالانفصال جنوباليمن إلى عرقلة التوصل إلى تسوية سياسية للنزاع اليمني، إذ أن الجهود الحالية تركز على تعزيز اليمن الموحد، وستُقلل النزعة الانفصالية من جهود مكافحة الإرهاب هناك إذا بدأت جهود الانفصال في التحول نحو العنف، وسيتيح الفشل المستمر في الحرب على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب لتعافي التنظيم من النكسات الأخيرة، وإعادة إنشاء الملاذات الآمنة التي فقدتها في آب/ أغسطس في جنوب وشرق اليمن.